2024 يناير 15 - تم تعديله في [التاريخ]

الدلالات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والسياسية‭ ‬لرئاسة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان


العلم الإلكترونية - الرباط 

حققت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬انتصاراً‭ ‬دبلوماسياً‭ ‬كبيراً‭ ‬وعظيم‭ ‬الشأن،‭ ‬بفوزها‭ ‬برئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬برسم‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬مقره‭ ‬في‭ ‬جنيف‭. ‬و‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬اعترافاً‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬عالي‭ ‬القيمة‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬الدستورية‭ ‬و‭ ‬التشريعية‭ ‬والهيكلية‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ترسيخ‭ ‬القواعد‭ ‬لدولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها‭ ‬وتعزيزها‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬وإدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ .‬
 
إن‭ ‬انتخاب‭ ‬المغرب‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بمقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬صوتاً‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬47‭ ‬صوتاً،‭ ‬وهو‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬الأممية‭ ‬المرموقة،‭ ‬هو‭ ‬مكسب‭ ‬سياسي‭ ‬وحقوقي‭ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬دولي،‭ ‬يؤكد‭ ‬دينامية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬بحكمةٍ‭ ‬بالغةٍ‭ ‬و‭ ‬برؤيةٍ‭ ‬صافيةٍ،‭ ‬بقدرما‭ ‬يؤكد‭ ‬نجاعةَ‭ ‬الاختيارات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬المغرب‭ ‬وينهجها‭ ‬ويترجمها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬متقدم‭ ‬ومتطور،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساس‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬لتعزيز‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬واستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وفصل‭ ‬السلطات‭ ‬و‭ ‬دعم‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مما‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬الأقوى‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬و‭ ‬الوئام‭ ‬الأهلي‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬لكل‭ ‬عناصر‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬وأطيافه‭ .‬
 
ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬العظيم‭ ‬برئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬ثقةٍ‭ ‬بالغة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتقديره‭ ‬العميق‭ ‬للنهج‭ ‬القويم‭ ‬الذي‭ ‬تتبعه‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬اعتراف‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬بجدية‭ ‬المواقف‭ ‬المغربية‭ ‬وعقلانيتها‭ ‬وجنوحها‭ ‬الدائم‭ ‬نحو‭ ‬السلم‭ ‬والتعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإخاء‭ ‬الإنساني‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬و‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬واحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والالتزام‭ ‬بمقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبالإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ . ‬فالدول‭ ‬الثلاثون‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬سبع‭ ‬وأربعين‭ ‬دولة‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إنما‭ ‬استحضرت‭ ‬المزايا‭ ‬الراقية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬حين‭ ‬صوتت‭ ‬لصالح‭ ‬الرئاسة‭ ‬المغربية‭ ‬لهذا‭ ‬المجلس‭ ‬الأممي،‭ ‬منها‭ ‬عشر‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬دولة‭ ‬صوتت‭ ‬للمغرب‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬الأفريقية‭ ‬تساند‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية‭. ‬و‭ ‬إن‭ ‬دل‭ ‬هذا‭ ‬الامتياز‭ ‬الذي‭ ‬يناله‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬،‭ ‬فإنما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬المكانة‭ ‬العالية‭ ‬لبلادنا‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الأفريقي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬التعبئة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬انتخاب‭ ‬المغرب‭ ‬رئيساً‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭. ‬وهو‭ ‬الأسلوب‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تستخدمه‭ ‬الجزائر‭ ‬ومعها‭ ‬حلفاؤها،‭ ‬للإضرار‭ ‬بمصالح‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬عرقلة‭ ‬جهوده‭ ‬و‭ ‬الإساءة‭ ‬إليه‭ ‬و‭ ‬السعي‭ ‬لإفساد‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬أشقائه‭ ‬الأفارقة‭.‬
 
لكل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات،‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬هي،‭ ‬بحق،‭ ‬انتصارات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬رفيعة‭ ‬الشأن،‭ ‬يعد‭ ‬فوز‭ ‬المغرب‭ ‬برئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬طعنةً‭ ‬نجلاءً‭ ‬موجهة‭ ‬لصدر‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ولمن‭ ‬يسايره‭ ‬ويسانده‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬و‭ ‬الزمرة‭ ‬الانفصالية‭ ‬الخائنة‭ ‬لوطنها‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬باعت‭ ‬نفسها‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وتدور‭ ‬في‭ ‬فلكه‭ .‬
 
ومجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬مارس‭ ‬سنة‭ ‬2006‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حل‭ ‬محل‭ ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السابقة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬وأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬السبعة‭ ‬والأربعون‭ ‬تنتخبهم‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالاقتراح‭ ‬المباشر‭ ‬والسري‭. ‬وهو‭ ‬هيئة‭ ‬حكومية‭ ‬دولية،‭ ‬تعنى‭ ‬بتعزيز‭ ‬جميع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايتها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬ويمتلك‭ ‬المجلس‭ ‬صلاحية‭ ‬مناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتقديم‭ ‬توصيات‭ ‬بشأنها‭. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬اعترافاً‭ ‬دولياً‭ ‬بمكانة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تنتخب‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬الأممية‭ ‬الراقية،‭ ‬وبجديتها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وفي‭ ‬تعزيزها‭ ‬و‭ ‬الإلتزام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬منظومتها‭ ‬القانونية‭ ‬و‭ ‬مسارها‭ ‬الحقوقي‭ ‬ونهجها‭ ‬السياسي‭.‬



في نفس الركن