2023 نونبر 9 - تم تعديله في [التاريخ]

القصر الكبير: مائدة مستديرة تسلط الضوء على إصلاح مدونة الأسرة

المشاركون في ندوة "إصلاح المدونة الدواعي والتطلعات" يرفعون توصياتهم للجهات المعنية انخراطا منهم ومن الجهة المنظمة في النقاش العمومي الذي تعرفه بلادنا


العلم الإلكترونية - محمد كماشين 

أكد عبد المالك العسري، ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالقصر الكبير /جهة طنجة تطوان الحسيمة، أن المجلس الوطني يبقى مواكبا لكل النقاشات العمومية التي تتعلق بفتح ورش مراجعة مدونة الأسرة وتحيين كل القوانين الأخرى ذات الصلة، واعتبر المناسبة فرصة أساسية لا يمكن تفويتها دون المضي قدما بورش ملاءمة القوانين مع الاتفاقيات الدولية المصادقة عليها، كالتزام وطني لا يحتمل التأجيل، وذلك خلال انعقاد أشغال مائدة مستديرة في موضوع :" إصلاح المدونة الدواعي والتطلعات" بمدينة القصر الكبير. 
 

وأشار العسري إلى أن مدونة الأسرة نتاج فكري إنساني يعتريه كل ما يعتري الاجتهادات الفكرية الانسانية من هفوات واختلالات، منتقلا بحديثه عن المدونة إلى التزامات المغرب الدولية التي تشمل شقين أساسين : 
 
الأول: يتعلق بممارسة المغرب التعاهدية. 
والثاني: التفاعل مع هيئات المعاهدات وتطرق بعد ذلك إلى مواكبة التحولات و التطورات التي يعرفها المجتمع و التي تنعكس على الاسر . 
 
وأضاف المتحدث، أن المجلس الوطني لحقوق الانسان رصد عدة إشكاليات حقوقية تهدد الاستقرار الأسري، وبلغة الأرقام مثلا كشف تقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية حول واقع أقسام قضاء الأسرة معطيات على درجة كبيرة من الأهمية. 
 

وأكد المشاركون في أشغال المائدة المستديرة التي افتتحت أشغالها الدكتورة راضية العمري رئيسة الجمعية المنظمة بكلمة أشارت لسياق عقد اللقاء ، على راهنية موضوعه، والانتضارات المرتقبة من مثل هذه اللقاءات لفائدة إغناء النقاش العمومي والانخراط في ورشه المفتوح بعد الرسالة الملكية السامية في هذا الشأن .
 

واعتبرت مريم الطاشي موضوع اللقاء راهنيا يستحق تكاثف الخبرات لتجاوز العثرات التي أبان عنها تطبيق المدونة وتنزيلها بوجود فراغات قانونية.
 
ودعت المتحدثة إلى مراجعة مدونة الاحول الشخصية باستحضار خصوصية المجتمع المغربي والانفتاح على المستجدات المرتبطة بالتحولات الاجتماعية ، باعتماد رؤية موحدة متوازنة تجانس بين الأصالة والمعاصرة .
 

وسجل عادل تولة عن هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بجماعة القصر الكبير تفاعل مكونات المجتمع المغربي مع الرغبة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة .
 
واعتبر المتدخل مدونة 2004 حاملة للجديد ، لكن مع مرور الوقت وإبان التطبيق برزت إشكالات عديدة ، باعتبار أن مجموعة من القوانين متفرقة.
 
وعدد عادل تولة بعض المظاهر السلبية التي طالت الأسرة كارتفاع معدلات الطلاق، والتطليق وغير ذلك ، ودعا إلى سن قوانين جديدة تحمي الأسرة من الانهيار والتفكك للحد من بعض المظاهر السلبية كتزويج القاصرات ، والعنف الزوجي، مع استعراضه لقضايا ذات صلة : شروط الزواج ، مفهوم القدرة ، رخصة الحياة الزوجية , تدبير الأموال المشتركة ، العدل بين الزوجين . المصلحة الفضلى للاطفال.
 
 

وانطلقت نسيبة الطود رئيسة جمعية الأنوار النسوية بالقصر الكبير من كون عشرين سنة التي مرت على سن المدونة في شكلها الجديد أبانت عن اختلالات ترتبط باللامساواة والتمييز بين الجنسين وعدم إنصاف القوانين للمرأة ، وعدم التطبيق السليم للالتزامات الدولية التي صادق عليها المغرب. 
 
