العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
فيما تتجاوز الأزمة الثنائية بين الرباط و مدريد أسبوعها العاشر , تتكاثف الجهود والاتصالات الدبلوماسية بهدف إيجاد مخرج للخلاف المتفاقم , فيما تتصاعد الأصوات الداخلية باسبانيا لتعداد عواقب الأزمة الاقتصادية و السياسية و لمطالبة حكومة مدريد بتحكيم المنطق و الحكمة في أفق حلحلة دوافع الخلاف و إعادة حوافز الثقة المفقودة بين البلدين الجارين .
فيما تتجاوز الأزمة الثنائية بين الرباط و مدريد أسبوعها العاشر , تتكاثف الجهود والاتصالات الدبلوماسية بهدف إيجاد مخرج للخلاف المتفاقم , فيما تتصاعد الأصوات الداخلية باسبانيا لتعداد عواقب الأزمة الاقتصادية و السياسية و لمطالبة حكومة مدريد بتحكيم المنطق و الحكمة في أفق حلحلة دوافع الخلاف و إعادة حوافز الثقة المفقودة بين البلدين الجارين .
وزير الخارجية الألماني مايكل روث الذي كان في طليعة المدافعين دون قيد أو شرط عن مدريد في سجالها الدبلوماسي مع الرباط عقب غزوة سبتة الشهيرة منتصف ماي الماضي تباحث أول أمس مع كاتب الدولة الإسباني المكلف بالاتحاد الأوروبي، خوان غونزاليس باربا في قضايا تهم مواضيع الهجرة و الجوار الجنوبي للقارة الاوربية و من ضمنها الازمة مع الرباط التي تهم البلدين الأوروبيين معا .
و بالقدر الذي ما زالت مدريد تعول به على المظلة السياسية الأوروبية لتبرير خطواتها العدائية تجاه الرباط و محاولة تدويلها على صعيد الفضاء الأوروبي , فإنها ما زالت تتحفظ على المناورة السياسية للحكومة الالمانية التي قررت استبعاد اسبانيا من لقاء برلين 2 حول الأزمة الليبية في خطوة فهمت منها مدريد أنها تضحية من ألمانيا بحليفتها اسبانيا لاسترضاء الرباط التي قررت في آخر المطاف مقاطعة الاجتماع و مواصلة جهودها الدبلوماسية لحلحلة الأزمة الليبية خارج الوصاية الألمانية و الاوربية .
الضغط الداخلي المتواصل على حكومة بيدرو سانشيز للبحث عن مخرج عاجل للازمة مع المغرب , أضحى يشكل عبئا اقتصاديا وسياسيا متناميا على الحكومة الاسبانية خاصة بعد أن دعا رئيس هيئة الموانئ الاسبانية ، جيراردو لاندالوس الى تطبيع سريع للعلاقات الثنائية مع الجار المغربي و تدارك الخسائر المالية المعتبرة التي تقوض نشاط موانىء العبور الاسبانية المشلولة بقرار الرباط غلق حدودها البحرية مع شبه الجزيرة الايبيرية .
لاندالوس شدد على ضرورة تعزيز الاتفاقات مع المغرب والترويج لها حتى لا تتضرر أكثر القدرات التنافسية لميناء الجزيرة الخضراء.
في نفس السياق نشرت صحيفة البيريوديكو الكاتلانية أول أمس وجهة نظر لخبيرين اسبانيين في الاقتصاد و العلاقات الخارجية أكدا من خلالها "أنه بعد شهر من بدء الأزمة الدبلوماسية الإسبانية المغربية ، نواجه لحظة حاسمة لتعزيز وقف التصعيد. حيث تشير التصريحات الأخيرة للحكومة الإسبانية إلى المرونة المتزايدة فيما يتعلق بقضية الصحراء ، والتي ترسخت في السياسة الخارجية الإسبانية منذ 45 عامًا. وبنفس الطريقة التي يعاني بها المواطنون من عواقب هذا التوتر بين الدول ، تتأثر الشركات أيضًا بالنزاع"
كاتبا المقال المعنون ب"نحو لم الشمل الاسباني المغربي" السياسي الاسباني ذي الاصول المغربية محمد شعايب و الاستاذ الجامعي المتخصص في الاقتصاد و العلاقات الدولية مع العالم العربي خاسينتو سولير ماتوتيس أبرزا أن المغرب هو الزبون السابع للمنتجات والخدمات الإسبانية وثاني وجهة غير أوروبية بعد الولايات المتحدة لصادرات اسبانيا .
الكاتبان ناشدا السياسيين أن يحذوا حذو رجال الأعمال والمواطنين من كلا جانبي المضيق وأن يعملوا بجد من أجل لم شمل سريع و أوضحا أنه على مدى سنوات ، أثبت المغرب نفسه كمركز تصنيع منخفض التكلفة و قريب يتوفر على بنى تحتية ممتازة ووصول مميز إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية ، وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الثنائية ’ بالاضافة الا أنه يعد منصة ممتازة للأعمال التجارية مع إفريقيا جنوب الصحراء و هو ما يجعل في نظر الخبيرين العلاقات الاقتصادية بين الجارتين مهمة للغاية ، وكذلك وزن 800 ألف مغربي مقيم في إسبانيا وحوالي 300 ألف إسباني مجنس من أصول مغربي مما يستدعي حسب المقال أن تعود العلاقات بين دولتين متجاورتين توحدهما العديد من العلاقات إلى طبيعتها ، وخاصة بالنظر إلى الطبيعة الإستراتيجية لهذه العلاقة بالنسبة لأوروبا .
منطق المصالح الاقتصادية لا يرهن لوحده مستقبل ومسار العلاقات الثناءبة بين البلدين المفترض أن شراكة عميقة و صلبة الاسس تجمعهما , الآلة الدبلوماسية تشتغل بدورها وإن بهدوء و بعيدا عن الأضواء الكاشفة للإعلام .
اللقاء العابر لبوريطة و نظيرته الاسبانية غونزاليس لايا حول طاولة الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد داعش الذي احتضنته العاصمة الإيطالية روما لا يخف رغبات أطراف عدة في تعبيد جسور الثقة بين البلدين الجارين و ربما هذا ما يفسر المباحثات الرسمية التي جمعت وزير الخارجية والتعاون بوريطة بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل و التي إن كانت قد ركزت على جهود المنتظم الدولي لتسوية الملف الليبي فمن غير المستبعد أنها عرجت على حاضر و مستقبل الشراكة التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي، وتوحيد جهودهما لتحفيز التعاون الإقليمي لصالح الاستقرار والرخاء والتنمية الشاملة ومن أجل مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية ومن ضمنها بالطبع إسهام المجموعة الاوروبية في تبديد الخلاف المغربي الإسباني الذي يؤثر بشكل مباشر على المصالح الاستراتيجية لأوروبا .