العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
في تجل جديد يعكس مستوى البلطجة و التخبط الذي أضحى يسم دبلوماسية الجارة الشرقية، تجاوز مستشار الرئيس الجزائري المكلف بملف الصحراء و قضايا المغرب العربي اختصاصاته ليقحم نفسه دون تحفظ في الشأن الداخلي لإسبانيا و الاتحاد الأوروبي، و ليمارس أمام الملأ مهنة العرافة و التنجيم لتوقع مواقف و اتجاهات دولة ذات سيادة , يفترض أن السيد عمار بلاني يدرك قبل غيره أن النظام الذي يمثله قد أعلن قبل أيام مع مدريد القطيعة التي تفرض في أصول الدبلوماسية المتزنة والناضجة أن الخلاف أوالاختلاف أوحتى الخصومة لا تبرر بالمطلق سلوك المواجهة ونوايا الضغينة والحقد التي أضحت تؤثت مساحات متفاقمة من السلوك الخارجي لقصر المرادية ، و تفسر واقع العزلة و النفور الدولي الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية نتيجة الخيارات والمواقف المزاجية المتشنجة وغير محسوبة العواقب لأقطاب النظام الجزائري .
السيد عمار بلاني الذي ما زال يحن لمواصفات الحقبة التي كان يزاول خلالها مهمة ممثل الجزائر ببروكسيل المكلف بتسويق الوهم الانفصالي بمخيمات تندوف لاوربا بجميع الوسائل والسبل المشروعة منها و المشبوهة أيضا صرح لصحيفة الكونفيدنسيال الاسبانية نهاية الأسبوع أن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه ألباريس والتي وصفها بغير المسؤولة، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والحكومة الإسبانية الحالية مشددا أنه يتعين انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة العاصفة بين الجزائر و مدريد .
المسؤول الجزائري لم يكتف فقط باشتراط سقوط حكومة سانشيز لتطبيع العلاقات الثنائية بل توقع أن تلغي محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي اتفاقيات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي تعترف بسيادة المغرب على صحرائه، و تنبئ بأن تؤدي نهاية ولاية الحكومة (الإسبانية) بقيادة بيدرو سانشيز الى سيادة وضع آخر في أوروبا بشأن قضية الصحراء المغربية .
الواضح أن صدمة التأييد الإسباني لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، قد خلخلت موازين الخارجية الجزائرية و أفقدتها بالمطلق منطق التقييم السليم للأحداث والتفاعل الناضج و المسؤول مع المستجدات .
فقبل أسبوع وبدون مقدمات أو مبررات ,أقال الرئيس الجزائري وزير ماليته عبد الرحمان راوية الذي لم يمض على تعيينه في منصبه أربعة أشهر كاملة , ليتضح أن قصر المرادية قدر وقرر تقديم وزير المالية قربانا لتجاوز الازمة العاصفة التي تسبب فيها مع اسبانيا والاتحاد الأوربي و التي يحاول نفس النظام جاهدا الخروج منها بأقل الخسائر بعد أن اقتنع بأن مواقفه العنترية وخطاباته المتعالية في مخاطبة مدريد وابتزاز حكومتها لم تعد عليه الا بعزلة دولية تتسع رقعتها يوما بعد يوم موازاة مع توالي المواقف المتهورة ومسلسل الحماقات الغريبة و المستهجنة لحكام قصر المرادية .
ولأن الدبلوماسية الجزائرية تعودت على حصد ثمار مواقفها العنترية الموجهة للاستهلاك والتسويق الداخلي، في شكل فشل ذريع وعواقب وخيمة تضر بسمعة البلاد وصورتها إقليميا وخارجيا فإن ردود الفعل الحازمة المسجلة بمدريد وبالمجموعة الاوربية في مواجهة المراهقة الدبلوماسية للجارة الشرقية لم تكف لردع السلوكات الصبيانية لقصر المرادية و هو ما دفع صحيفة الباييس للتأكيد نقلا عن مسؤول بارز بمدريد أن حكومة بيدرو سانشيز تريد منح الجزائر فرصة أخيرة للتحقق مما إذا كانت قد تراجعت فعلا عن قرار منع الأبناك الجزائرية من التعامل مع الشركات الإسبانية كما ادعت ذلك رسميا .
