العلم الإلكترونية - محمد بشكار
أفْظع من الخوف الذي كرَّسته تجربة كورونا في الأنفس بِشوْطيها قبل وبعد ظهور إبر اللقاح، هم أولئك الذين يتَّخذونه مطيَّة لخلْق مجتمع من النِّعاج، الذين يستغلُّون الضُّعف البشري في مرحلة الوباء للتباهي بممارسة السلطة، ولا نعرف قبل انْجلاء هذه الغُمَّة، كم سيُكلِّف الخوفُ المُصابين بِرُهابه، وكم سيُدرُّ على من يصنع إرهابه، لكن المحتوم أن ثمة من تسرَّب خفيفاً من فجوة هذا الخوف، وانتعش إمَّا سياسياً بالوصول أعرج إلى كرسي لا يستحقُّه، أو اقتصاديا ليس فقط بالتجارة الإلكترونية أو صناعة التَّسلية عبر الأنترنيت على إيقاع التيك.. توك، إنما بالاتجار في العاهات التي خلَّفتها التجارب غير السريرية لأدوية كورونا ولقاحاتها، ومن قال إنَّ الخوف بخْسُ الثمن فهو لم يُجرِّب أن يداوي تداعياته عند أطباء يلتحفون وزْرة الجزَّار، ومن لم يتذوَّق الأرباح الطائلة للخوف، ما عليه إلا أن يصنِّعه من مواد خام يوجد منجمها في الحفر المنْخُورة للنفوس !
أفْظع من الخوف الذي كرَّسته تجربة كورونا في الأنفس بِشوْطيها قبل وبعد ظهور إبر اللقاح، هم أولئك الذين يتَّخذونه مطيَّة لخلْق مجتمع من النِّعاج، الذين يستغلُّون الضُّعف البشري في مرحلة الوباء للتباهي بممارسة السلطة، ولا نعرف قبل انْجلاء هذه الغُمَّة، كم سيُكلِّف الخوفُ المُصابين بِرُهابه، وكم سيُدرُّ على من يصنع إرهابه، لكن المحتوم أن ثمة من تسرَّب خفيفاً من فجوة هذا الخوف، وانتعش إمَّا سياسياً بالوصول أعرج إلى كرسي لا يستحقُّه، أو اقتصاديا ليس فقط بالتجارة الإلكترونية أو صناعة التَّسلية عبر الأنترنيت على إيقاع التيك.. توك، إنما بالاتجار في العاهات التي خلَّفتها التجارب غير السريرية لأدوية كورونا ولقاحاتها، ومن قال إنَّ الخوف بخْسُ الثمن فهو لم يُجرِّب أن يداوي تداعياته عند أطباء يلتحفون وزْرة الجزَّار، ومن لم يتذوَّق الأرباح الطائلة للخوف، ما عليه إلا أن يصنِّعه من مواد خام يوجد منجمها في الحفر المنْخُورة للنفوس !
لستُ من دُعاة عقلية المؤامرة، ولكنني قد أصطفُّ حين تضيق بتفكيري السُّبل ويكثر اللَّغط، مع عُتاة المغامرة وهم أقلية يُعدُّون بالملايين، هؤلاء الذين يحلِّقون خارج السرب بينما البشرية تُقلِّب لعبة النظام العالمي المُسْتَجد من كل الزوايا، ولا تعرف هل تثور بعد أن قيَّدت هذه اللعبة حريتها، أم تصبر لكل ما تبتكره الأجهزة الصحية من عنف رمزي بدعوى كورونا، وفي هذه الحالة الأخيرة يستسلم الفرد لغيبوبة الوعي ليصبح هو اللعبة.. وما أفْظعه من مشهد حين يتحوَّل ما يُقارب ثمانية ملايير إنسان على وجه الأرض، إلى دُمى معروضة للبيع في متْجر النظام العالمي أو الكوروني المُستجد، فمن يشتري لينْعم بالإرادة المحطَّمة لهذا العبد !
