العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
تزامنا مع ترحيب وزارة الخارجية الامريكية الجمعة الماضي بمقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى والعضو السابق بمرتزقة البوليساريو عدنان أبو وليد الصحراوي، على يد قوات برخال التي تقودها فرنسا بمنطقة الساحل، سارعت الجزائر خطة الى خلط الاوراق ضمن مناورة مكشوفة لاستباق و احتواء قرار أمريكي يدرج ميليشيات البوليساريو ضمن قائمة التنظيمات الارهابية بالعالم التي تحينها واشنطن دوريا.
تزامنا مع ترحيب وزارة الخارجية الامريكية الجمعة الماضي بمقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى والعضو السابق بمرتزقة البوليساريو عدنان أبو وليد الصحراوي، على يد قوات برخال التي تقودها فرنسا بمنطقة الساحل، سارعت الجزائر خطة الى خلط الاوراق ضمن مناورة مكشوفة لاستباق و احتواء قرار أمريكي يدرج ميليشيات البوليساريو ضمن قائمة التنظيمات الارهابية بالعالم التي تحينها واشنطن دوريا.
الجزائر عن طريق وكالة أنبائها الرسمية المتخصصة منذ سنوات في بث معلومات وأخبار متناقضة ومدلسة, بثت تقريرا زعمت فيه على لسان مصادر دبلوماسية بنيويورك تأكيدها أن المغرب قد وافق تحت ضغط الولايات المتحدة على تعيين الايطالي-السويدي ستيفان دي ميستورا, وسيطا أمميا جديدا في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .
القصاصة المغرقة في المهنية الخادعة و المصداقية المجني عليها رجحت حسب مصادرها المجهولة أن تكون موافقة الرباط على شخص ميستورا قد تمت مقابل الإبقاء على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه .
في انتاجها للاخبار و بثها للرأي العام المحلي و الدولي , يبدو أن وسائل اعلام الجارة الشرقية بما فيها وكالتها الرسمية و قنواتها التلفزية العمومية و حتى قطيع جرائدها المستقلة المجبرة الولاء لنظام الجنرالات , يصيبها داء الزهايمر و انفصام الشخصية حين يتعلق الامر بالحفاظ على منطق تسلسل الاحداث و ترابط المعطيات و المعلومات المضمنة , تماما كما يحدث لوكالة مهنية تحترم نفسها و لا تجد حرجا في مواصلة بث بيانات حربية يومية عن عمليات عسكرية وهمية على طول الحزام الدفاعي المغربي دون أي تدقيق لصحة المعطيات لسيل البيانات الذي تعدى رقمها الترتيبي ال 311 بيان حربي عن عمليات تروج فقط في مخيلة مدبجي هذه الأكاذيب و مصداقيتها لا تتجاوز سعر المداد الجاف الذي كتبت به .
الذاكرة المرضية والمثقوبة لوكالة الانباء الرسمية للجنرالات تتناسى أنها بالأمس القريب نشرت موقف الجزائر الرافض لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل تراب صحرائه ووصفته الخارجية الجزائرية، في بيان سابق، أنه «ليس له أي أثر قانوني».
فكيف تجرد الجزائر المصابة بعاهة التخبط المرضي بداية السنة الجارية قرارا سياديا أمريكيا من شرعيته القانونية و الدبلوماسية و السياسية و تأتي اليوم لتتحدث عن صفقة مزعومة بين الرباط وواشنطن في مقابل استمرار هذه الأخيرة في تبني نفس القرار ؟.
الا ينطوي الامر على تناقض صارخ ونزوة مرضية لصرح الدبلوماسية الجزائرية الذي يتهاوى و يفقد منطقه و أسسه بشكل فج و مفضوح؟
اليس وزير خارجية الجزائر المطرود بوقادوم هو من أبلغ مباشرة مساعد وزير الخارجية الأمريكي بضرورة التزام واشنطن بـالحياد في نزاع الصحراء لخدمة أهداف السلام؟؟
فكيف اذن يتهم قصر المرادية قرارا لإدارة البيت الأبيض في عهد ترامب بغير القانوني , و يلمح اليوم الى تورط الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن بابرام صفقة مع الرباط و الاستمرار في تبني نفس الموقف الموسوم بالأمس باللاشرعية ؟؟؟
اليس هذا تعبير عن منتهى الابتذال و التخبط و الحربائية في تقدير الملفات و المستجدات و بناء المواقف و المواقع السياسية و الدبلوماسية من قضايا الساعة؟؟؟
اذا كان نظام الجنرالات بقصر المرادية يخشى أن يفقد ماء وجهه و معها مصداقيته و شرعية وجوده إذا أعلن المنتظم الدولي عن ادراج عصابة البوليساريو في مجالها المنطقي و المستحق ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية و الميليشيات الاجرامية المسلحة , فما عليها الا أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه العالم و تتبرأ و تتوب من خطيئة انشاء و رعاية و تمويل مشروع انفصالي بجينات إرهابية , أما أن تمعن و تسترسل في كبريائها المرضي و عنجهيتها المتحدية لمنطق التاريخ و تحديات اليوم , بمسلسل متراكم من المناورات و الأخطاء و التناقضات فإنها بذلك توقع بسبق الإصرار و الترصد على دخولها الطوعي و معها بلادها و شعبها في دوامة من الزلات و المثالب ستكون نتيجتها الحتمية هي الانتحار الذاتي الحتمي بحصيلة ثقيلة من رمزية و استقرار و سيادة و أمن دولة الجزائر شعبا و مؤسسات و تاريخا ....