2024 فبراير 12 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر‭ ‬تشوش‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬وفد‭ ‬نيابي‭ ‬مغربي‭ ‬لموريتانيا‭

الرباط‭ ‬و‭‬نواكشوط‭ ‬يعلنان‭ ‬عن‭ ‬منتدى‭ ‬برلماني‭ ‬سنوي‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية


*العلم ووكالات*

قرر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬المغربي‭ ‬و‭‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬الموريتانية‭ ‬إطلاق‭ ‬منتدى‭ ‬برلماني‭ ‬مغربي‭ - ‬موريتاني‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬السمو‮ ‬بها‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬ثنائية‭ ‬إلى‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬تخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬للبلدين‭ ‬الجارين‮ ‬‭.‬

وسيشكل‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى،‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بالتناوب،‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬ونواكشوط،‭ ‬مناسبة‭ ‬لتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬وإرساء‭ ‬الشراكات،‭ ‬كما‭ ‬ستتم‭ ‬دعوة‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬لهذا‭ ‬المنتدى‭.‬

وكان‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬البرلماني‭ ‬محور‭ ‬مباحثات‭ ‬جرت‭ ‬بنواكشوط،‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬رشيد‭ ‬الطالبي‭ ‬العلمي،‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الموريتانية،‭ ‬محمد‭ ‬بمب‭ ‬مكت‭.‬

وتمحورت‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬النهوض‭ ‬بالتعاون‭ ‬البرلماني‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬شراكة‭ ‬أكثر‭ ‬تقدما‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الدينامية‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تطبع‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية‭.‬

المثير،‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬استبقت‭ ‬زيارة‭ ‬الوفد‭ ‬النيابي‭ ‬المغربي‭ ‬لنواكشوط،‮ ‬ولجأت‭ ‬كعادتها‭ ‬إلى‭ ‬مناورة‭ ‬جديدة‭ ‬للتشويش‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬اللقاء‭ ‬المغربي‭ ‬الموريتاني‭ ‬المبرمج‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ .‬

الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬و‭‬الذي‭ ‬يخوض‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬سباقا‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬محموما‭ ‬للإفلات‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬لبلاده‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬أزمته‭ ‬المتصاعدة‭ ‬مع‭ ‬مالي‭ ‬ودول‭ ‬تجمع‭ ‬الساحل‭ ‬أوفد‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬أحمد‭ ‬عطاف‭ ‬الى‭ ‬موريتانيا‭ ‬ساعات‭ ‬قبل‭ ‬وصول‭ ‬الوفد‭ ‬المغربي‭ ‬حاملا‭ ‬رسالة‭ ‬خطية‭ ‬من‭ ‬تبون‭ ‬الى‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‮ ‬تناولت‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬عطاف‭ ‬بأنها‭ ‬تعيش‭ ‬حاليا‭ ‬أبهى‭ ‬مراحلها‭ ‬التاريخية‭ ‬تطوراً‭ ‬وحركيةً،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬المشاريع‭ ‬التكاملية‭ ‬والإندماجية‭ ‬التي‭ ‬تخصصها‭ ‬الجزائر‭ ‬لموريتانيا‭ .‬

عطاف‭ ‬و‭‬قبل‭ ‬السفر‭ ‬الى‭ ‬نواكشوط‮  ‬حيث‭ ‬عقد‭ ‬مباحثات‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬موريتانيا‭ ‬محمد‭ ‬سالم‭ ‬ولد‭ ‬مرزوك‭ ,‬كان‭ ‬قد‭ ‬زار‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا‭ ‬كما‭ ‬استقبل‭ ‬بالجزائر‭ ‬قياديا‭ ‬بالجبهة‭ ‬الانفصالية‭ ‬بتندوف،‮  ‬ضمن‭ ‬ترتيبات‭ ‬يجمع‭ ‬الملاحظون‭ ‬أنها‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬بجدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬الافريقية‭ ‬التي‭ ‬تنعقد‭ ‬قريبا‭ ‬بعد‭ ‬توافق‭ ‬أعضاء‭ ‬المجموعة‮ ‬الإقليمية‭ ‬لشمال‭ ‬افريقيا‮ ‬بالاتحاد‭ ‬القاري‭ ‬التي‭ ‬تضم‮ ‬المغرب،‭ ‬الجزائر،‭ ‬مصر،‭ ‬ليبيا‮  ‬موريتانيا،‮ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬ترشيح‭ ‬موريتانيا‭ ‬للرئاسة‭ ‬الدورية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬وبالتالي‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬مناورات‭ ‬الجزائر‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‮  ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المهمة‭ .‬

الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‮ ‬كان‮  ‬قائدها‭ ‬قد‭ ‬أجرى‭ ‬اتصالا‭ ‬هاتفيا‭ ‬بكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬أنطوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬الى‭ ‬موضوع‭ ‬النزاع‮  ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬تحاول‭ ‬بجميع‭ ‬الطرق‭ ‬الممكنة‭ ‬إفشال‭ ‬المشروع‮  ‬المغربي‭ ‬بالانفتاح‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬الذي‭ ‬تحمست‭ ‬له‭ ‬وانخرطت‭ ‬فيه‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الساحل،‭ ‬عبر‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬موريتانيا‭ ‬وإغرائها‭ ‬بمشاريع‭ ‬هيكلية‭ ‬تمولها‭ ‬الخزينة‭ ‬الجزائرية‭ ‬نظير‭ ‬التزامها‭ ‬بعدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬المغربي‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬ترابها‭ ‬رهن‭ ‬اشارته‭.‬

موسكو‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬التحركات‭ ‬المريبة‭ ‬للجزائر‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬و‭‬تعارضها‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لروسيا‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وجهت‭ ‬أخيرا‭ ‬رسائل‮ ‬عديدة‮ ‬الى‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬تفيد‭ ‬عدم‭ ‬إرتياح‭ ‬الكريملين‮ ‬لأجندات‭ ‬الجزائر‭ , ‬و‭‬تمثلت‮  ‬آخرها‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬تمثيلية‭ ‬البلدين‭ ‬بالدورة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المشاورات‭ ‬السياسية‭ (‬الجزائرية‭- ‬الروسية‭) ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬موسكو‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‮  ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسى،‭ ‬ميخائيل‭ ‬بوغدانوف‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬لوناس‭ ‬مقرمان‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬وهي‭ ‬أدنى‭ ‬تمثيل‭ ‬دبلوماسي‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الحليفين‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ .‬

وكانت‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬والجزائر‭ ‬قد‭ ‬إعتراها‭ ‬الفتور‮ ‬قبل‭ ‬أشهر،‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬الرئيس‭ ‬بوتين‭ ‬دعم‭ ‬الترشيح‭ ‬الجزائري‭ ‬لعضوية‭ ‬تجمع‭ ‬البريكس‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬فيه‭ ‬محور‭ ‬موسكو‭ /‬بيكين‭ / ‬بريتوريا‭.



في نفس الركن