العلم الإلكترونية - صفاء الحيمري (صحافية متدربة)
يرجح ثلة من المغاربة أن التغير الحاصل في نسق حياتهم مرتبط أساسا بتوغل العولمة بالبلدان العربية، حيث أصبح من الصعب التعرف على الهوية الحقيقية لكل بلد في ظل الغزو الثقافي والفكري الذي تجذر في الذهن.
وسار التقليد عند فئة عريضة أمرا ظاهريا، فهو لا يقتصر على تقليد اللباس أو المسلسلات الغربية فقط بل نلمسه أيضا في الشعر العربي، وذلك لكون أغلب المثقفين العرب تستهويهم الثقافة الغربية وعملوا جاهدين على تتبع مسار تطورها الشيء الذي أدى إلى ربط علاقات اتصال قوية بهذه الأخيرة وذلك في منتصف القرن الثامن عشر.
دون أن ننسى أنه كان للبعثات الطلابية وهجرة الأدباء والمثقفين من ديارهم آنذاك بسبب الحروب ومآسي المجتمعات العربية، من أجل الاطلاع عل العلوم الجديدة، دور بالغ في خوضهم لغمار جديدة حيث وجدوا ضالتهم في الشعر الرومانسي الغربي للتعبير عما يضمرونه داخل ذواتهم التي كانت هي محور أشعارهم.
كما أدى أيضا إلى تغدية فكر الشعراء بكل ما هو غربي النشأة، الذي استوطن وجدانهم ليجدوا أنفسهم في الأخير يشاركونه مع المتلقي العربي الذي كان يعتبر الشعر متنفسه الوحيد لنسيان واقعه الأسود وقد تم لا شعوريا تتبع خطى الشعراء الغربيين ونذكر من بينهم "فيكتور هيجو " "وكولريدج".
كما عرف الشعراء والمثقفين ما توصل إليه الغرب من وسائل التصوير، وأسرار الصياغة الشعرية، مع كثرة الترجمات، ومطالعات الكتب الأجنبية.
وقد أصبح التهافت نحو آخر صيحات الموضة العالمية هو هاجس كل فرد حتى ينزع الاعتراف به كإنسان حداثي معولم دون أن يلتفت لتقاليده أو أن يحاول على الأقل تجديدها فيختار السبيل السهل باتباع الغرب.
وهذا يشمل أيضا جل مجالات الحياة فالبلدان المغاربية تستورد المعدات العسكرية والهواتف الذكية وآخر ما همت به التكنولوجيا كما تشتري الأقمار الصناعية من الدول المتقدمة.
الشيء الذي يكرس التبعية ويعززها ويجعل المواطن يلتف حول حلقة واحدة يصعب التحرر منها. إلا أنه لا يمكن توجيه أصابع الاتهام للعولمة وحدها. إذ أن ملامح هذا الاستلاب الثقافي والتغير في نمط العيش والتفكير ظهرت مع بداية التغلغل الاستعماري الفرنسي، فمثلا بالمغرب كان رهان المستعمر بجانب نهبه للثروات وفرض سيادته هو الغزو الفكري حيث عمل هذا الأخير جاهدا على زعزعة تقاليد ومعتقدات المغاربة، ويتجلى ذلك في سياسة التعليم التي نهجها حيث كان يمجد لثقافته الفرنسية ولإنجازاتهم ويبخس الثقافة العربية.
كما أنه قد جاء على لسان بعض الشيوخ الذين عايشوا الاستعمار أن الاختلاط الذي نشهده اليوم في الأعراس المغربية هو نتيجة للاستعمار فهو لم يكن قط من عادات المغاربة. وقد أتى به المعمرون الفرنسيون آنذاك ليتجرعه المغاربة ويصبح اليوم عند أغلب المواطنين أمرا بديهيا.
