2024 شتنبر 2 - تم تعديله في [التاريخ]

الحكومة‭ ‬تعتمد‭ ‬143‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬لتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجاز‭ ‬منشآت‭ ‬كبرى‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضعية‭ ‬المائية


تعزيز‭ ‬استراتيجية‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬لإنتاج‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنوياً‭ ‬بحلول‭ ‬عام ‬2030


*العلم‭:‬ نهيلة‭ ‬البرهومي*

تنفيذا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية،‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬بشكل‭ ‬“مكثف”‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المنشآت،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالسدود‭ ‬أو‭ ‬بعمليات‭ ‬الربط‭ ‬والتحلية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬الوضعية‭ ‬المائية‭ ‬بالمملكة‭.‬ 

ولبلوغ‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬لإنجاز‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬143‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬والتي‭ ‬تهم‭ ‬مياه‭ ‬السقي‭ ‬والمياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2021-2027‭.‬.

ومن‭ ‬بين‭ ‬الحلول‭ ‬المبتكرة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالماء،‭ ‬تعزيز‭ ‬استراتيجية‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬بهدف‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬المياه‭ ‬المحلاة‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬1.7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنوياً‭ ‬بحلول‭ ‬عام ‭ ‬.2030‭

ويتوفر‭ ‬المغرب‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬محطة‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬إجمالية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬192‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬و6‭ ‬ محطات‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنجاز‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬ستناهز‭ ‬135‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬برمجة ‭ ‬16‭ ‬محطة‭ ‬أخرى‭ ‬بقدرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬إجمالية‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬1490‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬عيماد‭ ‬بوعزيز،‭ ‬مهندس‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬وخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء،‭ ‬أهمية‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬مشاريع‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬كخطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكملة‭ ‬للسياسة‭ ‬المائية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬والتحسيس،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬“نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الشروب‭ ‬تهدر‭ ‬بسبب‭ ‬التسربات،‭ ‬ولتفادي‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬التسربات‭ ‬لاقتصاد‭ ‬50‭ ‬أو‭ ‬55‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬المائية”‭.‬

ويرى‭ ‬بوعزيز‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ”العلم”،‭ ‬أن‭ ‬الضرورة‭ ‬تستدعي‭ ‬اعتماد‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬باعتبارها‭ ‬استراتيجية‭ ‬مهمة‭ (‬من‭ ‬السعيدية‭ ‬إلى‭ ‬الكويرة‭) ‬،‭‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬عملية‭ ‬توزيع‭ ‬واستهلاك‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬الآتي‭ :‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للفلاحة،‭ ‬و10 ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للشرب،‭ ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬للصناعة،‭ ‬معتبرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬عينه‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للفلاحة‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬دخل‭ ‬شريحة‭ ‬مهمة‭ ‬تناهز‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المغرب‭.‬

واستحضر‭ ‬المتحدث،‭ ‬أهمية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬الجوفية‭ ‬أو‭ ‬السطحية‭ ‬بعد‭ ‬التساقطات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬والأطلس‭ ‬المتوسط،‭ ‬والتي‭ ‬أنعشت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السدود‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬“ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬منصور‭ ‬الذهبي‭ ‬إثر‭ ‬هذه‭ ‬التساقطات‭ ‬إلى‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب”‭.‬

ونبه‭ ‬المتحدث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إحداث‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬يتطلب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬تلائم‭ ‬وضعية‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجغرافية‭ ‬والمناخية‭ ‬ونسبة‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬وكذا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أحدث‭ ‬طرق‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬هي‭ ‬“التناضح‭ ‬العكسي”‭ ‬حيث‭ ‬يستخدم‭ ‬غشاء‭ ‬شبه‭ ‬نافذ‭ ‬لفصل‭ ‬الملوحة‭ ‬والشوائب‭ ‬عن‭ ‬الماء،‭ ‬ويتم‭ ‬ضغط‭ ‬الماء‭ ‬عبر‭ ‬الغشاء،‭ ‬وتترك‭ ‬الملوحة‭ ‬والشوائب‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الخلفية‭ ‬من‭ ‬الغشاء،‭ ‬بينما‭ ‬يمر‭ ‬الماء‭ ‬النقي‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الأمامية‭.‬

كما‭ ‬استحضر‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬التصريح‭ ‬كذلك‭ ‬أهمية‭ ‬اعتماد‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬الأقل‭ ‬كلفة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحطات،‭ ‬و‭‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬سقي‭ ‬المناطق‭ ‬الخضراء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬المدن‭.‬



في نفس الركن