2024 ماي 28 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر‭ ‬تفشل‭ ‬في‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬بصمة‭ ‬نجاح‭ ‬وتألق‭ ‬التجربة‭ ‬المغربية‭ ‬الفريدة‭ ‬بالمنتدى‮ ‬العالمي‭ ‬للماء‮ ‬

الجارة الشرقية حاولت‭ ‬السطو‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬السقي‭ ‬التقليدي‭ ‬العريق‭ ‬بالخطارات‭


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

بعد‭ ‬محاولاتهم‭ ‬الحثيثة‭ ‬للسطو‭ ‬على‭ ‬القفطان‭ ‬والزليج‮ ‬الفاسي‭ ‬ووصفات‭ ‬من‭ ‬الطبخ‭ ‬المغربي‭ ‬ضمن‭ ‬مسعى‭ ‬التطاول‭ ‬على‮ ‬التراث‭ ‬اللامادي‭ ‬المغربي‭ ‬الموغل‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ونسبه‭ ‬إلى‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية،‭ ‬جاء‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الايكولوجي‭ ‬التاريخي‭ ‬للمملكة‭ ‬لتمتد‭ ‬إليه‭ ‬أطماع‭ ‬نظام‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬على‭ ‬هامش‮ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬للماء‭ ‬ببالي،‭ ‬وذلك‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬فضيحة‭ ‬رئيس‭ ‬الوفد‭ ‬الجزائري‭ ‬بالمؤتمر‭ ‬المذكور‮ ‬الذي‭ ‬قاطع‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للمنتدى‭ ‬وزعم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يقوم‮ ‬بالتجفيف‭ ‬‮ ‬المقصود‭ ‬والممنهج‭ ‬لبعض‭ ‬السدود‭ ‬الجزائرية‭.‬
 
أمام‭ ‬عجز‭ ‬الوفد‭ ‬الجزائري‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إيفاده‭ ‬إلى‭ ‬أندونيسيا،‭ ‬عن‭ ‬مجاراة‭ ‬ومقارعة‭ ‬أجواء‭ ‬التألق‭ ‬والتميز‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬المشاركة‭ ‬المغربية‭ ‬بمواضيع‭ ‬ولقاءات‭ ‬وتجارب‭ ‬غنية‭ ‬ومفيدة‭ ‬للإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تدبير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬لجأ‭ ‬أفراد‭ ‬الوفد‭ ‬الجزائري‭ ‬الى‭ ‬أسلوب‭ ‬المناكفة‭ ‬وسياسة‭ ‬الحقد‭ ‬والضغينة‭ ‬ومناورات‭ ‬التنقيص‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬وميزة‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬راكمته‭ ‬الخبرة‭ ‬والمصداقية‭ ‬والسمعة‭ ‬المغربية‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬والتي‭ ‬حولت‭ ‬جناح‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالمنتدى‭ ‬الى‭ ‬قبلة‭ ‬لكبار‭ ‬الخبراء‭ ‬والوفود‭ ‬والشخصيات‭ ‬الدولية‭ ‬المختصة‭ ‬بموضوع‭ ‬المنتدى‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬المغربية‮ ‬الفريدة‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ .‬
 
عضوة‭ ‬محسوبة‭ ‬على‭ ‬الوفد‭ ‬الجزائري‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬ما‭ ‬تنغص‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الناجحة‭ ‬للمغرب،‭ ‬غير‭ ‬الادعاء‭ ‬كذبا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬قام‭ ‬بمحاولة‭ ‬سرقة‭ ‬تراث‭ ‬نظام‭ ‬السقي‭ ‬التقليدي‮«‬الفقارة‮»‬‭ ‬المتواجد‭ ‬بالجزائر‭ ‬حسب‭ ‬زعم‭ ‬المسؤولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصحراء‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية‭ ‬بمناطق‭ ‬أدرار‭ ‬تيميمون،‭ ‬وتيديكالت‭.‬
 
وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المسؤولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تدرك‭ ‬معنى‭ ‬ما‭ ‬تتفوه‭ ‬به‭ ‬بورشة‭ ‬بمنتدى‭ ‬عالمي‭ ‬متخصص،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تلقينها‭ ‬جمل‭ ‬بدون‭ ‬معنى‭ ‬وتكليفها‭ ‬بترديدها‭ ‬دون‭ ‬إدراك‭ ‬لعواقبها‭.‬
 
الوفد‭ ‬الجزائري‭ ‬يتعمد‭ ‬مجددا‭ ‬التطاول‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬السقي‭ ‬التقليدي‭ ‬المعروف‭ ‬بالخطارات‭ ‬وهو‭ ‬نظام‮ ‬هيدروليكي‭ ‬وإيكولوجي‭ ‬يسمح‭ ‬بنقل‭ ‬الماء‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬بشكل‭ ‬جاذبي‭ ‬عبر‭ ‬الصحراء‭ ‬القاحلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬وسقي‭ ‬واحة‭ ‬معينة،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‮ ‬مجهود‭ ‬ميكانيكي‭ ‬أو‭ ‬طاقي‭.‬
 
