2021 أبريل 29 - تم تعديله في [التاريخ]

الحرب الاستخباراتية تستعر بين المغرب و إسبانيا

انهيار أخلاقي في شبه الجزيرة الإيبرية يطال السياسة و القضاء و الإعلام



العلم الإلكترونية- الرباط

الضربة الاستخباراتية العنيفة التي وجهتها المخابرات المغربية إلى المخابرات الإسبانية أدخلت هذه الأخيرة في مرحلة ارتباك و تخبط
 
فالمعلومات المتوفرة تفيد أن المخابرات الإسبانية، وبأمر من الحكومة الإسبانية بعد اتفاقها مع الحكومة الجزائرية رتبت دخولا آمنا لرئيس جبهة البوليساريو الانفصالية إلى التراب الإسباني، قصد العلاج ،بهوية جزائرية مزورة، واختارت له المخابرات الجزائرية اسما مزيفا هو بن بطوش.واتفق الطرفان الإسباني والجزائري على أن تبقى الصفقة طي الكتمان تجنبا للعديد من مظاهر الإحراج، سواء بالنسبة للجزائر التي ستظهر أمام الرأي العام كدولة لا تتوانى في تزوير الهويات، ثم إن تزوير هوية رئيس الجبهة الانفصالية من طرف الدولة الراعية له ، فيه إقرار من طرف الحكومة الجزائرية بعدم شرعية المنصب الذي يحتله، وبعدم شرعية الدولة الوهمية التي يرأسها.
 
وبالنسبة إلى إسبانيا ستظهر كجهة تقبل التعامل مع التزييف والتزوير، كما ستهتز صورة القضاء لديها، وهو نفس القضاء الذي تابع وأصدر أحكاما قضائية ثقيلة ضد انفصاليي إقليم كاتالونيا الإسباني.
 
ويبدو أن الجانبين اطمأنا للتدابير الاحترازية التي تم تطويق الصفقة بها، وأكدت مصادر إعلامية أن المخابرات الجزائرية وافقت على دفع مليون دولار أمريكي ثمن العلاج، وتسخير طائرة خاصة لنقل الشخص المهرب، في حين التزمت السلطات الإسبانية بتشديد المراقبة الأمنية على وصوله إلى أحد المطارات العسكرية في إسبانيا، وتطويق مكان استشفائه أمنيًا.
 
إلا أن المخابرات المغربية استطاعت الوصول إلى هذه الصفقة، لتجد لها مواقع متقدمة في النشر بالعديد من وسائل الإعلام في العالم بأسره.
 
وتبعا لهذا التطور وجدت الحكومة الإسبانية في وضع حرج لا تحسد عليه، و حاولت وزيرة الخارجية الإسبانية التخفيف من وقع الصدمة على حكومتها، والتقليل من حجم الإساءة التي طالت العلاقات المغربية الإسبانية من خلال الإقدام على فعل يسيء إلى هذه العلاقات.
 
لكن المغرب كان صارما كعادته فيما يتعلق بوحدته الترابية ، وقام باستدعاء السفير الإسباني المعتمد في بلادنا، و أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا واضحا في هذا الصدد .
 
وفي خطوة استخباراتية مفاجئة حاولت المخابرات الإسبانية الرد على الضربة المغربية العنيفة، إذ سارعت جريدة (إلموندو) الإسبانية المعروفة بقربها الكبير من المؤسسة العسكرية الإسبانية و من الكنيسة بنشر حوار مطول مع ناصر الزفزافي الذي يقضي عقوبة سجنية لمدة عشرين سنة بعد أحداث الريف ، و الذي تبين أنه حوار مفتعل كما أكد ذلك والد ناصر الزفزافي نفسه .و الهدف من افتعال هذا الحوار يتمثل في محاولة المخابرات الإسبانية الرد على اختراق المخابرات المغربية لحصنها الاستخباراتي باختراق النظام المغربي السجني المعروف بصرامته و قوته ، و هي بذلك تسعى إلى تغيير طبيعة النقاش من فضيحة إدخال شخص مبحوث عنه قضائيا بهوية مزورة إلى نقاش آخر يتعلق بالأوضاع الحقوقية في المغرب من خلال وضعية المعتقل ناصر الزفزافي .
 
هكذا يكشف التصعيد الاستخباراتي بين الرباط و مدريد على انهيار أخلاقي فظيع في شبه الجزيرة الإيبرية الذي لم يعد يقتصر على الحكومة و القضاء في ذلك البلد ، بل يشمل أيضا المنظومة الإعلامية التي أكدت كثير من وسائلها ، خصوصا يومية ( إلموندو ) أنها مجرد أدوات حادة في أيادي الساسة و المخابرات و الأوساط المالية النافذة هناك .
 



في نفس الركن