إذا كان السيد بلاني يراهن و يقامر على طرد السيد بيدرو سانشيز بإرادة خالصة أو بمجرد نوايا من من قصر المونكلوا بمدريد , ليتفرغ بعد ذلك لتوجيه القيادة السياسية الاسبانية و اقناعها بالتراجع عن قرراتها الداعمة للوحدة الترابية للمملكة, قيتوجب على المسؤول الجزائري أن يراجع حساباته ويعدل خططه و مناوراته لأن الموقف الحكومي الاسباني كما تم التعبير عنه صراحة من المسؤولين الاسبان بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الحزبية والسياسية هو قرار دولة و ليس نزوة عابرة من قبيل النزوات الفجائية التي تتحكم في المواقف المزاجية لنظام قصر المرادية .
عمليا و منطقيا يبدو و يتأكد أن الدبلوماسية الجزائرية خرجت فاشلة، منهكة، مفككة الأوصال و بدون مجد يذكر من جبهة و تجربة السجال الدبلوماسي و سلوك الابتزاز الاقتصادي و السياسي الذي تبنته و أعلنته من طرف واحد ضد دولة ذات سيادة و موقع و نفوذ بالمجموعة الاقتصادية الاوربية .
الآن و في ظل ما خلفه هذا الرهان الخاسر من جدل و سجال و غضب لدى الرأي العام و ما أشعله أيضا من خلافات و تقاطبات داخل القيادة السياسية و العسكرية للبلاد المنهكة اقتصاديا و اجتماعيا لم يبق أمام الدمى السياسية المدجنة بقصر المرادية و التي تمارس لعبة التدبير اليومي الظاهر للشأن السياسي و الاجتماعي للجزائر ضمن شروط اللعبة التي يضعها مسبقا الجنرالات، و التي تضمن للرئيس الشكلي المقيم بمقر الرئاسة صلاحية التضحية ببعض الرموز السياسية العمومية لالهاء الشارع الجزائري و تنويمه كما حدث أول أمس مع وزير المالية راوية و قبله بأسابيع قليلة مع نظيره في النقل عيسى بكاي منتصف شهر مارس.
في انتظار ذلك سيستمر الاعلام الرسمي و التابع بالعاصمة الجزائرية في تسويق الانتصارات الوهمية للنظام و سيترسل في هواية الهجوم المنهجي و القذف العلني في حق الساسة و المسؤولين الحكوميين الأجانب الذين لا ينتظمون وفق الأجندات الداخلية و الخارجية لقصر المرادية التي تضع في مقدمة أهدافها و شعاراتها صديق المغرب هو بالضرورة عدو للجزائر.
في تجل جديد يعكس مستوى البلطجة و التخبط الذي أضحى يسم دبلوماسية الجارة الشرقية، تجاوز مستشار الرئيس الجزائري المكلف بملف الصحراء و قضايا المغرب العربي اختصاصاته ليقحم نفسه دون تحفظ في الشأن الداخلي لإسبانيا و الاتحاد الأوروبي، و ليمارس أمام الملأ مهنة العرافة و التنجيم لتوقع مواقف و اتجاهات دولة ذات سيادة , يفترض أن السيد عمار بلاني يدرك قبل غيره أن النظام الذي يمثله قد أعلن قبل أيام مع مدريد القطيعة التي تفرض في أصول الدبلوماسية المتزنة والناضجة أن الخلاف أوالاختلاف أوحتى الخصومة لا تبرر بالمطلق سلوك المواجهة ونوايا الضغينة والحقد التي أضحت تؤثت مساحات متفاقمة من السلوك الخارجي لقصر المرادية ، و تفسر واقع العزلة و النفور الدولي الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية نتيجة الخيارات والمواقف المزاجية المتشنجة وغير محسوبة العواقب لأقطاب النظام الجزائري .
السيد عمار بلاني الذي ما زال يحن لمواصفات الحقبة التي كان يزاول خلالها مهمة ممثل الجزائر ببروكسيل المكلف بتسويق الوهم الانفصالي بمخيمات تندوف لاوربا بجميع الوسائل والسبل المشروعة منها و المشبوهة أيضا صرح لصحيفة الكونفيدنسيال الاسبانية نهاية الأسبوع أن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه ألباريس والتي وصفها بغير المسؤولة، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والحكومة الإسبانية الحالية مشددا أنه يتعين انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة العاصفة بين الجزائر و مدريد .
المسؤول الجزائري لم يكتف فقط باشتراط سقوط حكومة سانشيز لتطبيع العلاقات الثنائية بل توقع أن تلغي محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي اتفاقيات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي تعترف بسيادة المغرب على صحرائه، و تنبئ بأن تؤدي نهاية ولاية الحكومة (الإسبانية) بقيادة بيدرو سانشيز الى سيادة وضع آخر في أوروبا بشأن قضية الصحراء المغربية .
