2024 أغسطس/أوت 15 - تم تعديله في [التاريخ]

الذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب حلقة بارزة ومشرقة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة

المناسبة تأكيد لعمق وقوة روابط البيعة والانتماء الوطني التي تربط ساكنة هذه الربوع بالعرش العلوي على امتداد التاريخ


العلم  _ بقلم الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال
 
حلت يوم أمس ذكرى وطنية مجيدة يخلدها الشعب المغربي بمداد من الفخر والاعتزاز، ألا وهي الذكرى الخامسة والأربعين لحدث استرجاع إقليم وادي الذهب، والذي يشكل أحد المحطات الوطنية التاريخية المضيئة وحلقة بارزة ومشرقة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.

ويستحضر الشعب المغربي بهذه المناسبة الخالدة تأكيد وعمق وقوة روابط البيعة والانتماء الوطني التي تربط ساكنة هذه الربوع بالعرش العلوي المجيد على امتداد التاريخ، في إطار من وحدة الأرض، والتماسك الهوياتي والثقافي، والتضامن الوطني والاجتماعي تجاه أقاليمنا الجنوبية .
 
ومنذ استرجاع بلادنا لوادي الذهب، وقبلها الساقية الحمراء، تعيش هذه الأقاليم العزيزة علينا تطورا ودينامية تنموية في مختلف المجالات، يزيد من تسريع وتيرتها النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2015.
 
ويستهدف هذا النموذج، جعل جهة الداخلة وادي الذهب مركزا اقتصاديا تنافسيا يربط المغرب بعمقه الإفريقي، مع صيانة وتثمين الحسانية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، كما يكرسها الدستور، إلى جانب ما ستعرفه هذه الجهة من مشاريع كبرى سترى النور في المستقبل القريب ستُسهم في تعزيز سيادتنا الوطنية وتثبيت المكانة الجيواستراتيجية لبلادنا كقطب للاستقرار والتقدم، وهو ما ينطبق بشكل خاص على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيسمح بمزيد من التطوير للواجهة الأطلسية للمملكة، وتوفير روابط أفضل بين أمريكا وإفريقيا، وربط بلدان الساحل بسلاسل القيمة العالمية.
 
نحتفي بهذه الذكرى الوطنية العزيزة، وقاعدة الاعتراف بمغربية الصحراء والدعم والاقتناع بصوابية وواقعية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تزداد اتساعا على الصعيدين القاري والدولي، والتي كان آخرها اعتراف الجمهورية الفرنسية بالحكم الذاتي كحل حصري للنزاع المفتعل وبالسيادة المغربية كحاضر ومستقبل لا رجعة فيه لأقاليمنا الجنوبية، وهو ما يأتي تأكيدا لمسار المشروعية والمصداقية الذي تنهجه بلادنا بقيادة جلالة الملك حفظه الله، في الدفاع عن مغربية الصحراء وتعبئة الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي.
 
هذا المسار الذي غدا بمثابة «توافق دولي» حول مغربية الصحراء يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر على غرار مبادرات الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، كما تترجمه بالملموس المبادرات والقرارات السيادية للدول الشقيقة والصديقة لفتح قنصليات لها في كل من مدينتي العيون والداخلة المغربيتين.



في نفس الركن