2022 نونبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر:‭ ‬بين‭ ‬بروباغندا‭ ‬الانتصارات‭ ‬الوهمية‭ ‬و‭‬فضيحة‭ ‬جماجم‭ ‬الشهداء‭ ‬المزيفين


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط

الجزائر‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬المحفل‭ ‬العربي‭ ‬وعوض‭ ‬الانكباب‭ ‬على‭ ‬تمرين‭ ‬التقييم‭ ‬الذاتي‭ ‬للقمة‭ ‬واستلهام‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬التنظيم،‭ ‬سارعت‭ ‬الى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مشجب‭ ‬جاهز‭ ‬لتعلق‭ ‬عليه‭ ‬تعابير‭ ‬الفشل‭ ‬والتخبط‭ ‬والتلويح‭ ‬بقميص‭ ‬عثمان‭ ‬جديد‭ ‬لتبرير‭ ‬مسلسل‭ ‬الهفوات‭ ‬البروتوكولية‭ ‬التي‭ ‬وسمت‭ ‬أيام‭ ‬القمة‭.‬

وكالة‭ ‬الانباء‭ ‬الجزائرية‭ ‬الرسمية‭ ‬ومعها‭ ‬جيش‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الجزائريين‭ ‬وسدنة‭ ‬معبد‭ ‬جنرالات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬سارعوا‭ ‬كلهم‭ ‬الى‭ ‬اطلاق‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تجرح‭ ‬في‭ ‬سمعة‭ ‬و‭ ‬مصداقية‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬تتهمه‭ ‬مباشرة‭ ‬بتعمد‭ ‬إفشال‭ ‬العرس‭ ‬العربي‭...‬

لم‭ ‬يسبق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬اتهمت‭ ‬دولة‭ ‬محتضنة‭ ‬جارة‭ ‬لها‭ ‬بالتشويش‭ ‬على‭ ‬الحدث،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تسوق‭ ‬ذات‭ ‬الدولة‭ ‬المنظمة‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬لنفس‭ ‬القمة‭.‬

أي‭ ‬تناقض‭ ‬و‭ ‬غباء‭ ‬هذا‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬الكابرانات‭ ...‬ادعاء‭ ‬فعل‭ ‬التشويش‭ ‬المتعمد‭ ‬على‭ ‬القمة‭ ‬والزعم‭ ‬بأنها‭ ‬ناجحة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬؟؟

من‭ ‬ألطاف‭ ‬السياسة‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬الرئاسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬الدورية‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬لن‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬الزمان‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬بالرياض‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬المقبل‭.‬

غير‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬سيفقدون‭ ‬هدوءهم‭ ‬واتزانهم‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬سيصدر‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬و‭ ‬حاشيته‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬مزاجية‭ ‬و‭ ‬سلوكيات‭ ‬صبيانية‭ ‬ستشتت‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭.‬

الجزائر‭ ‬تدعي‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربي‭ ‬و‭ ‬لكنها‭ ‬تتعمد‭ ‬بسبق‭ ‬إصرار‭ ‬إقصاء‭ ‬اتحاد‭ ‬المغربي‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬معادلة‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ , ‬تركت‭ ‬عتبة‭ ‬بيتها‭ ‬ملطخا‭ ‬وذهبت‭ ‬لتنظيف‭ ‬صحن‭ ‬الجيران‭ ...‬

النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يرفض‭ ‬تصفية‭ ‬خلافاته‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أقرب‭ ‬جيرانه‭ ‬و‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬يزعم‭ ‬بإصرار‭  ‬أنه‭ ‬مؤهل‭ ‬على‭ ‬حلحلة‭ ‬الأزمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والليبية‭ ‬والسودانية‭ ‬وهلم‭ ‬جرا‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬الأمة‭ ‬المعقدة‭ ..‬

لا‭ ‬يهم‭ ‬كثيرا‭ ‬مستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬الجغرافي‭ ‬المحدود‭ ‬بالقمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ولا‭ ‬طبيعة‭ ‬وقوة‭ ‬مخرجاتها،‭ ‬يكفي‭ ‬للحكم‭ ‬مسبقا‭ ‬على‭ ‬فشلها‭ ‬المبرمج‭ ‬أن‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬نظمها‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بذلك‭ ‬أملا‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة‭ ‬و‭ ‬المرافعة‭ ‬عن‭ ‬قضاياها‭ ‬المصيرية‭ , ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬تصور‭ ‬القمة‭ ‬كغنيمة‭ ‬سائبة‭ ‬و‭ ‬جسر‭ ‬لفك‭ ‬العزلة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬بئيس‭ ‬يقتات‭ ‬من‭ ‬رأسماله‭ ‬المعنوي‭ ‬ويتعمد‭ ‬دوما‭ ‬وضع‭ ‬مصداقيته‭ ‬على‭ ‬المحك‭ .‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬تصور‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬دولة‭ ‬تحترم‭ ‬نفسها‭ ‬يطلق‭ ‬إعلامه‭ ‬المأجور‭ ‬و‭ ‬التابع‭ ‬للتهجم‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ , ‬و‭ ‬التحذير‭ ‬مسبقا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يسرق‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الجنرالات‭ ‬أضواء‭ ‬القمة‭ , ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬لك‭ ‬للتحسر‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬نفس‭ ‬القائد‭ ‬و‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬عدم‭ ‬حضوره‭ ‬للقمة‭ ‬فوت‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬للمصالحة‭ ‬؟‭.‬

أي‭ ‬تناقض‭ ‬و‭ ‬ديماغوجية‭ ‬هذه‭ . ‬تطرد‭ ‬الطاقم‭ ‬الإعلامي‭ ‬لدولة‭ ‬عربية‭ ‬جارة‭ ‬و‭ ‬تدعي‭ ‬دون‭ ‬حياء‭ ‬أنها‭ ‬تشوش‭ ‬عليها‭ ‬سبل‭ ‬النجاح‭ ‬و‭ ‬التميز؟؟؟

الواقع‭ ‬و‭ ‬الحقيقة‭ ‬الساطعة‭ ‬أن‭ ‬شطحات‭ ‬و‭ ‬خرجات‭ ‬رمتان‭ ‬لعمامرة‭ ‬و‭ ‬زبانيته‭ ‬المتهجمة‭ ‬دوما‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬أو‭ ‬تحفظ‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ , ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الا‭ ‬خطابا‭ ‬للتسويق‭ ‬الداخلي‭ ‬وسلوكا‭ ‬معهودا‭  ‬لتدجين‭  ‬و‭ ‬شحن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬و‭ ‬التعصب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬و‭ ‬قلوب‭ ‬الجزائريين‭ ‬على‭ ‬جيرانهم‭ .‬

على‭ ‬طريق‭ ‬وزير‭ ‬الدعاية‭ ‬النازي‭ ‬جوزيف‭ ‬غوبلز‭ ‬يبدع‭ ‬الحكام‭ ‬الجزائريون‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬الانتصارات‭ ‬والبطولات‭ ‬الوهمية‭ ‬لشعوبهم‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتحويل‭ ‬أنظار‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬فضائح‭ ‬أو‭ ‬كوارث‭ ‬داخلية‭.‬

في‭ ‬حالة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬هل‭ ‬فشلت‭ ‬أو‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬أهدافها‭ ‬المسطرة‭ , ‬فالبروباغندا‭ ‬الكاذبة‭ ‬و‭ ‬المسرفة‭ ‬في‭ ‬الغرور‭  ‬المواكبة‭ ‬لها‭ ‬ترتبط‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬المتتبعين‭ ‬مع‭ ‬حرص‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬فضيحة‭ ‬مستجدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بانتصار‭ ‬وهمي‭ ‬و‭ ‬كاذب‭ ‬سوقته‭ ‬نفس‭ ‬الماكينة‭ ‬الدعائية‭ ‬العسكرية‭ ‬للجزائريين‭ ‬لسنوات‭ ...‬

الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقائق‭ ‬كشفتها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬النيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأكدتها‭ ‬مداولات‭ ‬حديثة‭ ‬لمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الفرنسي‭ ‬و‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الجزائريين‭ ‬الذين‭ ‬واكبوا‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬سربا‭ ‬من‭ ‬المقاتلات‭ ‬الجزائرية‭ ‬يستقبل‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬الجزائرية‭  ‬رفات‭ ‬جماجم‭ ‬مجاهدين‭ ‬جزائريين‭ ‬تم‭ ‬استرجاعها‭ ‬حسب‭ ‬الرواية‭ ‬الرسمية‭ ‬الجزائرية‭ ‬من‭ ‬متحف‭ ‬الانسان‭ ‬بباريس‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ ‬مريرة‭ ‬مع‭ ‬قصر‭ ‬الإليزيه،‭ ‬وشاهدوا‭ ‬رئيسهم‭ ‬تبون‭ ‬ينحني‭ ‬بإجلال‭ ‬واحترام‭ ‬أمام‭ ‬توابيت‭ ‬الجماجم‭ ‬المقدسة‭ .‬

حقائق‭ ‬الخديعة‭ ‬والانتصار‭ ‬الوهمي‭ ‬الكاذب‭ ‬المسروق‭ ‬والمسوق‭ ‬بمساحيق‭ ‬مزيفة‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الغرور‭ ‬والكبرياء‭ ‬ستتجلى‭ ‬للعيان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬جماجم‭  ‬الشهداء‭ ‬‮«‬‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استردادها‭ ‬كما‭ ‬يردد‭ ‬الاعلام‭ ‬الجزائري‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتداد‭ , ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬وديعة‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعيدها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الى‭ ‬متحف‭ ‬باريس‭ ‬الطبيعي‭, ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬نسبة‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬الرفات‭ ‬المنسوب‭ ‬الى‭ ‬مقاومين‭ ‬بالثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬ضد‭ ‬المستعمر‭ , ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موثق‭ ‬و‭ ‬تؤكده‭ ‬النيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الى‭ ‬لصوص‭ ‬و‭ ‬جنود‭ ‬جزائريين‭ ‬خدموا‭ ‬لدى‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحولوا‭ ‬الى‭ ‬أبطال‭ ‬ذاكرة‭ ‬مزيفة‭ .‬



في نفس الركن