ولست بصدد نشر أسماء اللصوص من الطائفة الشيعية وهم كثر، ويتوزعون بين بريطانيا وأمريكا وإيران والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة .. خشية أن أنسى واحدا منهم، فأتهم بالتواطؤ!
ولست بصدد إصدار قائمة بأسماء لصوص السنة وهم كثر، وجلهم من القاعدة ومن أيتام الدكتاتور الأرعن ويتوزعون بين دبي والرمادي وهيت والفلوجة وعمان .. خشية أن يسقط واحد منهم بالصدفة، فيقال كان صديقا لي وتناسيت أسمه!
ولست بصدد كتابة قائمة تاريخية بلصوص ومافيات الكورد وهم كثر، وينتشرون بين أربيل وتل أبيب وواشنطن والسليمانية ودهوك .. خشية أن يقال بأنني ألقيت كلمة على قبر الشاعر "بيره مرد" في ذكراه المئوية، فأسقط بعضهم رداً لجميل الإستضافة!
ولست بصدد إصدار قائمة من لصوص اليسار وأسقط أو أنسى واحدا منهم وأكثر، خشية أن يقال كنت يساريا وشيوعيا .. فما حدا مما بدا..!؟
الفاسدون ومافيات الفساد مؤسسات مصنوعة.
ولهذه المؤسسات المافيوية وسائل إعلام أشبه بالساونات يدخلها المذيع والضيف ومقدم أو مقدمة البرامج وهم محملون بالنذالات النتنة ويخرج منها نظيفا يحرج حتى "منكر ونكير" حين يزورونهم في القبر!
هؤلاء اللصوص وهم كثر، يعرفون أن "منكر ونكير" هما شخصان صنعا في التاريخ وتم تصديرهما للمعاصرة، كي يجعلوا الناس مسكونين بالخوف وبالتالي الطاعة.. جهات التصدير والإستيراد هي الطوائف والإعراق التي تعرف بأن الموت هو نهاية الحياة وليس من شيء فيما بعد .. فالجنة هنا والجحيم هنا على الأرض ولذلك فهم يتكئون على الأرائك مستريحين هنا في حياتهم وفي بيوت إستراحاتهم ..!
كلمني صديق في الهاتف من إحدى بلدان أوربا، قال .. كنت ألعب النرد مع صاحبي في حديقة الفيلا التي يسكنها، وكان يتسلى في حديقتها ولدي الصغير .. فإنتبهت بأن إبني غير موجود .. فتذكرت أني سمعت "خبطة" في ماء المسبح .. ذهبت لآرى ولدي في قاع المسبح فغطست وأنقذته، وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. قلت له الحمد لله على سلامته وأقول لك أن تنتبه فهذا أنذار .. ولم يسمعني "جيداً"!
أني أؤمن بأن هناك فيزياء في الحياة .. والقول "ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" هو قول مادي وفيزيائي وليس وعداً في سماء الآخرة .. نعم الثواب والعقاب هنا في الحياة وسوف يصاب اللصوص وتصاب المافيات بعذاب المرض والموت وعياً، وليس دفنا في المقابر السيانية حيث لا صوت ولا ضوء .. هنا سوف تعون موتكم وموت أهلكم وأحفادكم الذين لا ذنب لهم سوى أنهم نتاج نزوة من نزاواتكم التي تمارسونها حيوانيا!
نعم .. هناك فيزياء واعية تقود الحياة ويعرفها العلم .. فيزياء واعية منذ الإنفجار الأول للكون وظهور الكائنات من أعماق مياه البحار والأنهار .. ثمة فيزياء تتحكم في مصائر الأكوان والناس .. وأنتم أيها القاطنون في جغرافية العراق والذين نهبتهم خبز الناس وخبز الفقراء، تذكروا بأن فيزياء الحياة تمكث معكم في منازلكم .. وستواجهون منكرها ونكيرها وعياً .. وإذا لم يقطنا معكم في المنازل والبيوت فإنهم سوف يزحفون بإتجاه سكناكم يتطاير من عيونهما شرر النار كما وصفتموهما في صفحات المخطوطات البالية الصفراء، وكما تصفونهما الأن من على المنابر ووراء الميكوفونات الحساسة ومن على شاشات التلفزة.. سيأتيكم "منكر ونكير" يتقدمان التظاهرات ويطوقون منازلكم ودور عبادتكم .. وأنتم متكئون على الأرائك، ويصرخ خلفهما .."ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا" ..!
قاسم حول سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا