2024 أكتوبر 31 - تم تعديله في [التاريخ]

التأكيد الصارم بالصيغة الأقوى للاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء


العلم الإلكترونية - الرباط 

جدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬اعتراف‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬بصيغة‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬‮ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليوز‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭ ‬،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬و‭ ‬العشرين‭ ‬لاعتلاء‭ ‬جلالته‭ ‬العرش‭ . ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬،‭ ‬إن‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬يقصد‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬،‭ ‬لن‭ ‬يكونا‭ ‬إلا‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬السابقة‭ ‬الذكر،‭ ‬أن‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬يندرجان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ . ‬والجملة‭ ‬الجامعة‭ ‬المانعة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬،‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ( ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬به‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬واقعي‭ ‬و‭ ‬مستدام‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬ستتخذه‭ ‬فرنسا‭ ‬و‭ ‬تواكبه‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ) . ‬وهذا‭ ‬تجديد‭ ‬للتأكيد‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إعلان‭ ‬للوعد‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إخبار‭ ‬بالموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬القادم‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬،‭ ‬‮ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬وعبر‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬والمحافل‭ ‬العالمية‭ . ‬
 
و‭ ‬في‭ ‬فقه‭ ‬اللغة‭ ‬،‭ ‬تأكيد‭ ‬المؤكد‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬‮ ‬،‭ ‬‮ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الصدق‭ ‬في‭ ‬الالتزام،‭ ‬و‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬و‭ ‬المواكبة‭ ‬و‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬‮ ‬العمليات‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التأكيد‭ ‬المجدد‭ ‬،‭ ‬والوعد‭ ‬المؤكد‭ ‬،‭ ‬والالتزام‭ ‬الصارم‭ .‬
 
وقد‭ ‬حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬النقط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بث‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬من‭ ‬يتابعون‭ ‬،‭ ‬فأوضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬القوي‭ ‬و‭ ‬الصريح‭ ‬و‭ ‬الواضح‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬عداء‭ ‬لأحد‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ . ‬والرسالة‭ ‬واضحة،‭ ‬و‭ ‬الطرف‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه‭ ‬معروف‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للكشف‭ ‬عنه‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬المقام‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬ذلك‭ . ‬ثم‭ ‬أردف‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬‮ ‬قائلاً‭ (‬وبكثير‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬،‭ ‬سيسعى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬و‭ ‬المقاولات‭ ‬لمواكبة‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استثمارات‭ ‬و‭ ‬مبادرات‭ ‬مستدامة‭ ‬لفائدة‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭) .‬
 
ولأن‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬يمثل‭ ‬الحضارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬ثقافة‭ ‬الأنوار‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬خطابه‭ ‬امتزج‭ ‬فيه‭ ‬التاريخ‭ ‬بالثقافة‭ ‬و‭ ‬بالحضارة‭ ‬و‭ ‬بالآداب‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬قوله‭ ( ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الملكيات‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بالثقة‭ ‬،‭ ‬وتتميز‭ ‬بقدرات‭ ‬شابة‭ ) . ‬وخاطب‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬بقوله‭ ( ‬أنتم‭ ‬البرلمانيون‭ ‬تمثلون‭ ‬شعباً‭ ‬متسامحاً‭ ‬و‭ ‬متعدد‭ ‬الثقافات‭ ‬،‭ ‬ينتهج‭ ‬الحوار‭ ‬،‭ ‬وتتجسد‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬مؤسساته‭ ‬و‭ ‬دستوره‭ ) . ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بهذه‭ ‬الإشادة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬،‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المجاملة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬أضاف‭ ‬قائلاً‭ ( ‬إن‭ ‬خصال‭ ‬التسامح‭ ‬التي‭ ‬يدعو‭ ‬إليها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬التطرف‭ . ‬وهذه‭ ‬القيم‭ ‬المغربية‭ ‬تشاركها‭ ‬فيها‭ ‬فرنسا‭ ‬أيضاً‭ ‬‮ ‬،‭ ‬وتسعى‭ ‬لنشرها‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحروب‭ ‬هذا‭ ) .‬
 
وبالتحليل‭ ‬الثقافي‭ ‬الرصين‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬بالمقياس‭ ‬الفكري‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬الرئيس‭ ‬ماكرون‭ ‬،‭ ‬يمكن‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الشقين‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬،‭ ‬أولهما‭ ‬تجديد‭ ‬التأكيد‭ ‬للموقف‭ ‬السياسي‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬القوي‭ ‬‮ ‬بالاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬وثانيهما‭ ‬الإشادة‭ ‬القوية‭ ‬بالملكية‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الملكيات‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بالثقة‭ ‬،‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬،‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬هذا‭ ‬بالمنطق‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬بالمقياس‭ ‬الثقافي‭ ‬،‭ ‬فجمع‭ ‬طرفَي‭ ‬المعادلة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬و‭ ‬تناغم‭ ‬و‭ ‬سلاسة‭ ‬،‭ ‬ضارباً‭ ‬أرقى‭ ‬مثال‭ ‬لرجل‭ ‬الدولة‭ ‬المحنك‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬المثقف‭ ‬المفكر‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬خصال‭ ‬القادة‭ ‬الفرنسيين‭ ‬العظام‭ ‬ورثة‭ ‬ثقافات‭ ‬الأنوار‭ ‬و‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ .‬
 
لهذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬كلها‭ ‬،‭ ‬نعرب‭ ‬عن‭ ‬عظيم‭ ‬الامتنان‭ ‬للموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬المشرف‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬للرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يجدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬به‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬واقعي‭ ‬مستدام‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬معلناً‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬سوف‭ ‬تواكب‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬عظمة‭ ‬فرنسا‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬أجمل‭ ‬تجلياتها‭.‬



في نفس الركن