2023 نونبر 8 - تم تعديله في [التاريخ]

البعد‭ ‬الأطلسي‭ ‬للمغرب‭ ‬بين ‬تعزيز‭ ‬مكوناته‭ ‬واستثمار‭ ‬مؤهلاته ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المتبصرة


العلم الإلكترونية - الرباط 

وضع‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬و‭ ‬الأربعين‭ ‬للمسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬،‭ ‬القواعد‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬استثمار‭ ‬البعد‭ ‬الأطلسي‭ ‬لبلادنا‭ ‬الذي‭ ‬مكن‭ ‬استرجاعُ‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬تعزيزه‭ ‬،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬مكنت‭ ‬تعبئة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬تقوية‭ ‬موقف‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬تزايد‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬للوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬التصدي‭ ‬لمناورات‭ ‬الخصوم‭ ‬المكشوفين‭ ‬و‭ ‬الخفيين‭ ‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬غايتنا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬نحول‭ ‬الوجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬للتواصل‭ ‬الإنساني‭ ‬،‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬،‭ ‬والاندماج‭ ‬القاري‭ ‬والدولي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬الساحل‭ ‬الأطلسي‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬وعشرين‭ ‬دولة‭ ‬أفريقية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬ومحطات‭ ‬اللوجستيك‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬أسطول‭ ‬بحري‭ ‬تجاري‭ ‬وطني‭ ‬قوي‭ ‬وتنافسي‭ ‬،‭ ‬يخدم‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ .‬
 
‭ ‬وقد‭ ‬انطلق‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الوفاء‭ ‬لقسم‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬الخالد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تأكيد‭ ‬مواصلة‭ ‬المغرب‭ ‬لمسيرات‭ ‬التنمية‭ ‬والتحديث‭ ‬والبناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكريم‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬والبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬و‭ ‬الاقتصادية‭ . ‬مما‭ ‬يرسخ‭ ‬الاقتناع‭ ‬بأن‭ ‬البعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و‭ ‬الإنمائي‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬وبين‭ ‬التنمية‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ستستفيد‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغرب‭/ ‬نيجيريا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ . ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬،‭ ‬تربط‭ ‬المغرب‭ ‬بمحيطه‭ ‬الأفريقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مشروعاً‭ ‬نموذجياً‭ ‬للاندماج‭ ‬الجهوي‭ ‬والإقلاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المشترك‭ ‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يشجع‭ ‬دينامية‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬الشريط‭ ‬الأطلسي‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سيشكل‭ ‬مصدراً‭ ‬مضموناً‭ ‬لتزويد‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالطاقة‭ .‬
 
‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬من‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الداخل‭ ‬الوطني‭ ‬والخارج‭ ‬الأفريقي‭ ‬،‭ ‬واصل‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬إبراز‭ ‬التوجه‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬المغرب‭ ‬لإطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬إحداث‭ ‬إطار‭ ‬مؤسسي‭ ‬يجمع‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬الثلاث‭ ‬والعشرين‭ ‬،‭ ‬بغية‭ ‬توطيد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬المشترك‭ .‬
 
و‭ ‬تأسيساً‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬الأفريقي‭ ‬والتوجه‭ ‬الأطلسي‭ ‬،‭ ‬أكد‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬باعتباره‭ ‬بلداً‭ ‬مستقراً‭ ‬و‭ ‬ذا‭ ‬مصداقية‭ ‬،‭ ‬يعرف‭ ‬جيداً‭ ‬الرهانات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬عموماً‭ ‬والأطلسية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬الأفريقية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬خصاص‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والاستثمارات‭ ‬،‭ ‬رغم‭ ‬مؤهلاتها‭ ‬البشرية‭ ‬ووفرة‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬،‭ ‬وكما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬،‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬حلها‭ ‬بالأبعاد‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬باعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬المشتركة‭ . ‬و‭ ‬هذا‭ ‬تحليل‭ ‬عميق‭ ‬الغور‭ ‬للأوضاع‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬دول‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬أفريقي‭ ‬حكيم‭ ‬،‭ ‬ورئيس‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬مركز‭ ‬قاري‭ ‬و‭ ‬دولي‭ ‬متميز‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ .‬
 
و‭ ‬الحق‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬،‭ ‬يرسم‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬لمواصلة‭ ‬تنمية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬إرساء‭ ‬القواعد‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬تنمية‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬الشقيقة‭ ‬اقتصادياً‭ ‬و‭ ‬بشرياً‭ . ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬القيم‭ ‬المضافة‭ ‬للبعد‭ ‬الأفريقي‭ ‬لبلادنا‭ .‬
 



في نفس الركن