2021 أغسطس/أوت 11 - تم تعديله في [التاريخ]

الشائعات المروجة حول ضعف لقاح سينوفارم تربك المغاربة

خبراء يفندون الأخبار الزائفة ويحثون المواطنين على ضرورة التلقيح


العلم الإلكترونية - زهير العلالي

تداولت في الآونة الأخيرة بعض منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عديدة أخبار زائفة عن ضعف اللقاح الصيني "سينوفارم"، ما خلق حالة من الهلع في نفوس المواطنات والمواطنين، دفعتهم إلى العزوف عن عملية التطعيم إما تخوفا أو حتى يثبت العكس.
 
الأمر الذي جعل من خبراء ومسؤولين صحيين يفندون هاته الأخبار الزائفة، ويعتبرونها شائعات لا أساس لها من الصحة، والهدف منها هو التشويش عن سير عملية التطعيم الناجحة التي تعرفها المملكة، لأن بإمكانها إضعاف الجهود الوطنية التي تبدل في عملية التلقيح، التي يجب تسريعها والحث على الإقبال الواسع عليها، من أجل محاربة الجائحة والحد من تفشي الفيروس.
 
وفي هذا السياق قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح ل"العلم"، إن بعض الأخبار الزائفة التي تروج مؤخرا بين أوساط المغاربة غير صحيحة البتة، وهي عبارة عن مقطع فيديو قصير، يتضمن لقطات من نشرة إخبارية لقناة تلفزية بالخليج، يقول فيها المديع، بأن مسؤولا صينيا كبيرا يعترف بضعف وقلة فعالية لقاح الصين ضد كوفيد 19، الأمر الذي يدفع بالمواطنين إلى عدم الإقبال على التطعيم، بالرغم من أن اللقاح يملك فعالية جيدة شأنه شأن اللقاحات المعتمدة الأخرى. 
 
وما يثبت زيف هاته الأخبار، حسب الدكتور حمضي، هو أولا، أن أصحابها لا يشيرون إلى التاريخ الحقيقي لهذا الفيديو، حيث كانت هناك محاضرة لمسؤول صيني عن اللقاحات في أول سبت من شهر أبريل لسنة الجارية، تحدث فيها عن اللقاحات التي يستعملها العالم ككل، وبأن فعاليتها ستضعف جزئيا، لهذا يجب التفكير في حلول، ومن بين هاته الحلول إما اعتماد جرعة ثالثة، أو تحديث جميع اللقاحات، أو محاولة المزج بينها بشكل علمي، فما كان من وكالة الأنباء الدولية إلا أن تأخذ الخبر وتحور فيه، حيث كتبت على شكل عنوان "مسؤول صيني كبير يعترف بعدم فعالية لقاح الصين"، لكنها أدرجت تصريحاته في المقال وهو يتحدث بشكل عام عن جميع اللقاحات في العالم.
 
وأضاف المتحدث، أن المسؤول أصدر بعد ذلك تصريحا ينفي فيه صحة الخبر، لتنقله أيضا وكالة الأنباء الدولية تكفيرا منها عن خطئها، لكن الخبر الذي تم التحوير فيه قد انتشر حينها في العالم عن طريق بعض وسائل الإعلام التي تداولته بدون تحري الحقيقة، الأمر الذي جعلها تسقط في الخطأ، لكنها فضلت عدم الاعتراف بخطئها. 
 
ثانيا، ودائما حسب المتحدث، بعد مرور فقط ستة أيام من إشاعة هذا الخبر، صادقت منظمة الصحة العالمية على هذا اللقاح بنسبة فعالية تقدر ب79 في المائة، أي أكثر من فعالية "أسترا زينيكا" و"جونسون آند جونسون"، وهي فعالية ضد الإصابة بالفيروس، في حين يتساوون في الفعالية ضد الوفاة.
 
كما تساءل الدكتور حمضي، هل من المعقول أن يتحدث مسؤول يملك لقاحا تشهد له منظمة الصحة العالمية بفعالية 79 في المائة بهذا الشكل؟
 
ليؤكد الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الأمر يتعلق فقط بحرب إعلامية على الصين، مثل ما وقع من قبل مع اللقاح "أسترا زينيكا"، بدليل أنه لم يصرح أي خبير أو مسؤول صحي على مستوى العالم بأن لقاح "سينوفارم" ضعيف الفعالية، بل كانت فقط ضربة إعلامية في اتجاه تقويض اللقاح الصيني، رغم أنه يملك نسبة فعالية تصل إلى 79 في المائة بشهادة المنظمة العالمية للصحة، وذلك بناء على الدراسات المقدمة لها، وهي نفس الدراسات التي قدمت للمغرب حتى يوافق على هذا اللقاح.
 
وأضاف المتحدث أنه، كان هناك نقاش في الأسابيع الخمسة الأخيرة بين وسائل الإعلام الغربية، حول دراسة تمت في "سريلانكا" على لقاح "سينوفارم"، شاركت فيها أكبر جامعة ب"سريلانكا" إلى جانب جامعة "أكسفورد"، كما مولتها منظمة الصحة العالمية وجهات في بريطانيا، موضحا الدكتور حمضي، أنه قد تبين من الدراسة أن لقاح سينوفارم ينتج أجساما مضادة بمجموع 95 بالمائة بعد التطعيم، حيث ينتج 99 بالمائة من الأجسام المضادة لفئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة، في حين ينتجها بنسبة 95 بالمائة لمن تتراوح أعمارهم 60 سنة فما فوق، وهي الفئة التي تهمنا، كما أوضحت الدراسة أن أكثر من 82 بالمائة من الملقحين ينتجون أجساما مضادة محيّدة تقضي على الفيروس، وهي بالتالي أهم دراسة تثبت مدى فعالية سينوفارم، خاصة على المسنين.        
 



في نفس الركن