2023 يوليو/جويلية 5 - تم تعديله في [التاريخ]

الافـتتاحية.. الخدمة العسكرية بناء للمواطن وارتقاء بالوطن

مع انطلاق عملية توجيه الاستدعاءات للمجندين الجدد للخدمة العسكرية ضمن الفوج 38 لسنة 2023، يتجدد الحديث عن الفوائد الكثيرة التي يجنيها المغرب من الخدمة العسكرية التي تستهدف تأهيل الشباب ومنحهم فرص الإندماج في المجتمع والانخراط في مسلسل التنمية الشاملة المستدامة والولوج إلى سوق الشغل ، متسلحين بقيم المواطنة ومبادئ الالتزام والانضباط وحسن السلوك، ومزودين بقواعد الانتماء إلى أسرة القوات المسلحة الملكية، ومعبئين بالمثل العليا ومكارم الأخلاق، ومستعدين للبذل والعطاء والتفاني في العمل المنضبط لخدمة العلم المغربي، ونيل شرف رفعه واحتضانه و الاستظلال به.



لقد بدأ العمل بالخدمة العسكرية (التجنيد) في المغرب في العقد السادس من القرن الماضي، ثم توقف لأسباب اقتضت ذلك، إلى أن تقرر استئنافه استجابةً لدواعٍ  معقولةٍ وعمليةٍ تستجيب لمتطلبات الاستثمار في الثروة البشرية من حيث التكوين والتأهيل والتدريب، لتكون مهيأةً للإسهام في عملية البناء والنماء والتطوير والتحديث، ومؤهلةً  للاضطلاع بأدوارٍ تنتظرها في مجالات توافق الخبرات المهنية التي اكتسبتها  خلال فترة الخدمة العسكرية.

وإذا ما نظرنا إلى الخدمة العسكرية من زاوية الاستثمار في الثروة البشرية وفقاً للنظرية المعتمدة لدى خبراء التنمية المستدامة، فإن الهدف الرئيس  الذي تسعى لتحقيقه، هو بناء المواطن والارتقاء بالوطن، على قاعدة الملاءمة بين الوطنية والمواطنة ، بالمعنى العميق الذي يمزج بين حب الوطن وتعزيز الانتماء إليه والوفاء له والتضحية في سبيله، وبين التشبث بقيم المواطنة و التمسك بأخلاقياتها والالتزام بمبادئها ، من منطلق مبدإ أن لا وطنية فاعلة بدون مواطنة واعية.

إن المغرب يحتاج اليوم ، وأكثر من أي فترة سابقة ، إلى الشباب المجند ، من الجنسين ، الذين يجتازون الخدمة العسكرية التي تعد لهم بمثابة مدارس ومعاهد للتكوين والتأهيل والتدريب ، والتنشئة الانضباطية والتربية على قيم المواطنة المندمجة في الوطنية . وهذا هو الرصيد الذي من شأنه أن يدعم التنمية الشاملة المستدامة ، و أن يزيد في حجم الثروة البشرية التي ترتقي بالوطن وترفع من شأن المجتمع وتوفر الحياة الكريمة المشرفة لجميع المغاربة .
وهذا هو المدلول الذي نستنتجه من بناء المواطن ، والمعنى الذي نستخلصه من الارتقاء بالوطن.
 
العلم



في نفس الركن