2024 يونيو/جوان 4 - تم تعديله في [التاريخ]

الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬تتفوق‭ ‬في‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬آفاق‭ ‬آسيوية‭ ‬واعدة


العلم الإلكترونية - الرباط 

الزيارات‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬واليابان،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لهندسة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬شديدة‭ ‬الإحكام‭ ‬والتخطيط‭ ‬و‭ ‬التدبير،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للمغرب،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عديدة‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والثقافية،‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬والولوج‭ ‬إلى‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الشركاء،‭ ‬ومراعاة‭ ‬المصالح‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬و‭ ‬الجنوح‭ ‬نحو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬القواعد‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭ ‬و‭ ‬الشعوب،‭ ‬سعياً‭ ‬وراء‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬تتعايش‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الوئام‭ ‬الإنساني‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أجندة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬2030‭ .‬
 
وتميزت‭ ‬زيارات‭ ‬العمل‭ ‬لناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬آسيا،‭ ‬بإجراء‭ ‬مباحثات‭ ‬معمقة‭ ‬مع‭ ‬نظرائه‭ ‬ومع‭ ‬مسؤولين‭ ‬آخرين،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬إبرام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬تجديد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬و‭ ‬ساري‭ ‬المفعول‭ ‬منها،‭ ‬وتعزيزها‭ ‬بمجالات‭ ‬للشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬تواكب‭ ‬التطورات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬العلم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬و‭ ‬الابتكار‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬والصناعات‭ ‬الدقيقة‭ ‬والزراعة‭ ‬المتطورة‭ ‬ومواجهة‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتها‭ ‬العالية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬جذبها‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬غيرها،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬و‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬رابح‭ ‬رابح‭ .‬
 
هذه‭ ‬الجولة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الناجحة‭ ‬والموفقة‭ ‬لوزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لمجرد‭ ‬مشاركة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬بكين،‭ ‬والحضور‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬الأفريقي‭ ‬الكوري‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الكورية‭ ‬سيول،‭ ‬و‭ ‬هما‭ ‬اجتماعان‭ ‬بالغا‭ ‬الأهمية‭ ‬نجح‭ ‬المغرب‭ ‬فيهما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مهمة،‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬التي‭ ‬أعد‭ ‬لها‭ ‬إعداداً‭ ‬جيداً‭ ‬،‭ ‬مناسبة‭ ‬لإجراء‭ ‬مباحثات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬الأفارقة،‭ ‬تناولت‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬الذي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬الأفريقي،‭ ‬و‭ ‬تبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬حيال‭ ‬التحديات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬جوانبها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬الاجتماعية‭ ‬و‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬الأمنية‭. ‬وبذلك‭ ‬أثبتت‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الموسعة،‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬دولة‭ ‬محورية‭ ‬كلمتُها‭ ‬مسموعةٌ،‭ ‬ودورُها‭ ‬فاعل‭ ‬ومؤثر،‭ ‬ومكانتُها‭ ‬محفوظةٌ،‭ ‬وانخراطُها‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬يخدم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬واحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والالتزام‭ ‬بمقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
 
ووفقاً‭ ‬لقواعد‭ ‬التقييم‭ ‬و‭ ‬أصول‭ ‬التقويم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الحكامة‭ ‬المعتمدة‭ ‬والمتوافق‭ ‬عليها‭ ‬عالمياً،‭ ‬فإن‭ ‬نجاح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ونجاعتها‭ ‬وديناميتها،‭ ‬من‭ ‬عقلانية‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬تسيرها،‭ ‬ومن‭ ‬حكمة‭ ‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬والمخطط‭ ‬لها،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬الرشيد‭ ‬الذي‭ ‬يضبط‭ ‬مسارها‭ ‬ويوجهه،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬المطرد‭ ‬الذي‭ ‬يراكم‭ ‬الإنجازات‭ ‬ويعلي‭ ‬شأن‭ ‬الدولة‭ ‬ويعزز‭ ‬مركزها‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬المزايا‭ ‬والمحفزات‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬عليها‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وحفظه،‭ ‬مبدع‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وصانع،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬دبلوماسيتها،‭ ‬وباني‭ ‬صرحها،‭ ‬ومجدد‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ . ‬



في نفس الركن