وفي تصريح له لـ"لعلم" أكد محمد الطالبي، باحث في الاعلام والتواصل السياسي، أن المغرب باعتبار موقعه الجغرافي تقاطعا بين أوروبا وافريقيا وله علاقات تاريخية مع المشرق أيضا، وبالنظر لمكانته الحضارية اعتباره قوة عظمى في زمن من الأزمنة، فإنه شكّل على الدوام فضاء للتأثير والتأثر الثقافي والحضاري. وحسب محمد الطالبي، يمكن تأريخ بداية الاستلاب الثقافي بالغزو الاستعمار الفرنسي للمغرب، منذ هزيمة أسلي 1844 التي كانت الصّدمة الحضارية الكبرى والاشارة الأولى التي جعلت المغرب يفهم تغَيّر موازن القوى بينه وبين أوربا.
ومادام أن المغلوب مُولع باتباع الغالب كما قال ابن خلدون فهنا بدأت الشرارات الأولى للاستلاب الثقافي والحضاري، حيث شكل النموذج الأوربي معيارا للتقدم والازدهار، ووصفاته هي المحدد للخروج من براثن التخلف.
كم أشار إلى أن فرض الحماية سنة 1912 كانت المُباشَرة الفعلية والعملية للمشروع الأوربي بالمغرب بكل ابعاده، حيث صار يسوق كنموذج ثقافي للتقدم من خلال الاشتغال على التأثير في بنية المجتمع المغربي وخصوصياته المحافظة والتي لا تناسب الأهداف الاستعمارية، بداية من اللغة (الفرنسية والاسبانية) أو من حيث اللباس (العصري) والعادات والتقاليد الجديدة (نمط الاحتفال، الأكل وغيرها).
غير أن بروز نموذج عالمي جديد احادي القطب وانتصار قيم السّوق والحرية والنموذج الديمقراطي الغربي الأمريكي بعد نهاية الحرب الباردة، وهي القيم التي أسّس لها نظريا وفكريا فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ"، ونظّر لأبعادها الحضارية الكبرى "صامويل هن تغتون" في كتابه "صدام الحضارات"، جعل الدول النامية والإسلامية بالخصوص، ومنها المغرب على فوهة مدفع تمدد قيم عالمية كونية "لا تصد ولا ترد".
وفي الأخير أوضح أن هدف العولمة التي تعتبر نتاج أحادية قطبية وتمدد النموذج الغربي الى تنميط العالم وفق ثقافة واحدة ونموذج واحد تزامن مع الثورات الكبرى التي حدثت في الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا وغيرها، مما جعل المغرب كما باقي دول العالم الثالث عُرضة لموجة تسليع الثقافة وتبضيع القيم وانهاء الخصوصيات الوطنية وتعويضها بنماذج ثقافية جديدة كونية وليبرالية.
إن العولمة ما هي إلا مكمل لسياسة الاستعمار المباشر حينها وهي حسب المفكر المغربي المهدي المنجرة "مرحلة من مراحل الاستعمار الجديد".
من جهة أخرى أكد مولاي أحمد دريسي، باحث في السيسيولوجيا والأنثروبولوجيا، بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لـ"العلم"، أن تعاريف الثقافة تتعدد، وهناك من يعتبرها المنتوج الحضاري للمجتمع من فكر وعمران ولباس وتدين وغيره. وتنتقل الثقافة من جيل لآخر عبر آلية التنشئة الاجتماعية والتربية، كما تلعب مؤسستا الأسرة والمدرسة الدور الأساس في الحفاظ على الثقافة.
لكن بعد الاستعمار تعرضت الثقافة المغربية لصدمة حضارية بسبب الهزيمة أمام فرنسا، وهو صدام بين حضارة مادية متقدمة تقنيا وعلميا، وبين حضارة تقليدية راكدة.
ويقول ابن خلدون بأن المغلوب مولع بثقافة الغالب، ويطلق عليها نحلة الغالب.
وأشار أنه رغم رفض الاستعمار وعنفه إلا أن الشباب يجذبهم تطوره التقني المادي باعتباره إنجازا جذيرا بالتقليد. كما يسكنهم نمط حياة الغرب، في كافة الجوانب، خاصة ما يتعلق بالحرية والديمقراطية والتحرر من سلطة المؤسسة الدينية.
