تحسبا لمفاجآت القمة الافريقية المرتقبة
في خطوة تعكس درجة التخبط الذي تعيشه الدبلوماسية الجزائرية حل بوقادوم بليبيا يوم الأربعاء في مهمة رسمية هدفها التنغيص على الوساطة المغربية في ملف الأزمة الليبية المتوج قبل أيام ببوزنيقة بتوافقات سياسية متقدمة للغاية وغير مسبوقة في طريق الحل السياسي السلمي للأزمة الليبية.
الوزير الجزائري أبدى لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج استعداد الجزائر للمساهمة في لعب دور أكبر في مسارات حل الازمة الليبية في محاولة يائسة لتجاوز فشل الدبلوماسية الجزائرية المبنية على حسابات الربح و الخسارة في مناسبات متعددة سابقة في احتضان لقاءات للفرقاء الليبيين، ومحاولتها في الوقت الضائع الركوب على توافقات محطتي بوزنيقة وطنجة لتحقيق اختراق دبلوماسي يلتف على ثمار الوساطة المغربية الناجحة بشهادة الليبيين نفسهم .
وقبل محطة ليبيا كان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قد زار عددا من العواصم الافريقية لحشد الدعم للمخطط الجزائري الساعي الى إعادة ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الى مؤسسة الاتحاد الافريقي ضدا على قرار قمة نواكشوط الافريقية الأخيرة التي كرست الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في البحث عن الحل السياسي المتوافق عليه للنزاع .
جولة بوقادوم شملت في البداية بعض العواصم المحسوبة على اللوبي الانفصالي المدعم للكيان الانفصالي لكنها حطت وسط استغراب المتتبعين بعاصمة الكونغو الديمقراطية كنشاسا التي ستتحمل قريبا رئاسة الاتحاد الافريقي في محاولة لاستدراج رئيسها فيليكس تشيسيكيدي الى صف الاطروحة الجزائرية علما أن وزير خارجية الجارة الشرقية يدرك مسبقا أن نفس البلاد كانت سباقة قبل أزيد من شهر لتدشين تمثيلية قنصلية لها بالداخلة حيث أكدت حينها وزيرة الدولة، وزيرة الشؤون الخارجية الكونغولية، السيدة ماري تومبا نززا، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها.