2025 يناير 8 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر‭ ‬المعزولة‭ ‬في‭ ‬غربي‭ ‬أفريقيا‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬شماليها‭ ‬


العلم الإلكترونية - الرباط
 
عزلت‭ ‬الجزائر‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬‮ ‬بانتهاجها‭ ‬لسياسة‭ ‬الجوار‭ ‬المتضاربة‭ ‬مع‭ ‬قواعد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬و‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لاستمرارها‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬شمالي‭ ‬أفريقيا‭ ‬و‭ ‬غربيها‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حقبة‭ ‬مضت‭ ‬كانت‭ ‬الجزائر‭ ‬فيها‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬تقود‭ ‬مجموعة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تتقدم‭ ‬المعسكر‭ ‬التقدمي‭ ‬الاشتراكي‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬‮ ‬مرحلة‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمعظم‭ ‬دولها‭ . ‬

ويأتي‭ ‬اجتماع‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬،‭ ‬وجمع‭ ‬بين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني،‭ ‬ليزيد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬عزلةً‭ ‬وانقطاعاً‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬ينتسب‭ ‬إليه،‭ ‬ويضاعف‭ ‬من‭ ‬‮ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬‮ ‬الإقليمي،‭ ‬ومسايرة‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الصحافية‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬أبوظبي،‭ ‬فإن‭ ‬القراءة‭ ‬المتأنية‭ ‬والمتعمقة‭ ‬لأبعاد‭ ‬الحدث‭ ‬،‭ ‬ترجح‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬المراقبون‭ ‬بالمفاجئة،‭ ‬بحثت‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير،‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية،‭ ‬بحيث‭ ‬يتوقع‭ ‬إنجاز‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬الأطلسية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬تشمل‭ ‬فوائدها‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬السنيغال‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭.‬

وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الجزائر‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬فريداً‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬،‭ ‬‮ ‬وستبقى‭ ‬معزولة‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ظلت‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬تعمل،‭ ‬وبكل‭ ‬الوسائل‭ ‬،‭ ‬للولوج‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬،‭ ‬عبر‭ ‬المشروع‭ ‬الانفصالي‭ ‬الوهمي‭ ‬القاضي‭ ‬بخلق‭ ‬كيان‭ ‬هجين‭ ‬،‭ ‬تكون‭ ‬الجزائر‭ ‬هي‭ ‬المستفيدة‭ ‬الأولى‭ ‬منه‭.‬

فبهذه‭ ‬السياسة‭ ‬المتنافية‭ ‬مع‭ ‬أبسط‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬منيت‭ ‬الجزائر‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تمنى‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬وستظل‭ ‬كذلك،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ترعوِ‭ ‬عن‭ ‬غيها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تبدل‭ ‬من‭ ‬أحوالها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تؤوب‭ ‬إلى‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬المشروعية‭ ‬،‭ ‬وتعترف‭ ‬بالأمر‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬المتوالية‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬المغرب،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬التاريخية‭ ‬المشروعة،‭ ‬‮ ‬وحماية‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ .‬

ومن‭ ‬الإيحاءات‭ ‬المباشرة‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬المنعقدة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬أبوظبي‮»‬‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬صارت‭ ‬دولة‭ ‬معزولة‭ ‬تمام‭ ‬الانعزال،‭ ‬ونظاماً‭ ‬مفلساً‭ ‬،‭ ‬يحث‭ ‬الخطى‭ ‬نحو‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬منبوذا‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬حافة‭ ‬الانهيار‭ ‬لأية‭ ‬دولة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ .‬

إن‭ ‬دخول‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية‭ ‬،‭ ‬يعكس‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ومعها‭ ‬الشقيقة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الموريتانية‭ ‬،‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يؤكد‭ ‬الثقة‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المستنيرة‭ ‬والحكيمة،‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬بقدرما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬العربيين‭ ‬،‭ ‬‮ ‬‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخاص‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الكبير‭ ‬،‭ ‬هما‭ ‬الاختيار‭ ‬السليم‭ ‬،‭ ‬لفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬،‭ ‬للانفتاح‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬و‭ ‬الأمريكيتين‭ ‬،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ .‬

و‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬رشحت‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬،‭ ‬شحيحة‭ ‬لحد‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬نجزم‭ ‬بأننا‭ ‬إزاء‭ ‬مشروع‭ ‬حضاري‭ ‬لتغيير‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لبناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدإ‭ ‬رابح‭ ‬رابح‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭.‬

وتبقى‭ ‬الجزائر‭ ‬خارج‭ ‬التغطية،‭ ‬لأنها‭ ‬اختارت‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يليق‭ ‬بنظامها،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بشعبها‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬يحرم‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬و‭ ‬التطور‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الثمينة‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬العصر‭ ‬للشعوب‭ .‬



في نفس الركن