2023 فبراير 1 - تم تعديله في [التاريخ]

الافتتاحية.. بدء العد التنازلي لطرد البوليساريو من الاتحاد الأفريقي

يمثل‭ ‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬للوزراء‭ ‬الأفارقة‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬نداء‭ ‬طنجة‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬أول‭ ‬امس‭ ‬الإثنين‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬ترأسه‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬الخطوةَ‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬دبلوماسي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الانفصالية‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬قبول‭ ‬عضوية‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬كان‭ ‬خطأً‭ ‬تاريخياً‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬وضع‭ ‬شاذ‭ ‬يتعارض‭ ‬كليا‭ ‬مع‭ ‬ميثاق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬أولاً‭ ‬،‭ ‬ويتناقض‭ ‬تناقضا‭ ‬مطلقاً‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ ،‭ ‬و‭ ‬يعد‭ ‬سقطةَ‭ ‬يجب‭ ‬تصحيحها‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والجهوية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الإطلاق‭ .‬



وكانت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬التعليق‭ ‬النهائي‭ ‬أو‭ ‬استبعاد‭ ‬أو‭ ‬طرد‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬لادولة‭ ‬لها‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تكتسب‭ ‬أية‭ ‬صفة‭ ‬قانونية،‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي،‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬2022‭)  ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬حين‭ ‬وقع‭ ‬رؤساء‭ ‬و‭ ‬وزراء‭ ‬أفارقة‭ ‬سابقون‭ ‬على‭ ‬وثيقة‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ (‬النداء‭ ‬الرسمي‭ ‬لطرد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭) ‬المسمى‭ ‬نداء‭ ‬طنجة‭. ‬وهو‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬زلزل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتوقع‭ ‬قط‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬أفارقة‭ ‬سابقين،‭ ‬كما‭ ‬فجع‭ ‬الحكام‭ ‬الجزائريون‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬يؤطر‭ ‬المبادرة‭ ‬ويؤسسها‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬واقعية‭ ‬و‭ ‬قانونية،‭ ‬ويبنيها‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬اعتبارات‭ ‬قوية‭ ‬تبرر‭ ‬مباشرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬وفي‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال،‭ ‬التعليق‭ ‬النهائي‭ ‬لعضوية‭ ‬جمهورية‭ ‬الوهم‭ ‬والدجل‭ ‬والخيال‭  ‬في‭ ‬المنتظم‭ ‬الأفريقي،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬شرعية‭ ‬لها‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬وهمية‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ولا‭ ‬تتمتع‭ ‬بالصفة‭ ‬القانونية‭ ‬و‭ ‬تم‭ ‬قبولها‭ ‬داخل‭ ‬منظمة‭ ‬أفريقية‭ ‬مخصصة‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬

هذا‭ ‬الانتهاك‭ ‬الخطير‭ ‬والجرم‭ ‬الجسيم‭ ‬اللذان‭  ‬أوصلا‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي،‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬السياسية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهيمن‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية‭ ‬ثم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬و‭ ‬تبسط‭ ‬نفوذها،‭ ‬وبالأساليب‭  ‬المنافية‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬للأعراف‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬على‭ ‬غالبية‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭.‬

فالجزائر‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العبث‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬شبيه‭ ‬له،‭ ‬وعن‭ ‬تورط‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬السكوت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العوار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬هيبته‭ ‬ومكانته‭ ‬ومصداقيته‭. ‬فهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وبين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتصحيح‭ ‬الخطأ‭ ‬الجسيم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الوضع‭ ‬الشاذ‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬الاتحاد،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التي‭ ‬يتضمنها‭ ‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭ ‬لمباشرة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬رئيسة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصداقية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬المحك‭ .‬

العلم



في نفس الركن