وكانت الخطوة الأولى على مسار التعليق النهائي أو استبعاد أو طرد الجمهورية التي لادولة لها و لا تكتسب أية صفة قانونية، من الاتحاد الافريقي، قد بدأت يوم 4 نوفمبر الماضي 2022) في مدينة طنجة، حين وقع رؤساء و وزراء أفارقة سابقون على وثيقة تحمل عنوان (النداء الرسمي لطرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الأفريقي) المسمى نداء طنجة. وهو الحدث الذي زلزل النظام الجزائري الذي لم يتوقع قط أن تتخذ هذه المبادرة من مسؤولين أفارقة سابقين، كما فجع الحكام الجزائريون من اعتماد الكتاب الأبيض الذي يؤطر المبادرة ويؤسسها على قواعد واقعية و قانونية، ويبنيها على عشرة اعتبارات قوية تبرر مباشرة الاتحاد الأفريقي وفي أقرب الآجال، التعليق النهائي لعضوية جمهورية الوهم والدجل والخيال في المنتظم الأفريقي، من هذه الاعتبارات أن هذه الجمهورية التي لا شرعية لها هي دولة وهمية غير موجودة على الخريطة الأفريقية، ولا تتمتع بالصفة القانونية و تم قبولها داخل منظمة أفريقية مخصصة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة .
هذا الانتهاك الخطير والجرم الجسيم اللذان أوصلا جبهة البوليساريو إلى عضوية الاتحاد الافريقي، من الجرائم السياسية الكبرى التي ارتكبتها الدولة الجزائرية خلال المرحلة التي كانت تهيمن فيها على منظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد الأفريقي، و تبسط نفوذها، وبالأساليب المنافية للقانون الدولي و للأعراف الدبلوماسية، على غالبية الدول الأفريقية.
فالجزائر هي المسؤولة عن هذا العبث الذي لا شبيه له، وعن تورط الاتحاد الأفريقي في السكوت على هذا العوار القانوني الذي ينال من هيبته ومكانته ومصداقيته. فهي مسؤولية مشتركة بين النظام الجزائري وبين الاتحاد الأفريقي، حان الوقت لتصحيح الخطأ الجسيم ، و الشروع في معالجة الوضع الشاذ الذي يوجد فيه الاتحاد، بناء على الاعتبارات التي يتضمنها الكتاب الأبيض الذي فتح الملف لمباشرة البت في قضية رئيسة تتعلق بمصداقية الاتحاد الأفريقي التي هي اليوم على المحك .
العلم