2023 شتنبر 8 - تم تعديله في [التاريخ]

الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬دسائس‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية

أماطت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬معطيات‭ ‬وصفت‭ ‬بالخطيرة‭ ‬متعلقة‭ ‬بدور‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬افتعال‭ ‬النزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬وتأجيج‭ ‬الخلافات‭ ‬في‭ ‬شأنه‭.


إغراق‭ ‬الـمخيمات‭ ‬بأشخاص‭ ‬ليسوا‭ ‬صحراويين‭ ‬واستخدام‭ ‬ورقة‭ ‬النزاع‭ ‬لابتزاز‭ ‬موريتانيا


وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬رفعت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬السرية‭ ‬عن‭ ‬وثيقة‭ ‬‮ ‬تتضمن‭ ‬معطيات‭ ‬بقيت‭ ‬طي‭ ‬الكتمان،‭ ‬والتي‭ ‬كشفت‮  ‬عن‭ ‬معلومات‭ ‬تتعلق‮  ‬بالمناورات‭ ‬والدسائس‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‮  ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬وتأزيم‭ ‬الخلافات‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬ وهكذا‭‬، وبحسب‭ ‬الوثيقة التي‭ ‬رفعت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية عنها‭ ‬السرية،‭ ‬فإن‭ ‬الجزائر‭ ‬تستغل‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو الانفصالية لترهيب‭ ‬ومعاقبة‭ ‬موريتانيا،‭ ‬وبهدف‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬والتنموي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكدت‭ ‬الوثيقة‭ ‬‮ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‮ ‬الجزائري‮ ‬نقل‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أفريقي‮ ‬جنوب‭ ‬الصحراء إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬تيندوف‭ ‬بالجزائر،‭ ‬موضحة أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد،‭ ‬الذين‭ ‬ليسوا‭ ‬بالضرورة‭ ‬صحراويين،‮ ‬يستغلون‭ ‬ويستخدمون لتعزيز‭ ‬ميليشيات البوليساريو‭ ‬في‭ ‬صراعها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭.‬

وكشفت‮ ‬الوثيقة‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬الصحراء‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬16‮ ‬دجنبر‮‬1977،‭ ‬أعدت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقريرا‭ ‬سريا‭ ‬بعنوان‮ ‬“جبهة‭ ‬البوليساريو‭ :‬الطرف‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الصحراء”‭ .‬‮‬وهو‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬سلط الضوء‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬ثلاثة أطراف‭ ‬رئيسية في‭ ‬الصراع،‭ ‬وهم‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬وموريتانيا‭.‬

وبحسب‭ ‬المصدر ذاته،‮ ‬فإن‭ ‬التقرير‭ ‬المفصل‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬وموريتانيا. ‬ كما‭ ‬أبرز‭ ‬أهمية‭ ‬قبيلة‭ ‬الركيبات‭ ‬داخل‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو الانفصالية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القبيلة‭ ‬تضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬موريتانيا‭ ‬والجزائر‭ ‬وحتى من المغرب‭.‬

علاوة‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬كشف‭ ‬التقرير‬‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المنشقون‭ ‬اليساريون‭ ‬من دول‭ ‬مجاورة،‮ ‬باعتبارهم حلفاء‭ ‬ايديولوجيين‭ ‬للجزائر حسب‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‮ ‬،‮ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬أهدافهم‭ ‬حتى‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬الموريتاني‭ ‬آنذاك‭.‬

وتسلط‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭‬،‮ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اللعبة‭ ‬السياسية‭ ‬العسكرية‭ ‬المعقدة والبئيسة‮ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصحراء‭.‬ وباستخدام‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬كأداة،‭ ‬تسعى‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى ممارسة‭ ‬نفوذها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وخاصة‭ ‬موريتانيا،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‮ ‬تشوش‭ ‬فيه‭ ‬على الاستقرار‭ ‬الذي‮  ‬ينعم‭ ‬به المغرب‭.‬

‮ ‬هكذا‭ ‬إذن‭ ‬تؤكد‭ ‬الوثيقة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬متورط‭ ‬بصفة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬وأنه‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بحسابات‭ ‬ضيقة‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬أضرارها‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬ايضا‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المنطقة.

العلم: الرباط



في نفس الركن