ومع اكتساح تيار العولمة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي فقدت مؤسستا الأسرة والمدرسة زمام المبادرة في التربية، وأصبحت القنوات الفضائية المتخصصة والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر تأثيرا.
وأصبح جيل الصغار يستهلك تلك القيم باعتباره جزءا مهما من الحياة المعاصرة. ويركب الشباب موجات الموضة كواقع لا مفر من الانخراط فيه. وأضاف في الأخير أن من هنا يعيش الشباب الاستلاب الثقافي بوسائل العولمة وقوة تيارها.
إذن فما نحن بصدده اليوم يستدعي وقفة تأملية لما آلت إليه أحوال ثقافتنا التي بدأت تنصهر وتنسلخ عن ذاتها بانغماس الثقافات الأجنبية في العقل الباطن وذلك عبر تمريرها عن طريق مسلسلات استحوذت على الشاشات تخالف نهج والعقلية الحقيقية للمواطن المغربي التي كانت تأبى الانحياز لما هو غير أخلاقي ويتنافى مع قيم المجتمع المغربي. لكن سرعان ما وجد المتلقي نفسه يبحث عن جرعات زائدة من تلك المسلسلات لتسري داخل شريانه فلم يعد يستطع الانفلات من تأثيرها وهذا ما أصبحنا نلمسه في واقعنا الحالي.
وقد عمد مثقفون أن الحفاظ على هوية المجتمعات الآن تعد تحديا كبيرا يواجه الأمم للتطورات والتقدم السريع الذي لا يترك المرء يستفيق من تطور حتى يجد نفسه منغمسا داخل آخر جديد يختلف تماما على الذي سبقه مما يصعب تأقلمه مع أحداث العصر ومواكبتها للتصدي للأجسام الأجنبية التي تتأرجح لتنغمس على قدر المستطاع في ثقافات غيرها.
يرجح ثلة من المغاربة أن التغير الحاصل في نسق حياتهم مرتبط أساسا بتوغل العولمة بالبلدان العربية، حيث أصبح من الصعب التعرف على الهوية الحقيقية لكل بلد في ظل الغزو الثقافي والفكري الذي تجذر في الذهن.
وسار التقليد عند فئة عريضة أمرا ظاهريا، فهو لا يقتصر على تقليد اللباس أو المسلسلات الغربية فقط بل نلمسه أيضا في الشعر العربي، وذلك لكون أغلب المثقفين العرب تستهويهم الثقافة الغربية وعملوا جاهدين على تتبع مسار تطورها الشيء الذي أدى إلى ربط علاقات اتصال قوية بهذه الأخيرة وذلك في منتصف القرن الثامن عشر.
دون أن ننسى أنه كان للبعثات الطلابية وهجرة الأدباء والمثقفين من ديارهم آنذاك بسبب الحروب ومآسي المجتمعات العربية، من أجل الاطلاع عل العلوم الجديدة، دور بالغ في خوضهم لغمار جديدة حيث وجدوا ضالتهم في الشعر الرومانسي الغربي للتعبير عما يضمرونه داخل ذواتهم التي كانت هي محور أشعارهم.
كما أدى أيضا إلى تغدية فكر الشعراء بكل ما هو غربي النشأة، الذي استوطن وجدانهم ليجدوا أنفسهم في الأخير يشاركونه مع المتلقي العربي الذي كان يعتبر الشعر متنفسه الوحيد لنسيان واقعه الأسود وقد تم لا شعوريا تتبع خطى الشعراء الغربيين ونذكر من بينهم "فيكتور هيجو " "وكولريدج".
كما عرف الشعراء والمثقفين ما توصل إليه الغرب من وسائل التصوير، وأسرار الصياغة الشعرية، مع كثرة الترجمات، ومطالعات الكتب الأجنبية.
