العلم الإلكترونية - الرباط
نبه العديد من الفاعلين السياسيين البارزين بالمشهد السياسي والمؤسساتي البريطاني نبهوا خلال الأشهر الأخيرة الحكومة البريطانية الى أهمية و راهنية الاصطفاف مع موقف الحليف الأمريكي والاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على الأقاليم الجنوبية للمملكة .
نبه العديد من الفاعلين السياسيين البارزين بالمشهد السياسي والمؤسساتي البريطاني نبهوا خلال الأشهر الأخيرة الحكومة البريطانية الى أهمية و راهنية الاصطفاف مع موقف الحليف الأمريكي والاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على الأقاليم الجنوبية للمملكة .
كبار المسؤولين في حزب المحافظين البريطاني حثوا وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) على تغيير سياسة المملكة المتحدة والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، والتخلص من « العناد التقليدي «للخارجية البريطانية الذي لا يخدم مصالح التاج البريطاني بالمنطقة .
وفد برلماني بريطاني حل بالمملكة قبل أيام، أشاد في مستهل زيارة قام بها للأقاليم الجنوبية للمملكة، بالتطور الملحوظ الذي تشهده مدينة العيون في مختلف المجالات. وعبر أعضائه ، عن إعجابهم بمظاهر التنمية التي تعرفها عاصمة الصحراء المغربية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
البرلماني عن الحزب المحافظ البريطاني، اللورد دانييل كواكزينسكي، الذي كان مرفوقا باللورد سيمون مايال، أكد أن مدينة العيون، التي زارها للمرة الأولى في سنة 2019، عرفت تطورا «ملحوظا جدا» في عدة مجالات وعلى جميع المستويات. وأبرز أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لديه رؤية خاصة لجعل أقاليم الصحراء مجالا للتنمية المستدامة على غرار ما تعرفه باقي أقاليم المملكة، مشيرا إلى أن ما يتم إنجازه بالعيون يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى في مجال تعزيز التنمية بالمنطقة ككل.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، قال السيد كواكزينسكي «لقد قمت بتوجيه أسئلة كتابية للبرلمان بشأن الدعوة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه»، مؤكدا أنه سيعمل على تنظيم مناظرة حول قضية الصحراء من أجل منح الفرصة لباقي البرلمانيين الذين لهم قناعة بمغربية الصحراء، للمشاركة بآرائهم في هذا الموضوع.
المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، الذي يُعد أقدم مركز أبحاث مختص بالشؤون العسكرية والأمنية في العالم، دعا بدوره قبل أيام المملكة المتحدة إلى أن “تدعم بالكامل مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لأنه يوفر حلا واقعيا ومستداما وذا مصداقية”.
وكتب سيمون مايال، وهو ضابط متقاعد في الجيش البريطاني ومستشار شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع أن “مخطط الحكم الذاتي يجسد الالتزام بمستقبل سياسي واقتصادي واعد للسكان، مع احترام سيادة القانون والممارسات الديمقراطية والتنمية المستدامة، وأن تسوية قضية الصحراء من شأنها أن تساهم في أمن واستقرار وازدهار المنطقة بأكملها، وفي الوقت نفسه، من شأنها أن تعزز مكافحة التطرف”.
وتابع سيمون مايال، في تقرير نشره المركز، أن المغرب “أظهر بوضوح التزامه تجاه المنطقة (الصحراء) على مدى عدة عقود من الاستثمارات الكبرى، من خلال إنشاء بنية تحتية مهمة للاقتصاد والاتصالات وتوفير آلاف فرص الشغل”، مشيرا إلى أن الصحراء “من أكثر الأقاليم المغربية تطورا”.
واستشهد مايال بحلفاء المملكة المتحدة الرئيسيين، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا، الذين أعربوا عن دعمهم للمخطط المغربي، وأشار إلى أن غالبية الدول العربية والعديد من الدول في إفريقيا ومنطقة الكاريبي تدعم الحكم الذاتي. قبل أن يضيف أن المملكة المتحدة والمغرب يتقاسمان الكثير من الاهتمامات، خاصة “ما يتعلق بالالتزام بسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والتسامح الديني والتعددية والتنمية المستدامة واحترام البيئة”.
صحيفة «إكسبريس» البريطانية كتبت بدورها أن عدم اعتراف بريطانيا إلى حدود الساعة بسيادة المغرب على الصحراء، مثلما فعلت دول كألمانيا والولايات المتحدة، يقف حجر عثرة في وجه إنشاء علاقات تجارية قوية مع المملكة المغربية، وهي العلاقات التي تُعتبر كفيلة بنجاح بريطانيا في مرحلة «البريكسيت».
وأكدت الصحيفة، أن بريطانيا مطالبة باتخاذ موقف صريح بخصوص الصحراء المغربية، من أجل إنشاء علاقات تجارية قوية مع المملكة، مبرزة أن العديد من اللوردات يضغطون من أجل أن يسارع وزير الخارجية ديفيد كاميرون الى اتخاذ موقف صريح يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، من أجل دفع بعجلة التجارة والاستثمار بين البلدين ..
وكان المغرب قد التقط الصيف الماضي بارتياح أولى إشارات التطور الإيجابي للموقف الرسمي للمملكة المتحدة من ملف الوحدة الترابية للمغرب بعد أن رفضت محكمة الاستئناف في لندن بشكل نهائي طلب استئناف تقدمت به منظمة غير حكومية داعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية لإبطال اتفاق شراكة يجمع بين المغرب وبريطانيا.