2022 شتنبر 4 - تم تعديله في [التاريخ]

الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‭ ‬ورهانات‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا

خوسيه‭ ‬لويس‭ ‬رودريغز‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬لحكومة‭ ‬إسبانيا‭ ‬لمدة‭ ‬ولايتين‭ (‬2004‭ ‬و‭ ‬2008‭)‬،‭ ‬أتت‭ ‬به‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬الإسبانية‭ ‬إثر‭ ‬فوزه‭ ‬الكبير‭ ‬وغير‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬لـ‭ ‬2004‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬غريمه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬خوسيه‭ ‬أثنار‮»‬‭ ‬عقبَ‭ ‬تفجيرات‭ ‬مدريد‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات،‭ ‬التي‭ ‬خلفت‭ ‬جراء‭ ‬ذلكَ،‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬قتيل‭.



بفوزهِ‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإسبانية‭ ‬أضحى‭ ‬خامس‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬منذ‭ ‬عودة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا،‭ ‬أعيدَ‭ ‬انتخابه‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وفازَ‭ ‬بالانتخابات‭ ‬أيضا،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والعالم،‭ ‬عرفت‭ ‬إسبانيا‭ ‬ساعتها‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬بأوروبا‭ ‬بحوالي‭ ‬18‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ما‭ ‬عجل‭ ‬بتقويض‭ ‬سلسلة‭ ‬نجاحاته‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭: ‬ إصلاح‭ ‬قانون‭ ‬الإجهاض،‭ ‬وإصلاح‭ ‬القوانين‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬كاطالونيا‭. ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬إثرَ‭ ‬تنامي‭ ‬موجة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬مقررا‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬المناصب‭ ‬الوزارية‭.‬

ثابطيرو‭ ‬الذي‭ ‬تربطه‭ ‬بالمغرب‭ ‬علاقة‭ ‬متينة،‭ ‬يدركُ‭ ‬جيدًا‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬وأهمية‭ ‬ذلك،‭ ‬وما‭ ‬فتئ‭ ‬يدعم‭ ‬ويؤكد‭ ‬مقترحَ‭ ‬المغرب‭ ‬ومخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬الأخير‭ ‬بطنجة‭ ‬بوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬أكدت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬باييس‮» ‬‭ ‬الإسبانية،‭ ‬أن‭ ‬ثابطيرو‭ ‬يدعم‭ ‬بقوة‭ ‬حكومة‭ ‬سانشيز‭ ‬وموقفها‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬‮«‬تتبع‭ ‬موقفًا‭ ‬بناء‭ ‬وواقعيًا‮»‬‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬مع‭ ‬الجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توخي‭ ‬الحذر‭.‬

بابتسامته‭ ‬التّي‭ ‬تشي‭ ‬بخبرةٍ‭ ‬دبلوماسية،‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬العين،‭ ‬وبحضور‭ ‬ملفت‭ ‬للنظر،‭ ‬يشد‭ ‬إليهِ‭ ‬مستمعيه،‭ ‬حاضر‭ ‬خوسيه‭ ‬لويس‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬المدرسة‭ ‬العليا‭ ‬للأساتذة‭ ‬بمدينة‭ ‬تطوان،‭ ‬تحتَ‭ ‬عنوان‭ : ‬‮‬«العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬والإسبانية‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مداخلة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬لحكومة‭ ‬إسبانية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محاضرة،‭ ‬وإنما‭ ‬كانت‭ ‬خطابًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬ودورها‭ ‬الموازي‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬دعامات‭ ‬التعاون‭ ‬بينَ‭ ‬الدول،‭ ‬وجسرِ‭ ‬أسس‭ ‬الحوار‭ ‬وربط‭ ‬العلاقات‭ ‬على‭ ‬أساس‭: ‬التعايش،‭ ‬والسلام،‭ ‬والاحترام،‭ ‬هذهِ‭ ‬هي‭ ‬المبادئ‭  ‬والمفاتيح‭ ‬الأساس‭ ‬لخطاب‭ ‬ثابطيرو‭.‬

