2023 أغسطس/أوت 14 - تم تعديله في [التاريخ]

الافـتتاحية.. وكان‭ ‬استرجاع‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬مسك‭ ‬تحرير‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية

جاء‭ ‬استكمال‭ ‬استرجاع‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ ‬حامية‭ ‬خاضها‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬غشت‭ ‬سنة ‭ ‬ ،‭1979‬مع‭ ‬مرتزقة‭ ‬البوليساريو‭ ‬مدعومين‭ ‬بجحافل‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الجزائرية‭‬، ‬انتهت‭ ‬بسحق‭ ‬العدو‭ ‬وتدمير‭ ‬معداته‭ ‬و‭‬إفشال‭ ‬مخططه‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬إقليم‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬موريتانيا‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬صعود‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭ ‬بوساطة‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬تمهيداً‭ ‬للوثوب‭ ‬على‭ ‬الإقليم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬صحرائنا‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمكين‭ ‬للانفصاليين‭ ‬ليحلوا‭ ‬محل‭ ‬الموريتانيين، ‬ويعلنوا‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬كيانهم‭ ‬الوهمي‭ ‬الذي‭ ‬يحلمون‭ ‬به‭ .‬



و‭‬لكن‭ ‬الجيش‭ ‬المغربي‭ ‬أفسد‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬و‭‬أجهضه‭‬، ‬حين‭ ‬حقق‭ ‬انتصاراً‭ ‬باهراً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المعركة‭ ‬المجيدة‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬بمعركة‭ ‬بير‭ ‬إنزران‭ ‬ودخلت‭ ‬تاريخ‭ ‬بطولات‭ ‬المغرب‭ ‬باسم‭ ‬معركة‭ ‬بدر‭.‬ وبذلك‭ ‬عُد‭ ‬استرجاع‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬مسكَ‭ ‬تحرير‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬سنة ‭ ‬،‭1979‬الذي‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬أعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬المجيدة‭ ‬نحتفل‭ ‬بها‭ ‬و‭‬نفخر‭  ‬و‭‬نعتز‭ .‬

لقد‭ ‬أفشل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني، ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬المشروع‭ ‬الانفصالي‭ ‬الذي‭ ‬دبر‭ ‬في‭ ‬ليلٍ‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭‬النظام‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الانفصالية،‭ ‬فانقلبت‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬لفائدة‭ ‬المغرب،‭ ‬و‭‬أصيب‭ ‬خصوم‭ ‬وحدتنا‭ ‬الترابية‭ ‬بالخيبة‭ ‬التي‭ ‬أربكتهم‭ ‬وقصمت‭ ‬ظهورهم‭ ‬و‭ ‬جعلتهم‭ ‬يعيدون‭ ‬حساباتهم‭ ‬و‭ ‬يمعنون‭ ‬في‭ ‬العداء‭ ‬لبلادنا‭ ‬و‭ ‬التآمر‭ ‬عليها‭ ‬و‭‬استفزازها‭ ‬، ‬و‭‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬في‭ ‬طغيانهم‭ ‬يعمهون‭.‬

إن‭ ‬ذكرى‭ ‬معركة‭ ‬بير‭ ‬إنزران، ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬تاريخ‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬باسم‭ ‬معركة‭ ‬بدر،‭ ‬والتي‭ ‬فتحت‭ ‬الأبواب‭ ‬لاسترجاع‭ ‬إقليم‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬بعاصمته‭ ‬مدينة‭ ‬الداخلة،‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬المناسبات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ترمز‭ ‬لبطولة‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬المغربي‭ ‬وتخلد‭ ‬انتصاراته‭ ‬العظيمة،‭ ‬وترفع‭ ‬رؤوسنا‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ .‬

ففي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬44‭ ‬سنة،‭ ‬دخل‭ ‬المغرب‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬مسيرته‭ ‬التحريرية،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1976‭ ‬الذي‭ ‬استرجع‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬إقليم‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬بعاصمته‭ ‬مدينة‭ ‬العيون،‭ ‬إحدى‭ ‬محطاته‭ ‬التاريخية،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬التحريرية‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬يرحمه‭ ‬الله،‭ ‬و‭‬أسرته‭ ‬الشريفة‭ ‬من‭ ‬المنفى،‭ ‬بثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬العاهل‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬يوم ‭ ‬18نوفمبر‭ ‬سنة ‬1955،‬ استقلال‭ ‬المغرب‭.‬ ثم‭ ‬توالت‭ ‬مراحل‭ ‬التحرير،‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬سنة‭‬1956‭ ‬ باستقلال‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬للمملكة،‭ ‬وأكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬1958‭ ‬باستقلال‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭‬، ‬وسنة‭ ‬1958‭ ‬باسترجاع‭ ‬طرفاية‭‬، ‭‬وسنة‭ ‬1969‭ ‬باسترجاع‭ ‬إفني،‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬مترابطة‭ ‬الحلقات‭ ‬من‭ ‬الملاحم‭ ‬التحريرية‭ .‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬ذروة‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬تحرير‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬مدريد‭ ‬الموقعة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬سنة ‭.1975‭ ‬

لقد‭ ‬وفد‭ ‬على‭ ‬القصر‭ ‬الملكي‭ ‬بالرباط‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬وفقهاء‭ ‬وشيوخ‭ ‬القبائل‭ ‬والأعيان‭ ‬من‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ،‬ليلقي‭ ‬بين‭ ‬يدى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬نص‭ ‬البيعة،‭ ‬معلنين‭ ‬ارتباطهم‭ ‬الوثيق‭ ‬بالمغرب‭.‬ وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تتويجاً‭ ‬لاسترجاع‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬اليوم‭ ‬طفرة‭ ‬تنموية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬عالية‭ ‬السقف،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الداخلة‭ ‬والمدن‭ ‬والبلدات‭ ‬والقرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم،‭ ‬نماذح‭ ‬رائعة‭ ‬للنمو‭ ‬والازدهار‭ ‬و‬واحات‭ ‬وارفة‭ ‬الظلال‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وبرؤيته‭ ‬المتبصرة‭ ‬الحكيمة‭ .‬

نعم،‭ ‬كان‭ ‬استرجاع‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬مسك‭ ‬تحرير‭ ‬صحرائنا‭ ‬المغربية‭ . ‬

العلم



في نفس الركن