2024 أغسطس/أوت 22 - تم تعديله في [التاريخ]

الذكرى الحادية و السبعون لثورة الملك و الشعب تحل اليوم في أجواء التعبئة الوطنية لتعزيز الوحدة الترابية وترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية

المغرب يستحضر بكل الإجلال والتقدير قائد الثورة التحريرية الكبرى جلالة الـملك محمد الخامس رمز التلاحم بين العرش والشعب


الرباط _ العلم
 
تحل اليوم الذكرى الحادية و السبعون لثورة الملك والشعب ، التي انطلقت في يوم 20 من شهر غشت سنة 1953، الذي ارتكبت فيه فرنسا ممثلةً في سلطات الحماية وعلى رأسها المقيم العام الجنرال كيوم ، الجريمة العظمى بنفي الملك الشرعي السلطان سيدي محمد بن يوسف  والأسرة المالكة الشريفة ، إلى كورسيكا  ومنها بعد نحو أربعة أشهر إلى جزيرة مدغشقر على المحيط الهندي شرقي أفريقيا ، واستمرت فترة النفي ثمانية و عشرين شهراً ، عاش المغرب خلالها في أجواء ثورة شعبية عارمة ، انطلقت في شكل أعمال مقاومة انتشرت في مناطق متعددة ، من التراب الوطني ، لتنتهي بحرب تحرير  بطولية ، قلبت موازين القوى في البلاد ، و عجلت بعودة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى أرض الوطن في يوم 16 نوفمبر سنة  1955 ، وليزف إلى شعبه بشرى الاستقلال في الخطاب التاريخي الذي ألقاه  يوم 18 نوفمبر ، أي بعد ثلاثة أيام من العودة المظفرة ، وهو اليوم الذي صادف الذكرى الثامنة والعشرين لجلوس جلالته على عرش أجداده المنعمين (18/11/1927) (18/11/1955).

ولقد كان الهدف الاستراتيجي لثورة الملك والشعب ، هو عودة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى العرش ، و إعلان الاستقلال.  وهو الهدف الذي انعقد حوله الإجماع الوطني ،  و رفعته كل طبقات الشعب، التي رفضت الواقع الذي صنعته الحماية الفرنسية رفضاً مطلقاً ، بحيث  أحبط الشعب المؤامرة الاستعمارية ضد العرش العلوي المجيد ، وأجهض الخطط التي دبرتها الحكومة الفرنسية،  التي  وجدت نفسها مضطرة لمراجعة سياستها، والرضوخ للإرادة المغربية ، و فتح صفحة جديدة مع  التعامل مع المغرب ، بعد أن فشلت مخططاتها، و اعترفت بالحقيقة، وهي  أن عودة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى العرش ، قضية وطنية وقع الإجماع عليها ، و استعادة استقلال المملكة ، و إلغاء معاهدة فاس لسنة  1912.

ولذلك كان لثورة الملك والشعب التي قادها السلطان سيدي محمد بن يوسف ،  الآثار العميقة في بناء الدولة المغربية المستقلة  ، و في إرساء قواعد الملكية الدستورية ، و في تبني النظام الديمقراطي و إن كان على مراحل ، و في تأسيس الحياة النيابية في مطلع الستينيات ، و في وضع الأسس للعهد الجديد . وهي الآثار العميقة التي امتدت في عهد الملك الحسن الثاني ، و كانت المسيرة الخضراء المظفرة أبرز تجلياتها ، باسترجاع الصحراء المغربية، واستكمال تعزيز الوحدة الترابية للمملكة .

وعلى أساس امتدادات روح ثورة الملك و الشعب، تواصلت تأثيراتها في هذه المرحلة ، بالقيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، التي من أبرز مظاهرها  ترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية ، وبناء الدولة الحديثة المتطورة والمنفتحة على العالم ، و دعم التنمية الشاملة المستدامة ، في موازاةٍ مع العمل المتواصل لتعزيز الوحدة الترابية ، و للتصدي لخصوم المغرب من المناوئين لحقوقه التاريخية والمشروعة ، والمعادين  للمصالح الحيوية للمملكة .

وتحل هذه الذكرى التاريخية المجيدة ، في أجواء التعبئة الوطنية الجماعية بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك ، نصره الله ، للحفاظ على المكاسب الوطنية ، و للصمود في معركة البناء و النماء و ترسيخ قيم الولاء للعرش و الانتماء للوطن



في نفس الركن