ترتكز‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬اليوم،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وضرورة ‬‮ «‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬،‭ ‬بوصفها‭ ‬قوة‭ ‬ناعمة،‭ ‬تستند‭ ‬إليها‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬ورئبِ‭ ‬تصدع‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحصل‭ ‬بينَ‭ ‬الدول‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬نجني‭ ‬نتائج‭ ‬ناجعة‭ ‬بفضل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬وسريعة‭ ‬في‭ ‬آن،‭ ‬ذلكَ‭ ‬أن‭ ‬جسور‭ ‬التقارب‭ ‬بينَ‭ ‬الشعوب‭ ‬والنقاط‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬على‭ ‬العلاقات،‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬فرصة‭ ‬ممكنةَ‭ ‬المنال،‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬مارسه‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬عندما‭ ‬ركزّ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬المغاربة‭ ‬بإسبانيا،‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مشترك،‭ ‬وحاضر‭ ‬مُعاش،‭ ‬ومستقبل‭ ‬ممتد،‭ ‬فضج‭ ‬له‭ ‬المدرج‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬وحين‭ ‬بالتصفيقات‭ ‬المتتالية،‭ ‬لأنه‭ ‬استدعى‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬معجم:‭ ‬الجوار،‭ ‬والعلاقات‭ ‬المتينة،‭ ‬والشراكات‭ ‬الممتدة،‭ ‬والتعاون‭ ‬الإيجابي‭... ‬إلخ‭.‬ 

‭ ‬لم‭ ‬يفت‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المنطقة‭ ‬المتوسطية‭ ‬وأهمية‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬في‭ ‬هذهِ‭ ‬المنطقة،‭ ‬بوصفهما‭ ‬بلدينِ‭ ‬يقعانِ‭ ‬جغرافيًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حيوي،‭ ‬وبما‭ ‬أنهما‭ ‬يشهدان‭ ‬حركة‭ ‬عبور‭ ‬نشيطة‭ ‬للمهاجرين‭ ‬وحركتي‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬فهما‭ ‬بوابتين‭ ‬رئيسيتين‭ ‬لإفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وعلاقتهما‭ ‬التاريخية‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬يقومان‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذهِ‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكما‭ ‬أبرز‭ ‬ثابطيرو‭  ‬أن‭ ‬‮«‬التاريخ‭ ‬يذكر‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‭ ‬بما‭ ‬قدمته‭ ‬وتقدمه‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وحضارة‭ ‬وتطور‮»‬،‭ ‬وليسَ‭ ‬هناكَ‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إمكانيات‭ ‬المملكتين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬كثيرة‭ ‬ويشهد‭ ‬على‭ ‬تنوعها‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬بنيات‭ ‬ثقافية‭ ‬وحضارية‭ ‬أصيلة،‭ ‬هكذا‭ ‬تبدو‭ ‬صورة‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المتوسطية،‭ ‬وعلى‭ ‬البلدين‭ ‬استثمار‭ ‬ذلكَ‭ ‬من‭ ‬أجلِ‭ ‬تطوير‭ ‬بنيات‭ ‬أخرى‭ ‬تحتاجُ‭ ‬إلى‭ ‬تأهيلها‭ ‬وتطويرها‭.‬

ثابطيرو‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬الداعم‭ ‬لمخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي

