العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
أعلنت الأمم المتحدة أول أمس الاثنين عن وصول قافلة شحنات تموين إلى موقعين من مواقع بعثة المينورسو شرق الجدار الرملي في تيفاريتي و لمهيرز وذلك للمرة الأولى منذ سنتين عرقلت خلالها ميليشيات البوليساريو حرية تحرك فرق البعثة الأممية العاملة بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في الاحاطة الاعلامية اليومية لبداية الأسبوع أن قافلة شحنات توجهت في الفترة ما بين الخامس و السابع أبريل الجاري .
وكانت المنظمة الأممية قد أعلنت عن اتفاق بشأن تسيير هذه القافلة نهاية شهر مارس مضيفة أن هذا الإمداد سيتيح للموقعين الاستمرار في العمل وتغطية “حاجتهما الماسّة” بشكل خاصّ للوقود.
وكانت القيادة الانفصالية بالرابوني قد تلقت قبل أسبوعين إنذارا مباشرا من الأمم المتحدة في أعقاب قيام عناصر ميليشياتها بمنع عربات فريق من بعثة المينورسو من التحرك شرق الجدار الرملي المغربي للتوجه الى مقر البعثة وهو ما استدعى تدخل الأمانة العامة للأمم المتحدة لتنبيه البوليساريو التي سارعت الى سحب عناصرها المسلحة بالمنطقة العازلة والسماح لفريق البعثة باستئناف مهامه.
ومن المرتقب أن يقدم رئيس بعثة المينورسو الأسبوع المقبل لمجلس الأمن تقريرا عن الوضع الميداني بالمنطقة , حيث من المرجح أن ينقل لأعضاء المجلس العراقيل التي تعترض قيام فرق البعثة الأممية بمهامها وعلى رأسها المضايقات الصادرة عن ميليشيات جبهة البوليساريو بالمناطق العازلة شرق وجنوب الجدار الرملي المغربي.
وتفيد تسريبات من قلب مخيمات تندوف أن تعنت جبهة البوليساريو الانفصالية خلال الأشهر الماضية في السماح لفرق بعثة المينورسو من التنقل بالمناطق العازلة شرق وجنوب الجدار الدفاعي المغربي مرده حرص القيادة الانفصالية على التعتيم على الانتفاضة التي تشهدها مخيمات تندوف بشكل يومي والحيلولة دون معاينة فرق البعثة للأوضاع الاجتماعية و الأمنية المتفاقمة بمخيمات تندوف تحت أنظار السلطات الجزائرية.
وبلغت ذروة الانفلات الأمني والحقوقي بمخيمات الرابوني مع تدشين الميليشيات الأمنية للبوليساريو لحملات اعتقال يومية للناشطين المعارضين لسياستها بالمخيمات.
وأبلغت مصادر حقوقية من داخل المخيمات أن السياسة القمعية للقيادة الانفصالية بمشاركة الجيش الجزائري بلغت ذروتها الأسبوع الجاري بالمخيمات ، مع إطلاق ميليشيات الجبهة حملة اعتقالات و تنكيل غير مسبوقة طالت نهاية الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 36 ناشطا معارضا للقيادة الانفصالية مع التنكيل بأفراد أسرهم. وترهيبهم علنا ضمن مسعى إخماد بؤر التمرد المتصاعدة على القيادة الانفصالية بالمخيمات.
وأفاد منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف أن معارضين للجبهة الانفصالية يتم اختطافهم جهارا نهارا ، ويعذبون وتمارس في حقهم أبشع الممارسات الحاطة بالكرامة ، حيث تختطفهم عصابات المخدرات وتجار الأسلحة، والجماعات الإرهابية المتواجدة بالمنطقة، وينتمي لها عناصر من داخل جبهة البوليساريو يسهلون عملها ويحمونها من الملاحقة، ويسربون لها المعلومات الأمنية الحساسة، لتأمين تحركها نظير مقابل مادي سخي.
ذات المصدر كشف أن هذه العصابات الاجرامية النشيطة بالمنطقة، تدخل المخيمات بين الفترة والأخرى، وتتعمد تبادل إطلاق النيران بالقرب من مراكز قيادة البوليساريو في محاولة لفرض الأمر الواقع وترهيب ساكنة المخيمات.
وبداية الشهر الجاري هاجم عشرات الغاضبين من ساكنة مخيم الداخلة جنوب تندوف مركزا لدرك البوليساريو وأضرموا النار في بنايته كما أحرقوا سيارات تابعة لميليشيات البوليساريو الأمنية وذلك كردة فعل غاضبة على مداهمة كتيبة من عناصر الميليشيات المسلحة للجبهة الانفصالية يوما قبل ذلك لمساكن عائلات من المخيمات تم خلالها الاعتداء على نساء وأطفال وترهيب مع تعنيف وإعتقال مجموعة من أبناء الأسر المستهدفة بعملية الاقتحام الأمني.
ووثقت اشرطة مصورة مسربة من داخل المخيم لحظات مهاجمة الغاضبين للمركز الأمني التابع للجبهة وردة فعل ميليشيات الجبهة الانفصالية التي أطلقت عيارات نارية لتفريق المتظاهرين واعتقلت عددا منهم ضمن مخطط أمني للبوليساريو لإسكات أصوات المعارضين لمخرجات المؤتمر الأخير للجبهة الانفصالية وتقزيم حضور وتأثير مجموعة قبلية داخل الهياكل القيادية لعصابة البوليساريو.