وقد أصبح التهافت نحو آخر صيحات الموضة العالمية هو هاجس كل فرد حتى ينزع الاعتراف به كإنسان حداثي معولم دون أن يلتفت لتقاليده أو أن يحاول على الأقل تجديدها فيختار السبيل السهل باتباع الغرب.
وهذا يشمل أيضا جل مجالات الحياة فالبلدان المغاربية تستورد المعدات العسكرية والهواتف الذكية وآخر ما همت به التكنولوجيا كما تشتري الأقمار الصناعية من الدول المتقدمة.
الشيء الذي يكرس التبعية ويعززها ويجعل المواطن يلتف حول حلقة واحدة يصعب التحرر منها. إلا أنه لا يمكن توجيه أصابع الاتهام للعولمة وحدها. إذ أن ملامح هذا الاستلاب الثقافي والتغير في نمط العيش والتفكير ظهرت مع بداية التغلغل الاستعماري الفرنسي، فمثلا بالمغرب كان رهان المستعمر بجانب نهبه للثروات وفرض سيادته هو الغزو الفكري حيث عمل هذا الأخير جاهدا على زعزعة تقاليد ومعتقدات المغاربة، ويتجلى ذلك في سياسة التعليم التي نهجها حيث كان يمجد لثقافته الفرنسية ولإنجازاتهم ويبخس الثقافة العربية.
كما أنه قد جاء على لسان بعض الشيوخ الذين عايشوا الاستعمار أن الاختلاط الذي نشهده اليوم في الأعراس المغربية هو نتيجة للاستعمار فهو لم يكن قط من عادات المغاربة. وقد أتى به المعمرون الفرنسيون آنذاك ليتجرعه المغاربة ويصبح اليوم عند أغلب المواطنين أمرا بديهيا.
وفي تصريح له لـ"لعلم" أكد محمد الطالبي، باحث في الاعلام والتواصل السياسي، أن المغرب باعتبار موقعه الجغرافي تقاطعا بين أوروبا وافريقيا وله علاقات تاريخية مع المشرق أيضا، وبالنظر لمكانته الحضارية اعتباره قوة عظمى في زمن من الأزمنة، فإنه شكّل على الدوام فضاء للتأثير والتأثر الثقافي والحضاري. وحسب محمد الطالبي، يمكن تأريخ بداية الاستلاب الثقافي بالغزو الاستعمار الفرنسي للمغرب، منذ هزيمة أسلي 1844 التي كانت الصّدمة الحضارية الكبرى والاشارة الأولى التي جعلت المغرب يفهم تغَيّر موازن القوى بينه وبين أوربا.
ومادام أن المغلوب مُولع باتباع الغالب كما قال ابن خلدون فهنا بدأت الشرارات الأولى للاستلاب الثقافي والحضاري، حيث شكل النموذج الأوربي معيارا للتقدم والازدهار، ووصفاته هي المحدد للخروج من براثن التخلف.
كم أشار إلى أن فرض الحماية سنة 1912 كانت المُباشَرة الفعلية والعملية للمشروع الأوربي بالمغرب بكل ابعاده، حيث صار يسوق كنموذج ثقافي للتقدم من خلال الاشتغال على التأثير في بنية المجتمع المغربي وخصوصياته المحافظة والتي لا تناسب الأهداف الاستعمارية، بداية من اللغة (الفرنسية والاسبانية) أو من حيث اللباس (العصري) والعادات والتقاليد الجديدة (نمط الاحتفال، الأكل وغيرها).
غير أن بروز نموذج عالمي جديد احادي القطب وانتصار قيم السّوق والحرية والنموذج الديمقراطي الغربي الأمريكي بعد نهاية الحرب الباردة، وهي القيم التي أسّس لها نظريا وفكريا فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ"، ونظّر لأبعادها الحضارية الكبرى "صامويل هن تغتون" في كتابه "صدام الحضارات"، جعل الدول النامية والإسلامية بالخصوص، ومنها المغرب على فوهة مدفع تمدد قيم عالمية كونية "لا تصد ولا ترد".