اهتمَ‭ ‬ثابطيرو‭ ‬كثيرًا،‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬وأسهب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أحيانا‭ ‬واستعمال‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قاموسًا،‭ ‬دِبلوماسيا‭ ‬قوامه،‭ ‬العلاقات‭ ‬المتينة،‭ ‬وأهمية‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا،‭ ‬والتدبير‭ ‬السياسي‭ ‬لملفات‭ ‬الأمن‭ ‬والهجرة‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬اللافت‭ ‬أنّه‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬ازدهار‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬رغم‭ ‬التصدعات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ليسَ‭ ‬خافيًا‭ ‬أن‭ ‬ثابطيرو‭ ‬إبانَ‭ ‬فترة‭ ‬توليه‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬كان‭ ‬موقفه‭ ‬الأولي‭ ‬التقرب‭ ‬والتودد‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬ومنذ‭ ‬لقائه‭ ‬الأول‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أدركَ‭ ‬أهمية‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سعى‭ ‬إليه‭ ‬عبر‭ ‬مواقفه‭ ‬تجاهَ‭ ‬المغرب،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬باستمرار‭ ‬دعمه‭ ‬مخططَ‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬بل‭ ‬عده‭ ‬أثناء‭ ‬مداخلته‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الذي‭ ‬يجسد‭ ‬فعلا‭ ‬مبادئ‭ ‬التعايش،‭ ‬والسلام،‭ ‬والاحترام،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬خلفية‭ ‬ثابطيرو‭ ‬في‭ ‬دعمِ‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬فإن‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬يضع‭ ‬الركائز‭ ‬الأساس‭ ‬لاستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدركته‭ ‬إسبانيا‭ ‬عندما‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬سانشيز‮» ‬‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬بوضوح‭ ‬دعمه‭ ‬لمخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬ثمنه‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬كثيرًا‭ ‬واعتبره‭ ‬طريقا‭ ‬ناجعًا‭ ‬لتجاوز‭ ‬بعض‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭.‬

استثمرَ‭ ‬ثابطيرو‭  ‬في‭ ‬مجيئه‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يقبل‭ ‬دعوة‭ ‬المغرب‭ ‬دائما،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬تأكيدهُ‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬تلعبهُ‭ ‬من‭ ‬رمزيةٍ‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬صور‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬المتوسطية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هذهِ‭ ‬المدينة‭ ‬سوى‭ ‬تطوان،‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بتاريخٍ‭ ‬زاخر‭ ‬يشهد‭ ‬بالتعدد‭ ‬والتنوع،‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي،‭ ‬وربما‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬ثاطيرو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬المخيال‭ ‬الإسباني‭ ‬المعاصر‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬تطوان،‭ ‬وتعلق‭ ‬الإسبان‭ ‬بالمدينة،‭ ‬وفي‭ ‬المجمل‭ ‬منَ‭ ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬بوصفها‭ ‬أحد‭ ‬دعامات‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬‭.‬

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬إشارات‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إذكاء‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬بينَ‭ ‬البلدين،‭ ‬عندما‭ ‬حرص‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬والجامعة،‭ ‬أحد‭ ‬المساهمينَ‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالجامعة‭ ‬اليوم‭ ‬تعد‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬رسائل‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الشعوب،‭ ‬ومدى‭ ‬استعدادها‭ ‬للتجاور‭ ‬والازدهار،‭ ‬لذا‭ ‬كانت‭ ‬إشارة‭ ‬ثابطيرو،‭ ‬موحية‭ ‬بمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬الملفات‭ ‬لأنها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الخلف‭ ‬كقوى‭ ‬‮«‬مرنة‮»‬‭ ‬و»ناعمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬جسرِ‭ ‬الهوةِ‭ ‬بينَ‭ ‬البلدين‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬اليوم،‭ ‬أداة‭ ‬ناجعة‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬العديد‭ ‬منَ‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البلدين،‭ ‬ومن‭ ‬تعزيز‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬استحضار‭ ‬روابط‭ ‬الشعوب‭ ‬المتعددة‭ ‬الروافد،‭ ‬وهي‭ ‬أحد‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستأنفها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية،‭ ‬لأن‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬والثقافي‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬المغرب،‭ ‬يؤهله‭ ‬لكي‭ ‬يصيرَ‭ ‬مرجعًا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.

العلم‭:‬ أنس‭ ‬الشعرة



في نفس الركن