العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
في محاولة جديدة لكسب ثقة البيت الأبيض و استمالة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد الى صف قصر المرادية و تفادي سيناريو الرئيس الأوكراني ، فولوديمير زيلينسكي الذي تعرض قبل أسبوعين لإهانة على المباشر بقلب البيت الأبيض بعد تحفظه على توقيع صفقة تزويد الولايات المتحدة بمعادن أوكرانية , كلف قصر المرادية ممثله بواشنطن السفير صبري بوقادوم بمهمة عرض الموارد الطبيعية و النفطية بالجزائر على إدارة الرئيس ترامب في مقابل موافقة الأخير على تزويد الجزائر بأسلحة أمريكية و الكف عن سياسة تفضيل المغرب على جارتها الشرقية في مجالات التعاون العسكري ...
أياما يعد تأكيد الرئيس الجزائري إستعداد بلاده للتطبيع الكامل مع إسرائيل , أكد سفير الجزائر بواشنطن أن بلاده مستعدة لبحث فرص التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساسية المطلوبة عالميًا، مضيفا في السياق أن بلاده تمتلك بيئة مناسبة لاستضافة مراكز البيانات بتكاليف أقل مقارنة بالخيار المتاح حاليًا.
صبري بوقادوم كشف بالمناسبة أن الجزائر والولايات المتحدة بصدد وضع خطط تنفيذية قصيرة المدى لتعزيز شراكتهما الأمنية، مع إمكانية عقد صفقات تسليح، وذلك في إطار الاتفاقية الثنائية الجديدة التي تم توقيعها في يناير الماضي.
و بخطوة ترضية و استمالة طاقم الرئيس الأمريكي ترامب بعد فترة من التصعيد الطويل و التهجم عليه بعد توقيعه مع نهاية عهدته الرئاسية الأولى على مرسوم رئاسي يعترف بمغربية الصحراء و بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية , شرعت الجزائر متأخرة في ممارسة دبلوماسية الخضوع و الهدنة بعد فشل سياسة الابتزاز و حملات الضغط و اللوبيينغ في عرقلة التقارب المغربي الأمريكي على الصعيدين الأمني و الاستراتيجي ...
العارفون بخبايا المطبخ الداخلي لقصر المرادية يؤكدون أن مبعوثين للرئيس الجزائري عرضوا سرا على محيط الرئيس الأمريكي صفقة تقضي بقيام الجزائر بالتفكيك التدريجي لمراكز النفود الاقتصادي و العسكري للصين و روسيا بمنطقة الساحل الافريقي و شمال افريقيا تمهيدا لتنصل النظام الجزائري من كافة ارتباطاته و شراكاته العسكرية مع موسكو في مقابل إعلان الولايات المتحدة الجزائر كشريك استراتيجي رئيسي لها بالمنطقة و إلغاء جميع مشاريعها العسكرية و الأمنية المبرمجة مع المغرب و على رأسها مشروع القاعدة الاستراتيجية العسكرية بجنوب المغرب و صفقات تزويد الرباط بمعدات عسكرية متطورة كفيلة بقلب موازين القوى العسكرية و معادلات النفوذ الاستراتيجي بالمنطقة .
و لبلوغ هذه الأهداف الاستراتيجية تضع القيادة العسكرية الجزائرية نصب أعينها هدف تحييد التنسيق العسكري المتطور جدا الذي يجمع المملكة المغربية و وزارة الدفاع الأمريكية و محاولة إستقطاب إسبانيا الى الأجندة الجزائرية من خلال تصوير التفوق العسكري المغربي المتزايد بدعم أمريكي كتهديد مباشر لمصالح مدريد بالمنطقة ...
في نفس السياق تؤكد التسريبات أن استدعاء وزارة الخارجية الجزائرية قبل أيام للسفير الفرنسي المعتمد لديها للاحتجاج على مناورات عسكرية مشتركة يحتمل أن تجمع المغرب وفرنسا بالقرب من الحدود الجزائرية، لا يعبر فقط عن حالة الرعب و التخبط التي تعتري النظام الحاكم في الجارة الشرقية بل ينطوي أيضا عن رسالة مشفرة موجهة للبيت الأبيض الأمريكي مفادها أن الجزائر التي تحاول الاستثمار في واقع التشنج الذي يعتري علاقات الايليزي وورائه الاتحاد الأوروبي مع الساكن الجديد للبيت الأبيض تمتلك وحدها القدرة بالمنطقة على نسف و إضعاف المصالح و الأجندات الفرنسية بشمال افريقيا و الساحل بعد أن خصصت الخزينة الجزائرية مئات ملايين الدولارات لإقناع حكومات بالساحل الافريقي على فك ارتباطاتها الاقتصادية و العسكرية مع فرنسا بعد اصطفاف الأخيرة مع المغرب في ملف وحدته الترابية ..
و مهما يكن فإن النظام الحاكم بالجزائر الذي ما زال يعيش على ارتدادات و عواقب سياسته الخارجية العدائية تجاه جيرانه المباشرين و غير المباشرين , يحاول جاهدا إيجاد هوامش و ثغرات للإفلات من عزلته الإقليمية و الدولية من خلال خلط الاوراق و العودة الى سلوك الصفقات المغرية التي قد تصل الى حدود الى التنصل علنا من مواقفها السابقة المرتبطة برفض فكرة التطبيع مع إسرائيل و التلويح مستقبلا بالقبول بالانضمام الى مسلسل اتفاقيات أبراهام إذا كان هذا الخيار سيمنح حظوة استراتيجية أمريكية للجزائر كلاعب أساسي و نافذ لخطط الرئيس ترامب بمنطقة شمال افريقيا.