العلم الإلكترونية - محمد كماشين
عكس كل المبادئ والتوجيهات الداعية إلى تخليق الحياة العامة ككل، والمشهد الرياضي خاصة ، وفي سباحة ضد التيار، وبعد اجتماع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برؤساء الأندية الوطنية والمتدخلين في اللعبة خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر حول التحكيم وتطوير الكرة ببلدنا ، طفت على السطح تسريبات لمكالمة هاتفية يمكن اعتبارها فضيحة حقيقية.
عكس كل المبادئ والتوجيهات الداعية إلى تخليق الحياة العامة ككل، والمشهد الرياضي خاصة ، وفي سباحة ضد التيار، وبعد اجتماع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برؤساء الأندية الوطنية والمتدخلين في اللعبة خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر حول التحكيم وتطوير الكرة ببلدنا ، طفت على السطح تسريبات لمكالمة هاتفية يمكن اعتبارها فضيحة حقيقية.
إحدى أطراف هذه المكالمة أضلاع من المكتب المسير (رئيس ومدير فني ) لفريق شباب العرائش لكرة القدم ، أحد أندية المجموعة الوطنية الثانية هواة شطر الشمال الشرقي ، والطرف الثاني أحد الأشخاص ينحدر من مدينة مكناس.
ومن غير الرجوع لصحة المكالمة من عدمها التي تبقى من مهام الجهات المختصة، فإن التسجيلات المتداولة على شكل واسع تكشف عن تلاعب في نتائج المباريات لفائدة الفرق المتنافسة آخرها لفريق يصارع للظفر بالمقدمة مقابل 4 ملايين سنتيم !!!
وتكشف التسجيلات المسربة عن محاولة " بيع " مباراة مصيرية لفريق منافس، لكنها لم تتم بسبب موقف رئيس الفريق المنافس الذي اقترح تسليم المبلغ بمدينة طنجة عكس الاتفاق !!
وتتضمن التسجيلات المسربة مطامع في رفع المبالغ التي يدرها "التلاعب" في كشف عن جشع أطراف المحادثة، والاستفادة من "عمولات".
ولا تقف فضائح التسجيل عند هذا الحد بل تمتد، الى إمكانية تمهيد الطريق وتيسير الظروف المناسبة أمام أحد الأفراد القادم من مكناس حتى يتسنى له الوصول لرئاسة فريق شباب العرائش لكرة القدم بدءا من اختيار أعضاء المكتب المرتقب، والمنخرطين،، وأفرادا آخرين " طيعين" تحت التصرف !!!
ويبقى الغريب في هذه التسجيلات كشفها عن مجموعة من ألاعيب التسيير في وسطنا الرياضي، أبرزها تبادل الأدوار ودفع أفراد للواجهة بينما المسيرين الحقيقيين من وراء الستار .
وارتباطا بالموضوع وكون النادي الرياضي للفنيدق إحدى الفرق المتضررة من عملية التلاعب في نتائج المباريات التي أحد أقطابها نادي الشباب العرائشي فقد وجه رئيس هذا الفريق طلب فتح تحقيق إلى السيد رئيس العصبة الوطنية للهواة حول التلاعب في النتيجة لصالح فريق قدس تازة عن الدورة 22 من البطولة ، وطالبت المراسلة التدخل من أجل أنصاف الفرق المتضررة ومعاقبة المخالفين طبقا لقانون الروح الرياضية fairplay
وأرفق النادي الرياضي للفنيدق طلب فتح تحقيق بقرص مدمج حول تصريح رئيس شباب العرائش ومدرب فريق نفس الفريق ، يعترفان بالتلاعب في النتيجة " انتقاما " – حسب تعبير المراسلة - من النادي الرياضي للفنيدق !!!!
وفي موضوع ذي صلة ، بادرت " العلم" إلى إجراء لقاء مع الخبير الرياضي والمحامي والمسير السابق لفريق الشباب العرائشي الأستاذ عبد السلام التونسي الذي حصر تقييمه للأوضاع داخل فريق الشباب العرائشي في الأربع السنوات الأخيرة لفريق عريق تأسس أواخر أربعينيات القرن الماضي من طرف المستعمر الأسباني.
ولم يتردد الأستاذ عبد السلام التونسي في وصف تدبير فريق الشباب العرائشي ب "المتقهقر" أمام تدبير رؤساء سابقين أكفاء ونزهاء كالعربي الرزين ومصطفى نقروشة والذين ساهموا في خلق الفرجة وتوفير الظروف اللازمة لإمتاع الجمهور.
ويذكر الأستاذ التونسي في حديثه لنا إحدى مهازل التلاعب في مباراة أجريت 2018 خارج الديار، كان فيها الفريق المستقبل منهزما بواقع 2-1 إلى حدود الدقيقة 80 ، وبعد اتفاق مشبوه انقلبت الآية بانتصار المحليين بنتيجة 6-2 ووصف المتحدث ذلك بقمة الاستهتار !!!
وفي تعليق له عن التلاعب في النتائج من طرف رئيس الشباب العرائشي أشار الاستاذ عبد السلام التونسي إلى موقف رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع والداعي الى عدم التساهل مع المخالفين ...مع حديثه عن كون التسريبات الخطيرة بين أيدي لجنة الأخلاقيات بالجامعة .
وفي تقديره الخاص لواقع فريق الشباب العرائشي تأسف الاستاذ التونسي كيف أصبح الفريق بقرة حلوبا تباع في المزاد العلني عكس كل الأعراف الرياضية المتعارف عليها .
وتحدث الأستاذ التونسي عن العقوبات المنتظرة في هذه النازلة والتي سوف تلحق الأفراد المعنيين لا الفريق، بالتوقيف مدى الحياة وغرامات مالية.
وأعاد الأستاذ التونسي إلى الاذهان الدعوى التي رفعها ضد رئيس فريق الشباب العرائشي والمعروضة ابتدائيا على انظار القضاء بتهم النصب وتبديد المحجوز.
وأضاف الاستاذ عبد السلام التونسي كيف يمكن أن يكون لمثل هذه الأفعال المشينة تاثيرا على الجهات المانحة بخلق جو من فقدان الثقة.
وختم المتحدث حديثه بتخوفه من وقوع انتكاسة إذا استمر مسلسل إهدار نقط المباريات، وبدعوته لتقوية البنية التحتية الرياضية بإحداث مركب كبير الى جانب الملعب الحالي وملاعب للفرق المحلية التي تزاول ببطولة العصبة وغيرها ، كما شكر كفاءات محلية أمثال السيد احسينة والتي عملت على تطوير اللعبة ومد فريق الشباب بلاعبين في المستوى ... أمام سياسة عقيمة في التسيير من طرف مكتب الشباب العرائشي والتي لا تهتم بالتكوين .