لِنقُل إنَّ صناعة الخوف ليست بالهيِّنة أو الخفيفة، بل تعتبر من الصِّناعات الثقيلة رغم أنَّ شبحها أخف من ريش النعام، ولكن تحتاج لدهاء الثعلب الذي يظهر ويختفي، ولا يمكن لِلُعبتها أو أكذوبتها أن تنْطلي إلا بالحُجَّة والإقناع، تحتاج لترسانة من العلامات المُنخرطة بالتأشير والتحذير والزجر، وما أفظع عنفها الرمزي على الأنفس رغم أنها مجرد رسومات على أرضية المرافق الاجتماعية لا تمُس أحداً بأصبع أو تُوبِّخه بلسان، فلا حركةٌ إلا بقيْد، ولا صوتٌ أو تنفُّس إلا بكمامة، لا يد تمتد بالمصافحة أو ذراع يهُمُّ بالعناق، إلا بتوجُّس يؤدي لِتعرُّق أغزر مما تُفْرزه قوارير المعقِّمات التي تسلخ بشرة الأكف بالكحول، مُوجز القول لم يعد الإنسان سيِّد إرادته النابعة من الرغبة الداخلية، إنَّما مِلْك إرادةٍ مُمْلاةٍ من قوة الضبط الصادرة من الخارج، مما يُفضي بشكل طبيعي لتدهْور الأجساد البشرية واختلال نظام خلاياها الداخلي، وهذا الوضْع في حدِّ ذاته يُنْعش سوق الأدوية بكل أنواع الأمراض ويُوعز بتهييء النعش؛ سكر، ملح، ضغط، أعصاب، اكتئاب، وسواس قهري، وهلُمَّ جرياً بأنفاس مُختنقة إلى ما لا ينتهي من أعطاب !
ولسنا نُبالغ إذا قلنا إنها أشهُرٌ من التعذيب النَّفسي، وهاهو يدخل عامه الثاني مسبوقاً بموكب دبابير تلْسع بشتَّى أنواع اللقاحات المُدِرَّة لملايير الجراح، شهورٌ عصِيبة نجحت في توفير أكبر احتياطي من الخوف في جوف البشر، خصوصاً الأُسر غير المغلوب على فقرها بعد أنْ فقدتْ مصدر العيش حين اشتدَّ التَّضْييق الذي مارسته الدولة على المواطنين، إما حجْراً في الزمن الأول لظهور الوباء، أو بفرض جواز اللقاح للولوج للعمل، هكذا تَضاعَف الخوف لِيصبح مِنْ كورونا ومِمَّن يستغلها لِبَسْط النفوذ، ويُمكن لِمن يجد في نفسه قابلية ليكون مُخْبراً، أنْ يهمس في الآذان الطويلة لكل حكومات العالم، بالقوْل إنَّ الوجبة قد نضجت واستوت على أعصاب نار غير هادئة، وأصبحت بالخوف جاهزة للأكل، ولكن ماذا يُفيد البلد أن تكون موارده البشرية مهزوزة نفسياً مشلولة الحركة فاقدة للإرادة، ماذا يُفيد أن تُعطِّل تفكير المجتمع لتجعله يطيع في الخطإ والصواب كالقطيع، ورغم عودتي للقول إنني لستُ من دعاة عقلية المؤامرة، ولكنني قد أصطفُّ خارج السِّرب مع عُتاة المغامرة، لكن المُلاحظ أنَّ حكومات العالم أصبحت تنهج نفس المُخطَّط تجاه كل الشعوب تحت قناع كورونا، القمع، مصادرة الحُريات التي تنص على حقوقها الدساتير، الشطط في استعمال السلطة لكبح جماح الحرية في التعبير والتظاهر السِّلْمي، تكاد الشعوب في حيِّز بلدانها تشبه الأبقار في نطاق حظائرها، ولا أحد يعلم ما يتكوَّن في الأرحام من نطفة هذه العاصفة، هل ثورٌ أو إذا جاز التأنيث ثورة !