العلم الإلكترونية - شيماء اغنيوة
هزت الانتخابات الأوروبية التي جرت في التاسع من يونيو المشهد السياسي في القارة العجوز،حيث أدى صعود الجماعات اليمينية المتطرفة إلى إعادة خلط أوراق المشهد السياسي في أوروباو في العديد من البلدان. وقد تبين في فرنسا صحة التوقعاتحيث تقدمت قائمة التجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا بحصولها على 31.5% من الأصوات، أي 30 عضوا في البرلمان الأوروبي.
هزت الانتخابات الأوروبية التي جرت في التاسع من يونيو المشهد السياسي في القارة العجوز،حيث أدى صعود الجماعات اليمينية المتطرفة إلى إعادة خلط أوراق المشهد السياسي في أوروباو في العديد من البلدان. وقد تبين في فرنسا صحة التوقعاتحيث تقدمت قائمة التجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا بحصولها على 31.5% من الأصوات، أي 30 عضوا في البرلمان الأوروبي.
ومع صعود اليمين المتطرف داخل البرلمان الأوروبي، مع كل ما يعني ذلك من تأثير على السياسة الخارجية للبرلمان الأوروبي تجاه دول الجنوب خاصة منها المغرب، أكد الخبراء أن هذه الانتخابات لا يتوقع أن يكون لها انعكاس سلبي على علاقة البرلمان الأوروبي بالمغرب، نظرا لقوة تواجد الأحزاب التقليدية داخله خاصة منها الاشتراكيين الديموقراطيين والوسط الأوروبي، بل في بعض الدول قد يشهد التيار الاشتراكي الديموقراطي تقدما ملموسا كالحالة الإسبانية، بمعنى أن التنافس يجري اليوم داخل رقعة اليمين، اليمين واليمين المتطرف اللذان يتنافسان على نفس الكتلة الناخبة بحيث جرى استقطاب حاد بينهما.
بهذا المعنى فنتائج الانتخابات لن تشهد تأثيراكبيرا على حجم تواجد الأحزاب الأوروبية الكلاسيكية، والتي تؤثر بشكل كبير من خلال التحالفات التي تقوم بها داخل البرلمان وتأثير حكومات هذه الدول على فرقها البرلمانية، هذه الحكومات التي لها علاقات قوية مع المغرب ولن تبحث عن تكرار أي أزمة معه، خاصة وأن غالبية هذه الدول الأوروبية لها اليوم علاقات اقتصادية وشراكات متنوعة سواء في مجال الفلاحة أو التجارة أو الهيدروجين، وتدفع نحو تحسين علاقتها مع المملكة.
في المقابل فقد شكل صعود اليمين ضربة قوية للكيان الانفصالي» جبهة البوليساريو»،والجزائر التي تفاجأت بهذه الانتكاسة التي لحقت أكبر الأحزاب الاسبانية الداعمة للجبهة في أوروبا، فقد سجل تحالف سومر حصوله على 808 ألف و142 صوتا (4.56 بالمائة) في انتخابات البرلمان الأوروبي وفاز فقط بـ 3 مقاعد.ولم يتمكن حزب اليسار المتحد، وهو أحد الأحزاب الشيوعية الإسبانية الراسخة في هذا التحالف، من الحصول على أي مقعد في البرلمان الأوروبي.أما قائمة الانفصاليين الاسبان، التي تضم الباسكيين والكاتالونيين والكاليسيين، فقد فازت بمقعدين فقط، مماسيزيد هذا من متاعب انفصاليي البوليساريو تأزما، إلى جانب ماتعرفه من مشاكل متعددة تهدد هذا الكيان المصطنع الذي تقترب نهايته يوما بعد يوم.
وفي ذات السياق فقد سبق للمملكة المغربية و البرلمان الأوروبي أن اجتازا مختلف الأزمات التي كانت متعلقة بتجديد الاتفاقيات وغيرها، وتعزيز الشراكة بينهما، وكان البرلمان الأوروبي في نهاية المطاف يخضع لإرادة الدولة والحكومات الأوروبية وللتوجهات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي التي تجسدها أجهزة الاتحاد الأوروبي خاصة منها المفوضية الأوروبية،هذه الأخيرة هي من تحدد التوجهات المستقبلية والسياسية لأوروبا، والبرلمان الأوروبي ليس له إلا أن يستجيب لها، مما يزيد من تحجيم أي دور مناوئ من داخل البرلمان الأوروبي في مواجهة المصالح المغربية خاصة منها اتفاقية الصيد البحري والفلاحي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.