الواضح أن صدمة التأييد الإسباني لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، قد خلخلت موازين الخارجية الجزائرية و أفقدتها بالمطلق منطق التقييم السليم للأحداث والتفاعل الناضج و المسؤول مع المستجدات .
فقبل أسبوع وبدون مقدمات أو مبررات ,أقال الرئيس الجزائري وزير ماليته عبد الرحمان راوية الذي لم يمض على تعيينه في منصبه أربعة أشهر كاملة , ليتضح أن قصر المرادية قدر وقرر تقديم وزير المالية قربانا لتجاوز الازمة العاصفة التي تسبب فيها مع اسبانيا والاتحاد الأوربي و التي يحاول نفس النظام جاهدا الخروج منها بأقل الخسائر بعد أن اقتنع بأن مواقفه العنترية وخطاباته المتعالية في مخاطبة مدريد وابتزاز حكومتها لم تعد عليه الا بعزلة دولية تتسع رقعتها يوما بعد يوم موازاة مع توالي المواقف المتهورة ومسلسل الحماقات الغريبة و المستهجنة لحكام قصر المرادية .
ولأن الدبلوماسية الجزائرية تعودت على حصد ثمار مواقفها العنترية الموجهة للاستهلاك والتسويق الداخلي، في شكل فشل ذريع وعواقب وخيمة تضر بسمعة البلاد وصورتها إقليميا وخارجيا فإن ردود الفعل الحازمة المسجلة بمدريد وبالمجموعة الاوربية في مواجهة المراهقة الدبلوماسية للجارة الشرقية لم تكف لردع السلوكات الصبيانية لقصر المرادية و هو ما دفع صحيفة الباييس للتأكيد نقلا عن مسؤول بارز بمدريد أن حكومة بيدرو سانشيز تريد منح الجزائر فرصة أخيرة للتحقق مما إذا كانت قد تراجعت فعلا عن قرار منع الأبناك الجزائرية من التعامل مع الشركات الإسبانية كما ادعت ذلك رسميا .
إذا كان السيد بلاني يراهن و يقامر على طرد السيد بيدرو سانشيز بإرادة خالصة أو بمجرد نوايا من من قصر المونكلوا بمدريد , ليتفرغ بعد ذلك لتوجيه القيادة السياسية الاسبانية و اقناعها بالتراجع عن قرراتها الداعمة للوحدة الترابية للمملكة, قيتوجب على المسؤول الجزائري أن يراجع حساباته ويعدل خططه و مناوراته لأن الموقف الحكومي الاسباني كما تم التعبير عنه صراحة من المسؤولين الاسبان بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الحزبية والسياسية هو قرار دولة و ليس نزوة عابرة من قبيل النزوات الفجائية التي تتحكم في المواقف المزاجية لنظام قصر المرادية .
عمليا و منطقيا يبدو و يتأكد أن الدبلوماسية الجزائرية خرجت فاشلة، منهكة، مفككة الأوصال و بدون مجد يذكر من جبهة و تجربة السجال الدبلوماسي و سلوك الابتزاز الاقتصادي و السياسي الذي تبنته و أعلنته من طرف واحد ضد دولة ذات سيادة و موقع و نفوذ بالمجموعة الاقتصادية الاوربية .
الآن و في ظل ما خلفه هذا الرهان الخاسر من جدل و سجال و غضب لدى الرأي العام و ما أشعله أيضا من خلافات و تقاطبات داخل القيادة السياسية و العسكرية للبلاد المنهكة اقتصاديا و اجتماعيا لم يبق أمام الدمى السياسية المدجنة بقصر المرادية و التي تمارس لعبة التدبير اليومي الظاهر للشأن السياسي و الاجتماعي للجزائر ضمن شروط اللعبة التي يضعها مسبقا الجنرالات، و التي تضمن للرئيس الشكلي المقيم بمقر الرئاسة صلاحية التضحية ببعض الرموز السياسية العمومية لالهاء الشارع الجزائري و تنويمه كما حدث أول أمس مع وزير المالية راوية و قبله بأسابيع قليلة مع نظيره في النقل عيسى بكاي منتصف شهر مارس.
في انتظار ذلك سيستمر الاعلام الرسمي و التابع بالعاصمة الجزائرية في تسويق الانتصارات الوهمية للنظام و سيترسل في هواية الهجوم المنهجي و القذف العلني في حق الساسة و المسؤولين الحكوميين الأجانب الذين لا ينتظمون وفق الأجندات الداخلية و الخارجية لقصر المرادية التي تضع في مقدمة أهدافها و شعاراتها صديق المغرب هو بالضرورة عدو للجزائر.