العلم الإلكترونية - الرباط
قررت السلطات المحلية بجهة الدار البيضاء-سطات فرض إغلاق شامل على جميع الحمامات في المنطقة لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من اليوم الاثنين، وذلك في إطار جهودها لمواجهة الأزمة المائية الحادة التي تعاني منها العاصمة الاقتصادية نتيجة الجفاف المستمر.
وأفادت مصادر مهنية لموقع "برلمان.كوم" أن أرباب الحمامات تلقوا توجيهات رسمية من السلطات المحلية مساء الأحد، بضرورة إغلاق الحمامات من يوم الاثنين وحتى يوم الأربعاء، كإجراء طارئ للمساهمة في تقليل استهلاك المياه خلال هذه الفترة الحرجة.
وعبر العديد من المهنيين في قطاع الحمامات عن تفاجئهم من هذا القرار المفاجئ، مشيرين إلى أنهم لم يحصلوا على الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم قبل تفعيل الإغلاق. وأكدوا أن الإغلاق المفاجئ يضعهم في موقف صعب، خاصةً مع عدم توفر بدائل أو خطط تعويضية مسبقة لتخفيف الأضرار الناتجة عن توقف النشاط التجاري.
وفي سياق متصل، أفادت نفس المصادر بأن المهنيين في الدار البيضاء يعتزمون عقد اجتماع عاجل لمناقشة تداعيات هذا القرار على القطاع. ويأتي هذا القرار في وقت حساس بالنسبة للعاملين في الحمامات، الذين ما زالوا يعانون من آثار الإغلاق السابق الذي تم فرضه خلال جائحة كورونا، والذي تسبب في خسائر كبيرة وأثر سلباً على العاملين في هذا المجال.
وتواجه جهة الدار البيضاء-سطات، كغيرها من المناطق في المغرب، تحديات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية وانخفاض مستويات التساقطات المطرية، مما أدى إلى تراجع المخزون المائي بشكل كبير. وتسعى السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على الموارد المائية المتاحة وضمان توفيرها للأغراض الأساسية.
يأتي قرار إغلاق الحمامات ضمن سلسلة من التدابير التي اتخذتها السلطات المحلية في إطار خطة طوارئ تهدف إلى التعامل مع الأزمة المائية، وتتضمن ترشيد استهلاك المياه وتشديد الرقابة على الاستخدام غير الضروري للمياه. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين متطلبات الحفاظ على الموارد المائية واحتياجات السكان والقطاعات الاقتصادية الحيوية.
وقد أبدى أرباب الحمامات والعاملون في القطاع أملهم في أن تكون هذه الإجراءات مؤقتة، وأن تعمل السلطات على إيجاد حلول مستدامة للأزمة المائية المتفاقمة، بما يضمن استمرارية نشاطهم الاقتصادي وحماية وظائف العاملين.