وفي الأخير أوضح أن هدف العولمة التي تعتبر نتاج أحادية قطبية وتمدد النموذج الغربي الى تنميط العالم وفق ثقافة واحدة ونموذج واحد تزامن مع الثورات الكبرى التي حدثت في الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا وغيرها، مما جعل المغرب كما باقي دول العالم الثالث عُرضة لموجة تسليع الثقافة وتبضيع القيم وانهاء الخصوصيات الوطنية وتعويضها بنماذج ثقافية جديدة كونية وليبرالية.
إن العولمة ما هي إلا مكمل لسياسة الاستعمار المباشر حينها وهي حسب المفكر المغربي المهدي المنجرة "مرحلة من مراحل الاستعمار الجديد".
من جهة أخرى أكد مولاي أحمد دريسي، باحث في السيسيولوجيا والأنثروبولوجيا، بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لـ"العلم"، أن تعاريف الثقافة تتعدد، وهناك من يعتبرها المنتوج الحضاري للمجتمع من فكر وعمران ولباس وتدين وغيره. وتنتقل الثقافة من جيل لآخر عبر آلية التنشئة الاجتماعية والتربية، كما تلعب مؤسستا الأسرة والمدرسة الدور الأساس في الحفاظ على الثقافة.
لكن بعد الاستعمار تعرضت الثقافة المغربية لصدمة حضارية بسبب الهزيمة أمام فرنسا، وهو صدام بين حضارة مادية متقدمة تقنيا وعلميا، وبين حضارة تقليدية راكدة.
ويقول ابن خلدون بأن المغلوب مولع بثقافة الغالب، ويطلق عليها نحلة الغالب.
وأشار أنه رغم رفض الاستعمار وعنفه إلا أن الشباب يجذبهم تطوره التقني المادي باعتباره إنجازا جذيرا بالتقليد. كما يسكنهم نمط حياة الغرب، في كافة الجوانب، خاصة ما يتعلق بالحرية والديمقراطية والتحرر من سلطة المؤسسة الدينية.
ومع اكتساح تيار العولمة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي فقدت مؤسستا الأسرة والمدرسة زمام المبادرة في التربية، وأصبحت القنوات الفضائية المتخصصة والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر تأثيرا.
وأصبح جيل الصغار يستهلك تلك القيم باعتباره جزءا مهما من الحياة المعاصرة. ويركب الشباب موجات الموضة كواقع لا مفر من الانخراط فيه. وأضاف في الأخير أن من هنا يعيش الشباب الاستلاب الثقافي بوسائل العولمة وقوة تيارها.
إذن فما نحن بصدده اليوم يستدعي وقفة تأملية لما آلت إليه أحوال ثقافتنا التي بدأت تنصهر وتنسلخ عن ذاتها بانغماس الثقافات الأجنبية في العقل الباطن وذلك عبر تمريرها عن طريق مسلسلات استحوذت على الشاشات تخالف نهج والعقلية الحقيقية للمواطن المغربي التي كانت تأبى الانحياز لما هو غير أخلاقي ويتنافى مع قيم المجتمع المغربي. لكن سرعان ما وجد المتلقي نفسه يبحث عن جرعات زائدة من تلك المسلسلات لتسري داخل شريانه فلم يعد يستطع الانفلات من تأثيرها وهذا ما أصبحنا نلمسه في واقعنا الحالي.
وقد عمد مثقفون أن الحفاظ على هوية المجتمعات الآن تعد تحديا كبيرا يواجه الأمم للتطورات والتقدم السريع الذي لا يترك المرء يستفيق من تطور حتى يجد نفسه منغمسا داخل آخر جديد يختلف تماما على الذي سبقه مما يصعب تأقلمه مع أحداث العصر ومواكبتها للتصدي للأجسام الأجنبية التي تتأرجح لتنغمس على قدر المستطاع في ثقافات غيرها.