2023 يناير 18 - تم تعديله في [التاريخ]

الدبلوماسية الجزائرية تفقد البوصلة و تتدخل في ما لا يعنيها

سفير قصر المرادية بنواكشوط يهاجم الصحافة الموريتانية ويتهمها بالعمالة للمغرب


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

في سقطة جديدة للدبلوماسية الجزائرية تؤكد مسعاها الحثيث لتطويع والتحكم في مؤسسات موريتانيا، خرجت سفارة الجزائر بنواكشوط أول أمس الاثنين ببلاغ بئيس و غريب الأطوار يحاكم و يدين جزءا من الاعلام الموريتاني المستقل، و يجرؤ على تقييمه و التدخل بشكل سافر في شؤونه و خطه التحريري . و كأن الصحافة الموريتانية محكوم عليها من السفارة الجزائرية أن تمارس على ذاتها الرقابة الذاتية وتكف عن الخوض في المواضيع و القضايا التي تحرج الجزائر حين يتعلق الأمر بمعالجة مسائل الجوار.
 
بيان سفارة الجزائر الصادر بعد زوال الاثنين بأسلوب استعلائي ومتشنج أدان ما وصفه ب «التدخل الخارجي في المشهد الإعلامي بموريتانيا» و أكد تفاجئ سفارة نظام الجنرالات من رؤية عدة مقالات منسوبة لمكتب دبلوماسي لبلد معروف بكراهيته للجزائر ويسعى بشتى الوسائل لإفشال التعاون الجزائري الموريتاني.
 
السفير الجزائري و إن لم يجرؤ على تسمية المواقع المعنية بمهاجمة الجزائر وبالمقالات الساعية لإفشال ما أسماه بالتعاون الجزائري الموريتاني إلا أنه يتهمها ضمنيا بالعمالة للمغرب و تحصيل امتيازات منه، و يجزم افتقاد هذه المنابر للمصداقية و التأثير في الرأي العام الموريتاني .
 
تدخل السفير الجزائري بالعاصمة الموريتانية ليس هو الأول ضمن حلقات مسلسل التدخلات السافرة للنظام الجزائري في الشأن الداخلي لموريتانيا ومحاولاته البئيسة لإسكات المنابر المحلية الرافضة لأجنداته الإقليمية المشبوهة .
 
فقد سبق للحكومة الموريتانية أن طردت نهاية شهر أبريل من سنة 2015 المستشار الأول بالسفارة الجزائرية في نواكشوط على خلفية اتهامه بالوقوف وراء مقال نشر بإحدى الصحف الإلكترونية الموريتانية، يسيء بشكل مغرض إلى علاقات موريتانيا الخارجية.
 
وعوض أن تبادر الخارجية الجزائرية حينها الى إصلاح خطإ موظفها الذي تجاوز حدود التحفظ الذي يمليه منصبه ردت بالمثل وأقدمت على طرد أحد الدبلوماسيين الموريتانيين من الجزائر .
 
سنة بعد فضيحة المستشار الأول بسفارة الجزائر بموريتانيا، اتهم الرئيس الجزائري علنا صحافة الدول المجاورة باستثناء تونس، بمهاجمة بلاده لينتقل بعد ذلك سفيره للقاء رئيس السلطة العليا للصحافة بموريتانيا و تبليغه شكوى رسمية تعبر عن سخطه من موقع موريتاني نشر خبرا حول منع الوفد الإعلامي المغربي من تغطية العاب البحر الأبيض المتوسط المنظمة بوهران .
 
وبداية شهر نونبر الماضي وتزامنا مع مهزلة ترتيبات القمة العربية التي احتضنتها الجزائر , وجه سفير الجزائر الذي وقع بيان بداية الأسبوع الغريب رسالة احتجاج الى رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين نعت من خلالها الهيئة المهنية الموريتانية بغياب الاحترافية و الانسياق وراء المغالطات .
 
وكان ذنب الرابطة الموريتانية التي تؤطر صحفيي البلد الجار و الشقيق، و الذي استدعى التدخل السافر و التهديد الضمني لممثل الدولة الجزائرية أن الرابطة و في اطار واجبات الزمالة أصدرت بيانا تتضامن من خلاله مع زملاء المهنة بالمغرب و تندد فيه بما وصفته بالتضييق والمعاملة السيئة التي تعرض لها صحافيون مغاربة منعتهم السلطات الجزائرية من تغطية أشغال القمة العربية التي احتضنتها الجزائر مؤخرا مع قيام سلطات الأخيرة باحتجاز وفد الصحفيين المغاربة المنتدبين من طرف منابرهم لتغطية أشغال القمة ومصادرة أجهزتهم.
 
فهل بعد كل هذه الانزلاقات العمدية و الانحرافات الخطيرة عن أعراف و أخلاقيات العمل الدبلوماسي المسؤول و المتزن يتبقى للمغاربة حكومة و شعبا و مؤسسات مجال للتشكي من عقوق و نزوات مزاج الجار الشرقي 



في نفس الركن