2024 أغسطس/أوت 19 - تم تعديله في [التاريخ]

الرصد التحليلي الواقعي والتحليل السياسي الاستراتيجي يؤكدان أن النزاع حول الصحراء المغربية قد انتهى


العلم  _ الرباط
 
عكس التقرير التحليلي المعمق الذي نشره معهد الولايات المتحدة للسلام (usip)  التابع للكونجرس ، و حرره توماس إم. هيل، مدير برامج شمال أفريقيا في المعهد،  النتيجةَ المنطقيةَ للرصد التحليلي والواقعي وللتحليل السياسي الاستراتيجي، لمستجدات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما عبر عنه العنوان الذي اختير لهذا التقرير ( النزاع حول الصحراء قد انتهى) ، استخلاصاً من السردية التي جاء فيها ( اتجهت واحدة من أطول الحروب في أفريقيا نحو النهاية في يوليوز الماضي  2024 عندما اعترفت فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي ، بالسيادة المغربية على الصحراء).
 
وهو الاعتراف الذي وصفه التقرير ( بأنه خطوة حاسمة نحو إنهاء النزاع في الصحراء المغربية ) ، و قد بنى المحلل الاستراتيجي "توماس إم . هيل" ، النتيجة التي انتهى إليها ، على أن هذا الإجراء ، والمقصود الاعتراف الفرنسي ، إلى جانب التفوق العسكري المغربي سيترك فعلياً جبهة البوليساريو دون خيار  سوى القبول ، في نهاية المطاف ، و بشكل من الأشكال ، بالحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية .  

ومعهد السلام الأمريكي، الذي تأسس في سنة 1984 ويقع مقره في واشنطن العاصمة، هو مؤسسة وطنية مستقلة ، تكرس جهودها في العمل لزيادة القدرة على بناء السلام ، انطلاقاً من اقتناعها بأن عالماً خالياً من الصراعات العنيفة، أمر ممكن و عملي و ضروري للأمن والسلم الدوليين، وعلى هذا الأساس فإن معهد السلام الأمريكي يهدف، في الأساس، إلى منع و حل النزاعات الدولية .

لهذه الاعتبارات ، و تحقيقاً للأهداف الإنسانية التي يسعى إليها معهد السلام الأمريكي ،  و نظراً إلى روح الواقعية في التحليل و الرصد والمتابعة ،  فإن ما ورد في هذا التقرير ، الذي صدر في اليوم الذي احتفل فيه المغرب بالذكرى الخامسة والأربعين لاسترجاع وادي الذهب ، يعبر بمصداقية عالية عن الحقائق على الأرض ، حين يقول ( إن الزخم الدولي يقف إلى جانب المغرب ، ففي المستقبل غير البعيد ، لن يبقى سوى عدد قليل من الدول التي ستواصل المطالبة باستقلال الصحراويين) .

و هو يوم نراه قريباً ، و نوقن بأنه آتٍ لا محالة ، فينتهي الصراع المحموم الذي يحرص النظام الجزائري على  إطالة أمده ، لأغراضٍ تسعى لها  منذ نصف قرن ، و ستبقى تعمل من أجل الوصول إليها ، حتى و إن طوي ملف النزاع المفتعل لصالح المغرب ، كما شهد بذلك تقرير معهد الولايات المتحدة للسلام .

إن الحقيقة الثابتة التي كشف عنها معهد السلام الأمريكي ، بشأن انتهاء النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية ، هي النتيجة المنطقية نفسها التي ينتهي إليها الرصد التحليلي الواقعي للتطورات المتلاحقة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية ، ويقف عليها التحليل السياسي الاستراتيجي . لأن الحقائق القاطعة لا تتغير، و لأن منطق الأشياء لا يختل ، و لأن الواقعية السياسة في التعامل مع  المستجدات المتوالية ، لا تخطئ القصد، ولا تتعارض مع الحكمة و الرؤية المستنيرة بالعقل الحصيف وبالخبرة التاريخية المكتسبة .

و إذا كان النظام الجزائري شاذاً في تفكيره ، و منحرفاً عن المنطق السياسي السليم ، فإنه يحرم الشعبَ الجزائري من حقه في العيش  في جوار كريم مع شعب شقيق ،  و يتاجر بقضيةٍ ، يعترف  أمام العالم بأنها لا تعنيه و لا هو معني بها،  جعل منها المحور الأساس لسياسته الاستبدادية المنحرفة عن سواء السبيل و المناوئة لجارته الغربية .

والسؤال الآن ، هل سيسلم النظام الجزائري بهذه الحقيقة الدامغة التي عبر عنها تقرير معهد السلام الأمريكي، و مفادها أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية قد انتهى؟.

نحن نتطلع إلى قرار يصدره مجلس الأمن الدولي، يترجم ما ورد في تقرير معهد السلام الأمريكي ، إلى إجراءات و ترتيبات و ممارسات عملية و قرارات ملزمة .



في نفس الركن