وأضافت ، لقد ارتفعت الأصوات من داخل الحركات النسائية إلى التطبيق الصحيح والكامل للمدونة ، وفتح نقاش عمومي رصين للوقوف على الفراغات والتحايل على القانون .
 
لقد شاركت " الأنوار ," في صياغة مطالب ومقترحات مع مؤسسات راكمت تجارب تطالب بالعدالة والمساواة كما نص على ذلك ستور 2011.
 
لقد أمسى من اللازم الانخراط في ورش التغيير ، واعتماد قراءة سليمة لا تحتمل التأويل ، والقطع مع مفاهيم السلطة الذكورية.
 
وحللت المتدخلة ثلاثة محاور : الزواج ، الحقوق المالية للنساء في الأسرة ، الطلاق والتطليق، الإرث ، ودعت إلى استحضار ذكاء اجتماعي تشخيصى لأعطاب المجتمع، وتدبير الاختلاف.
 
 

وتحدث محمد كماشين عن الجمعية المغربية للإعلام الوسائطي عن الدور المحوري للإعلام وهو يواكب الإصلاحات الكبرى ويسلط الضوء عليها من خلال التتبع والمواكبة ، ومن بينها ورش إصلاح مدونة الأسرة.
 
واعتبر كماشين الحديث عن مفاهيم الإعلام : الرسمي ، البديل ، المواطن ، ضروريا مادام كل صنف له مخرجاته التي تلائم التوصيات المقترحة لإصلاح المدونة ، كل ذلك لتنوير المتلقي ووقف زحف النقاشات المغلوطة و ( التسريبات) التي روجت لها منصات التواصل الاجتماعي عن غير دراية ، ودعا إلى استحضار المسؤولية الأخلاقية والمهنية في كل ذلك ، وتعميم النقاش دون مناسباتية ما دام إصلاح الأسرة هو إصلاح للمجتمع ، كما طالب بإشراك المتخصصين في النقاش ، وتبني رؤية نقدية واعية للإعلام وهو يتناول قضايا شائكة ، والابتعاد عن الأحكام والصور النمطية.
 

واعتبارا من كون الثقافة موجه أساس في تشكيل الوعي, انطلقت بشرى الأشهب عن جمعية أصدقاء المركز الثقافي بالقصر الكبير من الرسالة الملكية حول مراجعة المدونة واعتبرتها نقطة تحول واقعية ، مع مناداتها باستحضار الهوية الإسلامية ، والخصوصية المغربية ، والمواثيق الدولية حول حقوق المرأة والطفل.
 
وأشارت إلى أن الثقافة تلعب دورا حاسما في توجيه القيم والاخلاق و نقل المعرفة و الوعي في إطار استراتيجية لتنمية مستدامة تعتمد على ثقافة التواصل والتفاهم و معالجة التحديات الاجتماعية والثقافية ..
 

وشددت سعيدة بوعشة عن جمعية مبادرة بلا حدود ، على أهمية اعتماد القيم الإ سلامية ركائز تشريعية صلبة في إعادة صياغة مدونة الأسرة باعتبار ذلك مطلبا مجتمعيا ، مع إشارتها للتوجيهات الملكية الداعية إلى الاعتزاز بالهوية ، والانفتاح على الآخر. 
 

واعتبرت إحسان الغازي عن جمعية المحامين الشباب بالقصر الكبير أن مراجعة المدونة دخل مرحلة حاسمة تستدعي الرجوع للخصوصيات المحلية ، والانفتاح على مرجعيات عالمية. كما نبهت إلى الاختلالات الموجودة في التطبيق وكونها تحتاج لجرأة وشجاعة وكفاءة بإعمال مقاربة ديمقراطية تشاركية بإشراك جميع الفاعلين كالمجلس العلمي الأعلى ، والمساعدين الاجتماعيين.
 
وعرضت لجوانب تستوجب التتبع لتحقيق عدالة أسرية مع حديثها عن القضاء الأسري، وتقوية الموارد البشرية المؤهلة وتجنب الأخطاء في الصياغة القانونية ، وتمكين المرأة
 



في نفس الركن