2024 دجنبر 28 - تم تعديله في [التاريخ]

التحقيق في فاجعة تحطم الطائرة الأذربيجانية يشير إلى "تدخل خارجي"


العلم - وكالات

حادثة تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية التي أسفرت عن 38 قتيلا وقعت بسبب "تدخل خارجي"، هذا ما توصلت إليه النتائج الأولية للتحقيق، في حين يرجح خبراء ووسائل إعلام غربية أن يكون مردها صاروخ روسي.
 
وأكدت روسيا الجمعة أن غروزني، عاصمة جمهورية الشيشان حيث حاولت الطائرة الهبوط مرتين من دون جدوى قبل إعادة توجيهها إلى كازاخستان، كانت تتعرض لهجوم بمسيرات أوكرانية في ذاك اليوم وسط "ضباب كثيف".
 
وأعلنت الخطوط الجوية الأذربيجانية الجمعة تعليق الرحلات إلى سبع مدن روسية، أغلبها في القوقاز، عازية قرارها إلى "النتائج الأولية للتحقيق في تحطم امبراير 190 والمخاطر المحدقة بأمن الرحلات".
 
وكشفت في وقت لاحق الجمعة في نسخة محدثة من إعلانها عن تعليق الرحلات إلى مدن روسية أن "النتائج الأولية للتحقيق في تحطم امبراير 190" تشير إلى "تدخل خارجي مادي وتقني".
 
وقال النائب الأذربيجاني راسيم موسابيكوف في تصريحات لوكالة فرانس برس إن "تحقيقا هو قيد الإجراء لمعرفة إن كانت ضربة للدفاعات الجوية الروسية هي وراء الحادثة أو سبب آخر"، مع الإشارة "نرى في الصور والتسجيلات المتداولة ثقوبا على هيكل الطائرة تعزى عادة إلى صواريخ دفاع جوي".
 
وهو دعا روسيا إلى الاعتذار و"معاقبة المذنبين والتعهد أن أمرا من هذا القبيل لن يحدث مجددا"، مع لوم موسكو على إعادة توجيه الطائرة بعد الحادثة إلى كازاخستان على الضفة المقابلة من بحر قزوين.
 
وكانت هذه الطائرة من طراز "امبراير 190" تقوم برحلة بين العاصمة الأذربيجانية باكو وغروزني وفيها 67 راكبا.
 
وتحطمت في ظروف ما زالت غامضة واشتعلت النيران فيها قرب أكتاو المطلة على بحر قزوين في غرب كازاخستان، بعيدا عن مسارها الأصلي، في حادثة أودت بحياة 38 شخصا، بحسب سلطات هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى.
 
وفي حين يتداول خبراء ووسائل إعلام غربية فرضية حادثة ناجمة عن إطلاق صاروخ روسي مضاد للطائرات، رفض الكرملين التعليق على الحادثة "قبل خلاصات التحقيق".
 
وقالت هيئة الطيران الروسية "روسافياتسيا" إن الوضع في مطار غروزني ذاك اليوم كان "صعبا جدا".
 
وكتب مدير الوكالة دميتري يادروف عبر "تلغرام" إن "مسيرات عسكرية أوكرانية كانت في ذاك الوقت تشن هجمات إرهابية على منشآت مدنية في مدينتي غروزني وفلاديكافكاز" (فلاديقوقاز).
 
وأعلن أن "ضبابا كثيفا" كان يحجب الرؤية "على ارتفاع 500 متر"، مشيرا إلى أن "قائد الطائرة حاول الهبوط مرتين في غروزني، لكن من دون جدوى. وعرضت عليه مطارات أخرى، فقرر التوجه إلى مطار أكتاو" في كازاخستان.
 
ومنذ شن روسيا هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022، تعرضت غروزني لهجمات عدة من مسيرات أوكرانية.
 
وأكد مدير "روسافياتسيا" أن روسيا تعتزم "التعاون بالكامل مع التحقيق في هذه المأساة" مع كازاخستان وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان على علاقة جيدة مع موسكو.
 
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطة إعلامية "نعتبر أننا لسنا مخولين الإدلاء بتعليقات قبل خلاصات التحقيق".
 
أما أندري يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، فوجه أصابع الاتهام إلى موسكو، مشددا على ضرورة أن "تحاسب روسيا على إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية".
 
والجمعة، تعهد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف "التدقيق في تفاصيل ملابسات الحادثة".
 
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء "تحقيق شامل" لاستبيان أسباب الحادثة وأشار إلى تورط روسي فيها.
 
وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "كل وفاة تستحق تحقيقا شاملا (...) يمكننا أن نرى كيف تشير الأدلة المرئية الواضحة في موقع التحطم إلى مسؤولية روسيا عن المأساة".
 
ولم يؤكد بعد أي من البلدان المعنية رسميا فرضية الصاروخ الروسي التي تغذيها صور لآثار بادية على هيكل الطائرة تشير إلى احتمال أن تكون تعرضت لطلقات لدى اقترابها من وجهتها في روسيا قبل أن تتوجه إلى كازاخستان حيث تحطمت.
 
وكانت الخطوط الجوية الأذربيجانية قالت في بادئ الأمر إن الطائرة حلقت وسط سرب من الطيور قبل التراجع عن بيانها.
وذكرت وكالة الطيران الروسية أيضا أسراب الطيور كأحد الأسباب المحتملة للحادث.
 
غير أن العديد من الخبراء شككوا في صواب هذه الفرضية، في حين تطرق وزير المواصلات في كازاخستان الخميس إلى فرضية "انفجار بالون" في الطائرة.
 
وفي تصريحات لقناة "روسيا اليوم"، أخبر الناجي من الحادثة صبخونكول راخيموف وهو روسي أصله من طاجكستان "وقع انفجار. هذا أمر مؤكد. وقد سمعه الجميع".
 
وأوضح "لا أرجح أن يكون من داخل الطائرة"، مشيرا إلى أن سترة الإنقاذ التي كان يرتديها "ثقبتها شظية".
 
وكانت الطائرة تنقل 37 مواطنا من أذربيجان وستة من كازاخستان وثلاثة من قرغيزستان و16 من روسيا، فضلا عن خمسة أفراد من طاقمها، وفق وزارة النقل في كازاخستان. ونجا من الحادثة 29 شخصا.



في نفس الركن