2025 يناير 16 - تم تعديله في [التاريخ]

العقد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المتقدم‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬لينخرط‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل


العلم الإلكترونية - الرباط

  اشتمل الخطاب الضافي الذي ألقاه الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، في المهرجان الوطني الكبير الذي أقيم يوم السبت الماضي في الدار البيضاء، على الخطوط العريضة للمشروع الاجتماعي الذي قرر حزب الاستقلال إطلاقه خلال السنة الحالية، تحت مسمى (العقد الاجتماعي المتقدم مع الشباب)، الذي يعد، بالمعايير العلمية الدقيقة، استراتيجية لتفجير القدرات الذاتية للشباب المغربي، ولتحريره من ضغوطات الواقع وإكراهات المرحلة العمرية التي يواجهها، التزاماً بالمسؤولية التاريخية التي يتحملها حزب الاستقلال، ليجعل الشباب يساهم اليوم، وبكل قوة، في تحقيق التحولات الكبرى التي تعرفها بلادنا، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده.
 
لقد كان الأمين العام دقيقاً وبليغاً في التعبير، حينما قال إن الرهان معقود على شبابنا اليوم ليلعب دوره كاملاً في قيادة المرحلة، باستثمار طاقاته التي يزخر بها، في مواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل، ونحن مدعوون إلى بعث روح وثيقة الاستقلال في شبابنا، كما انبعثت في الجيل الشاب الذي أبدع تلك الوثيقة، وإلى تعبئة الأسباب الموضوعية المناسبة للوقت الراهن، التي من شأنها استنهاض القدرات الشبابية على التحدي الجماعي البناء، لصناعة المستقبل، بالعزيمة نفسها في التغيير، وبالثقة نفسها في أن الأفضل ممكن، وفي أن الممكن ليس مستحيلاً.
 
وبين الأمين العام في خطابه الشامل، الأهداف الاستراتيجية للمشروع المجتمعي الشبابي الرائد، فقال (إننا في حزب الاستقلال نتطلع إلى بلورة عقد اجتماعي متقدم مع شباب بلادنا، من أجل تمكينه، من جهة، من أسباب الارتقاء والازدهار الذاتي والاستقلالية والإبداع والابتكار، وتمكينه، من جهة ثانية، من كفاءات وآليات المشاركة المواطنة الفاعلة في ديناميات المجتمع والحياة العامة).
 
وحيث إن العقد الاجتماعي المتقدم مع الشباب، مشروع للمستقبل الذي يبدأ اليوم وليس غداً، فمن الضروري أن يتضمن هذا العقد منظومات متكاملة ومتوازنة من الحقوق والخدمات والالتزامات المتبادلة، التي من شأنها أن تجعل الشباب محركاً أساساً للتغيير البناء والمنتج، وللتنمية الشاملة المستدامة، التي تستفيد منها الأجيال الصاعدة والأجيال القادمة، التي نبني لها لنرتقي بها.
 
إن هذا الانتقال السلس والمحكم، الذي يستند إليه منطق حزب الاستقلال، جعل المغرب يحقق طفرة واسعة اجتاز بها معركة الاستقلال، ليعبر إلى معارك بناء دولة المؤسسات والديمقراطية والحقوق. ولذلك فإن بلادنا في حاجة إلى سواعد شبابنا، نساء ورجالاً، من أجل خوض معارك التقدم والازدهار، لتحقيق طموحاتنا الإرادية الكبرى، للعبور إلى الصعود الاقتصادي والتموقع المؤثر في المجتمع الدولي، من خلال بناء جيل جديد من مقومات السيادة الوطنية.
 
والاستثمار في الشباب هو الاستثمار المنتج الذي يخلق الثروة، ويفتح الآفاق الواسعة أمام الشباب، ليمارس المهام المنوطة به في البناء والنماء والتقدم الذي يرتقي بمستويات الحياة لجميع المغاربة. وتأسيساً على هذا المفهوم العلمي والمدلول العملي، أقام حزب الاستقلال القاعدة النظرية للعقد الاجتماعي المتقدم مع الشباب، ليكون قوة دفع لهذه الفئة من مجتمعنا النابضة بالحيوية والاستعداد للعمل والإنتاج، من أجل أن يكسب المغرب رهانات الحاضر والمستقبل في أفضل الظروف.
 
وهكذا فنحن إزاء مبادرةٍ فريدةٍ ورائدة، وأمام مشروع مجتمعي طموح، يضعه حزب الاستقلال بين يدي الشباب لامتلاكه واحتضانه، ليعبر من خلاله عن مغرب الغد، وليؤسس لمستقبل يقوم على أساس التشاركية والبناء الجماعي، وليجعل منه منطلقاً لتحقيق طموحات الشباب المغاربة في المدن والقرى، وكذا الشباب المغاربة المقيمين بالخارج.
 
وعلى هذا المنهج التخطيطي والهندسة الحضارية، يمضي حزب الاستقلال، في طريقه نحو إطلاق طاقات الشباب، وتعزيز الاستثمار في الموارد الشبابية لكي تساهم في صناعة المستقبل المغربي المشرق والمزدهر.



في نفس الركن