2021 نونبر 15 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر‭ ‬و‭ ‬حلقات‭ ‬مسلسل‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭

لعمامرة‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬إقحام‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

تزامنا‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬مسلسل‭ ‬مناوراتها‭ ‬الدولية‭ ‬لتدويل‭ ‬قضية‭ ‬الشاحنات‭ ‬الجزائرية‭ ‬المحروقة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬ضواحي‭ ‬منطقة‭ ‬بئر‭ ‬لحلو‭ , ‬و‭ ‬عجزها‭ ‬عن‭ ‬حشد‭ ‬دعم‭ ‬افريقي‭ ‬أو‭ ‬عربي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ ‬الذي‭ ‬وظفته‭ ‬لابتزاز‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬عزل‭ ‬المغرب‭ , ‬عدلت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬خططها‭ ‬وفق‭ ‬نسق‭ ‬انتحاري‭ ‬جديد‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬اقحام‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬استباقية‭ ‬لجهود‭ ‬تبذل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬لطرد‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬المصطنع‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ .‬
 
وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائري‭ ‬رمتان‭ ‬لعمامرة‭ ‬الذي‭ ‬تحتضن‭ ‬عاصمة‭ ‬بلاده‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬المبرمجة‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬المقبل‭ ‬صرح‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬ستكون‭ ‬قمة‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ودعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والشعب‭ ‬الصحراوي‮»‬‭.‬
 
لعمامرة‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬عزمه‭ ‬فرض‭ ‬ملف‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬اعداده‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬القمة‭ , ‬يدرك‭ ‬جديدا‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬نأت‭ ‬بنفسها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬عن‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬النزاع‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬ميثاقها‭ ‬التأسيسي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬أعضائها‭ ‬و‭ ‬أجهزتها‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬العضو‭ ‬بالجامعة‭ ‬صيانة‭ ‬استقلالها‭ ‬و‭ ‬سيادتها‭ ‬الترابية‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬تدرك‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬موقف‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬باسم‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬باللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬بدورة‭ ‬الجمعية‭ ‬العام‭ ‬ال‭ ‬76‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬عبر‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المجموعة‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‏إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬واقعي‭ ‬لقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التوافق‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬‏ذات‭ ‬الصلة‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ , ‬و‭ ‬بذلك‭ ‬حينما‭ ‬يغامر‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬كمحتضن‭ ‬و‭ ‬رئيس‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬بمجرد‭ ‬محاولة‭ ‬اقحام‭ ‬ملف‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬مداولات‭ ‬القمة‭ ‬فهو‭ ‬بذلك‭ ‬يبتز‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية‭ ‬و‭ ‬يحاول‭ ‬فرض‭ ‬أجندته‭ ‬على‭ ‬زعماء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬معظمهم‭ ‬يرفض‭ ‬المساس‭ ‬بالحقوق‭ ‬الترابية‭ ‬الشرعية‭ ‬للمغرب‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬تلغيما‭ ‬متعمدا‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬و‭ ‬سعي‭ ‬استباقي‭ ‬لإفشالها‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬انعقادها‭ .‬
 
ثم‭ ‬إن‭ ‬تزامن‭ ‬مسعى‭ ‬الجزائر‭ ‬فرض‭ ‬الامر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬متسترا‭ ‬وراء‭ ‬الشعارات‭ ‬الوهمية‭ ‬و‭ ‬الكاذبة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬دعم‭ ‬فلسطين‭ ‬و‭ ‬التصدي‭ ‬لمسار‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ , ‬مع‭ ‬الإيحاء‭ ‬الى‭ ‬القيادة‭ ‬الانفصالية‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬باطلاق‭ ‬تهديدات‭ ‬مباشرة‭ ‬بتوسيع‭ ‬مجال‭ ‬المعارك‭ ‬و‭ ‬المواجهات‭ ‬الوهمية‭ ‬الى‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬استهداف‭ ‬الشركات‭ ‬النشيطة‭ ‬بالجنوب‭ ‬المغربي‭ ‬يكشف‭ ‬مستوى‭ ‬ورطة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬و‭ ‬صنيعته‭ ‬البوليساريو‭ ‬و‭ ‬خيبتهما‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬الانتكاسات‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المتتالية‭ ‬و‭ ‬فشلهما‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬استدراج‭ ‬الرباط‭ ‬الى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬تخلط‭ ‬الأوراق‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬الدولية‭ , ‬مما‭ ‬يبرر‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬خططهما‭ ‬الاستعراضية‭ ‬الجديدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الضجيج‭ ‬الفارغ‭ ‬و‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الابتزاز‭ ‬و‭ ‬الهروب‭ ‬الى‭ ‬الأمام‭ ‬عبر‭ ‬المنابر‭ ‬الدولية‭ ‬المتاحة‭ ‬و‭ ‬المتوفرة‭ .‬
 
قبل‭ ‬أيام‭ ‬دعا‭ ‬عقيد‭ ‬جزائري‭ ‬متقاعد‭ ‬بسلاح‭ ‬الجو‭ ‬ببرنامج‭ ‬تلفزيوني‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬الى‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬المغربي‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬الجزائر‭ ‬الى‭ ‬بيت‭ ‬الطاعة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬الأممية‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ .‬
 
يمكن‭ ‬بسهولة‭ ‬تفهم‭ ‬مختلف‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المتشنجة‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬العصيان‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬التسلل‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬المسلسل‭ ‬الأممي‭ ‬و‭ ‬الانتفاع‭ ‬الطفيلي‭ ‬من‭ ‬تطوراته‭ ‬و‭ ‬منعرجاته‭ .‬
 
الجزائر‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬الباب‭ ‬المسدود‭ ‬و‭ ‬أي‭ ‬حماقة‭ ‬أو‭ ‬مناورة‭ ‬آنية‭ ‬أو‭ ‬مستقبلية‭ ‬من‭ ‬طرفها‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الا‭ ‬تعبيرا‭ ‬و‭ ‬سلوكا‭ ‬يبرر‭ ‬وضع‭ ‬العزلة‭ ‬و‭ ‬الإحباط‭ ‬التي‭ ‬تعيشه‭ .... ‬
 



في نفس الركن