الخطارة‭ ‬تراث‭ ‬مغربي‭ ‬خالص‮ ‬بني‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بالمغرب‭ ‬منذ‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬سنة،‭ ‬و‭ ‬يخدم‭ ‬فضاءات‭ ‬صحراوية‭ ‬واسعة‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬مكونا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وثقافيا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬المملكة،‭ ‬كما‭ ‬بنيت‭ ‬تنظيمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬جنبات‭ ‬الخطارات،‭ ‬وارتكز‭ ‬البشر‭ ‬فيها‭ ‬نظرا‭ ‬لتوفر‭ ‬التدبير‭ ‬اليومي‭ ‬للمياه‭.‬
 
ويبقى‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬القلائل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتمتع‭ ‬بأنظمة‭ ‬نقل‭ ‬نشيطة‭ ‬للمياه،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬أروقة‭ ‬تحت‭ ‬أرضية‭ ‬اصطناعية،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬حاليا‭ ‬بالمغرب‭ ‬حوالي‮ ‬300‮ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬يستفيدون،‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تدرها‭ ‬عليهم‭ ‬الخطارات‭ ‬النشطة‭.‬
 
ويبذل‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬جهودا‭ ‬لإدراج‭ ‬نظام‭ ‬الخطارات‭ ‬ضمن‭ ‬التراث‭ ‬اللامادي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اليونسكو‮ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬أنظمة‭ ‬السقي‭ ‬التقليدية‭ ‬والذكية‭ ‬بالمغرب،‭ ‬حيث‭ ‬تمتد‭ ‬لأزيد‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬وتتواجد‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي،‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬تراثا‭ ‬إنسانيا‭ ‬حضاريا‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬عبقرية‭ ‬الانسان‭ ‬الواحي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬خصائص‭ ‬البيئة‭ ‬الجافة‭ .‬
 
تم‭ ‬إدراج‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المائي‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬والمستمر‭ ‬منذ‭ ‬قرون،‭ ‬ضمن‭ ‬ملف‭ ‬ترشيح‭ ‬‮«‬المهارات‭ ‬والمعارف‭ ‬التقليدية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالخطارات‮»‬،‭ ‬كعناصر‮ ‬في‭ ‬لائحة‮ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ , ‬و‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يؤشر‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬وإنساني‮ ‬للمغرب‭ ‬وتتويجا‭ ‬لهذا‭ ‬الأخير‭ ‬كبلد‭ ‬‭ ‬يعد‭ ‬الأكثر‭ ‬غنى‭ ‬بين‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المواقع‮ ‬والأنشطة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المدرجة‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬اللامادي،‭ ‬وذلك‭ ‬للتناغم‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬والموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬للمملكة‭ .‬
 
وبمنتدى‭ ‬بالي‭ ‬للماء‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬العاشرة‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬الجزائر‭ ‬للتشويش‭ ‬على‭ ‬البصمة‭ ‬الإيجابية‭ ‬والوازنة‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬المشاركة‭ ‬المغربية،‭ ‬احتضن‮ ‬جناح‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالمنتدى‭ ‬العالمي،‭ ‬فعالية‭ ‬هامة‮ ‬حول‭ ‬موضوع‭: ‬‮«‬إنجاز‭ ‬متحف‭ ‬بيئي‭ ‬لواحة‭ ‬الرشيدية‭ ‬بالمغرب‮» ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬شبكة‭ ‬المتاحف‭ ‬العالمية‭ ‬للمياه،‭ ‬ومدير‭ ‬شبكة‭ ‬المتاحف‭ ‬العالمية‭ ‬للمياه‭ ‬وممثل‭ ‬برنامج‭ ‬اليونسكو‭ ‬الدولي‭ ‬للهيدرولوجيا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمتدخلين‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء،‭ ‬حيث‭ ‬ناقش‭ ‬الاجتماع‭ ‬موضوع‮ ‬إنشاء‭ ‬متحف‭ ‬بيئي‭ ‬للواحات‭ ‬في‭ ‬الرشيدية،‭ ‬سيُعتبر‭ ‬أول‭ ‬متحف‭ ‬للواحات‭ ‬يتم‭ ‬تشييده‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خبراء‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬للمتاحف‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمياه‭ ‬وخبراء‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهيدرولوجيا‭.‬
 
وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تتجرأ‭ ‬الألسن‭ ‬المتطفلة‭ ‬والنوايا‭ ‬الخبيثة‭ ‬والمناورات‭ ‬القذرة‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يترأس‮ ‬الشبكة‭ ‬الدولية‭ ‬لمنظمات‭ ‬الأحواض‮ ‬المائية‭ ‬بالعالم‭ ‬والطعن‭ ‬في‭ ‬سمعته‭ ‬ومصداقيته‭ ‬وخبراته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء‭ ‬التي‭ ‬تحولت‮ ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬بشهادة‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتغذية‭ ‬والزراعة‭ (‬الفاو‭).‬



في نفس الركن