2023 فبراير 21 - تم تعديله في [التاريخ]

السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬لفرنسا‭ ‬على‭ ‬المحك..

ماكرون‭ ‬ينحرف‬180‭ ‬درجة‭ ‬ويتخذ‭ ‬قرار‭ ‬إنهاء‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي

المهتمون‭ ‬بقضايا‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والديني‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬لاحظوا‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬الأخير‭ ‬للرئاسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬علامة‭ ‬استفهام،‭ ‬ويسائل‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بتدبير‭ ‬الهجرة‭ ‬والتدين‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬كما‭ ‬يسائل‭ ‬الجهات‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬تنسق‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭.‬

لم‭ ‬يستغرب‭ ‬المتتبعون‭ ‬للشأن‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬الخرجة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬ومحاولته‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بل‭ ‬اعتبروا‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬قديمة‭ ‬وحديثة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الآن،‭ ‬بحيث‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬إمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬عن‭ ‬قراره‭ ‬بإنهاء‭ ‬دور‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬علاقة‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بالديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وكأن‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬كانت‭ ‬تتحين‭ ‬الفرصة‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭  ‬فيها‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭. ‬

الساهرون‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬أعلن‭ ‬أخيرا‭ ‬عن‭ ‬قراره‭ ‬بإنهاء‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والدولة،‭ ‬واختيار‭ ‬صيغة‭ ‬جديدة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬جمع‭ ‬عام‭ ‬استثنائي‭ ‬للمجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬انعقد‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭  ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬سواء‭ ‬مصالح‭ ‬المشرفين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المساجد‭ ‬أو‭ ‬مصالح‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬عازمون‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬جميع‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬دولة‭ ‬القانون،‭ ‬وسيدعمون‭ ‬جميع‭ ‬الفاعلين‭ ‬الذين‭ ‬يشتغلون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.  ‬

ويمثل‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬اليوم‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬1100‭ ‬مسجد‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬انتخاباته‭ ‬المنظمة‭ ‬سنة‭ ‬2020،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬مرشح‭ ‬للارتفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬مهمة‭ ‬مع‭ ‬التعديلات‭ ‬الجديدة،‭ ‬والتي‭ ‬ستقدم‭ ‬أجوبة‭ ‬على‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬المشاركة‭ ‬الانتخابية‭ ‬الواسعة‭.‬

‭ ‬وتعيّن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الهيئات‭ ‬التمثيلية‭ ‬للديانات‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬السياقات‭ ‬الجديدة،‭ ‬وقد‭ ‬انخرطت‭ ‬الهيئة‭ ‬الممثلة‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدينامية،‭ ‬ويسعى‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الهزات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وتشكل‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنجازات‭ ‬مشهودة،‭ ‬مكسبا‭ ‬ثمينا‭ ‬يستوجب‭ ‬دعمه‭ ‬وتحسينه‭ ‬وتعزيزه‭. ‬

تتمثل‭ ‬المهمة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والسماح‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬المرافقة‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬فيها،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إشعاع‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وتمثيله‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬والمحافل‭ ‬الرسمية،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬النقاشات‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬المجتمع‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬للمجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬المجلس‭ ‬استطاع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مرافقة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬وتعيين‭ ‬مرشدين‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬وفي‭ ‬المستشفيات‭ ‬وفي‭ ‬السجون؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬العملية‭ ‬والدوريات،‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬عملية‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬والحج‭ ‬وتنظيم‭ ‬أماكن‭ ‬الدفن‭ ‬في‭ ‬المقابر،‭ ‬وكذا‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يشوه‭ ‬رسالة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الإسلام‭.‬

وبطلب‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تضمن‭ ‬قانون‭ ‬تعزيز‭ ‬احترام‭ ‬قيم‭ ‬الجمهورية‭ ‬ل24‭ ‬غشت‭ ‬2021‭ ‬مسألة‭ ‬تمويل‭ ‬العبادة‭ ‬عبر‭ ‬المباني‭ ‬السكنية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الإجراء‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬ليس‭ ‬مرضيا‭ ‬بعد‭.‬

كما‭ ‬انكب‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬السنتين‭ ‬الأخيرتين‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬منح‭ ‬اعتمادات‭ ‬للأئمة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬للأئمة‭ ‬والمرشدين‭. ‬وسبق‭ ‬للمجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬اتفاقًية‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تسمح‭ ‬بمراقبة‭ ‬إحصائية‭ ‬أفضل‭ ‬للأعمال‭ ‬المعادية‭ ‬للمسلمين‭. ‬واتخذ‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإسلاموفوبيا،‭ ‬الذي‭ ‬أنشأه‭ ‬المجلس‭ ‬الفرنسي‭ ‬للديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭.‬



في نفس الركن