2024 يونيو/جوان 4 - تم تعديله في [التاريخ]

الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬تشدد‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬المعاش‭ ‬خارج‭ ‬فرنسا‮

المتقاعدون‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬المستهدفين‮ ‬


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي

قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬تشديد الخناق‭ ‬على‭ ‬المتقاعدين‭ ‬من‭ ‬خلال إجراءات‭ ‬جديدة‭ ‬لمراقبتهم خاصة الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬معاش ويستقرون‭ ‬خارج‭ ‬فرنسا،‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬مكافحة ما‭ ‬وصفته‭ ‬بالاحتيال‭ ‬الاجتماعي‭.‬
 
ونبهت‭ ‬فيديوهات‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المغاربة والجزائريين المتقاعدين‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬ما‭ ‬ينتظرهم جراء هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬عرضت‭ ‬ما‭ ‬أسمتها بخطة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاحتيال‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬2023،‮ ‬وكشف‮ ‬غابرييل‭ ‬أتال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الفرنسي،‮ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار عن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الجديدة‭ ‬المطبقة،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمراقبة‭ ‬المتقاعدين‭.‬
 
وقالت‭ ‬المصادر‭ ‬ذاتها إنه في‭ ‬غضون‭ ‬حوالي‭ ‬سنة،‭ ‬تمكنت‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬التقاعد،‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬المعاشات‭ ‬الأساسية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬متقاعد،‭ ‬أن‭ ‬تكتشف‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بأضرار‭ ‬قدرها‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬أورو‭.‬
 
وكشفت‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬1‭.‬2‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتقاعدين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ويحصلون‭ ‬على‭ ‬معاش‭ ‬تقاعدي‭ ‬فرنسي،‭ ‬والذين‭ ‬يطلب‭ ‬منهم،‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬إرسال‭ ‬شهادة‭ ‬الحياة،‭ ‬وهي‭ ‬وثيقة‭ ‬تثبت‭ ‬وجود‭ ‬متقاعد‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬يتلقى‭ ‬معاشا فرنسيا‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ليتم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فحص‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهة‭ ‬مختصة‭ ‬مثل‭ ‬سفارة‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭.‬
 
وللوقوف‭ ‬ضد‭ ‬مخاطر‭ ‬الاحتيال‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لدى‭ ‬فرنسا‭ ‬معلومات‭ ‬مباشرة‭ ‬للتحقق‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المتقاعد‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬معاش‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬وبصحة‭ ‬جيدة،‭ ‬أقامت‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬التقاعد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬المغربي‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬وضعت‭ ‬فرنسا خطاطة‭ ‬تعلن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أنه بمجرد‭ ‬أن‮ ‬يقيم الشخص‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬خارج‭ ‬فرنسا،‭ ‬يجب‭ ‬عليه إبلاغ‭ ‬صندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬الخاص‭ ‬به عن‭ ‬طريق‭ ‬تقديم‭ ‬عنوانه الجديد‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬البنك‭ ‬الجديد‭.‬
 
وأعلنت‭ ‬الإدارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬يحصل الشخص على‭ ‬معاش‭ ‬التقاعد‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‮ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬‮ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬له‭ ‬من الالتزام‭ ‬الإداري‭ ‬الوحيد،‭ ‬وهو مطالبة‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ (‬مجلس‭ ‬المدينة،‭ ‬السفارة،‭ ‬إلخ‭) ‬بإكمال‭ ‬شهادة‭ ‬الحياة‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لإرسالها‭ ‬في‭ ‬المواعيد‭ ‬النهائية‭ ‬المحددة‭.‬
 
وقبل‭ ‬مغادرة فرنسا‮ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الشخص إبلاغ‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الخاص به‭.‬‮ ‬وإذا اختار دولة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأوروبية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬سويسرا‭ ‬أو‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬فسيظل‭ ‬تابعًا‭ ‬لصندوق‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الخاص‭ ‬بإقامته الأخيرة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬
 
وبالنسبة‭ ‬للبلدان‭ ‬الأخرى،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يغطي‭ ‬السداد،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬ثنائي‭. ‬سيتعين‭ ‬عليه بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الاستفسار‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬أو،‭ ‬كخيار‭ ‬آخر،‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‮ ‬Caisse des Français de l’Étranger‭.‬
 
ويستمر الشخص في‭ ‬دفع‭ ‬الضرائب‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬إذا‭ ‬كان‮ ‬يعيش فيها لأكثر‭ ‬من‭ ‬183‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديه مصالح‭ ‬اقتصادية فيها‭.‬
 
على‭ ‬العكس‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خارج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فيعتمد‭ ‬على الاتفاقيات‭ ‬الضريبية‭ ‬المبرمة‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬وهذه الدولة‭.‬‮ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يرجى‭ ‬ملاحظة‭ ‬أنه‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬كونه مقيما‭ ‬لأغراض‭ ‬ضريبية‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬فلن‭ ‬يتم‭ ‬خصم‮ ‬CSG‮ ‬وCRDS‮ ‬من‭ ‬معاشه‭ ‬التقاعدي‭.‬
 
وفي‮ ‬مسائل الميراث،‮ ‬فإن القانون المطبق هو قانون مكان إقامة المتوفى،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك‭ ‬في‮ ‬أوروبا‭ ‬منذ دخول اللائحة حيز التنفيذ في‮ ‬سنة‮ ‬2015‭.‬‮ ‬ومع ذلك،‮ ‬تنص هذه اللائحةأيضا على أنه‮ ‬يمكن للمغترب اختيار قانون الميراث في‮ ‬بلده الأصلي‭.‬



في نفس الركن