العلم الإلكترونية - الرباط
للاستثناء المغربي أوجهٌ وصيغٌ وأشكالٌ تختلف باختلاف الظروف، وتتباين بتباين الملابسات، وتتشكل وفق الدواعي والأسباب، ولكنها في نهاية الأمر، تعبر عن الخصوصيات التي ينفرد بها المغرب على مستوى مواجهة كل وضع طارئ وحالة عارضة وأزمة مفاجئة، وتعكس الطبيعة المتميزة للسياسات التي تنهجها بلادنا في جميع هذه الحالات غير المتوقعة، من جانب، و الأوضاع المستجدة على تعدد أنواعها ، من جانب آخر .
للاستثناء المغربي أوجهٌ وصيغٌ وأشكالٌ تختلف باختلاف الظروف، وتتباين بتباين الملابسات، وتتشكل وفق الدواعي والأسباب، ولكنها في نهاية الأمر، تعبر عن الخصوصيات التي ينفرد بها المغرب على مستوى مواجهة كل وضع طارئ وحالة عارضة وأزمة مفاجئة، وتعكس الطبيعة المتميزة للسياسات التي تنهجها بلادنا في جميع هذه الحالات غير المتوقعة، من جانب، و الأوضاع المستجدة على تعدد أنواعها ، من جانب آخر .
فالاستثناء المغربي حقيقة ثابتة ، وميزة متفردة من المزايا التي تتمتع بها بلادنا، على المستويات كافة، سياسياً وقانونياً وحقوقياً واقتصادياً واجتماعياً ورياضياً وإبداعياً . ومن جملة ذلك الامتياز المغربي في مواجهة الكوارث، الذي يتجلى اليوم في أشرق صوره وأبهى ظواهره، في تدبير الآثار والأضرار والمخلفات والتداعيات الناتجة عن الزلزال الذي ضرب ست مناطق من التراب الوطني، مخلفاً كارثةً هائلة، تتعامل معها أجهزة الدولة المغربية بدون استثناء، بأقصى مايكون من الجدية والفعالية والنجاعة والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه خدمة الوطن وإنقاذ المواطنين والمواطنات ضحايا الزلزال وتقديم الدعم المادي و المعنوي لهم جميعاً وفي أسرع وقت. وهذا المثل السامي الذي قدمه المغرب للعالم أجمع، في التعامل الذكي والرشيد والفاعل والواقعي مع تداعيات الكارثة، هو ملمح من ملامح الاستثناء المغربي الفريد من نوعه، والجدير بعظيم الاحترام وكل التقدير، من كل من يقارن بين الحالات المماثلة من حيث الشكل لا من حيث المضمون النتائج، ويحكم على الظواهر الناطقة والحقائق الملموسة، بالإنصاف ودونما محاباة أو مجاملة أو انصياع مع العواطف و الحسابات التي تتعارض مع الواقع المعيش، وتتنافى مع المنطق السليم و طبائع الأشياء .
لقد انخرط المغرب في مواجهة مكتملة الجوانب ، مع الآثار المترتبة عن الفاجعة التي فاجأت الجميع ، بخطة مبتكرة شاملة النواحي مندمجة المجالات ، صيغت في البرنامج الاستعجالي الطموح ، من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة وتأهيلها وترسيخ الأسس لإنمائها والعمل على ازدهارها ، لنجعل من المحنة نعمةً ، ومن الأزمة فرصةً لإعادة الأوضاع في المناطق المنكوبة إلى أحسن و أفضل وأجمل مما كانت عليه قبل الكارثة. وهذا هو التحدي الكبير والشرس والمهول، الذي استطاع المغرب أن يشرع في رفعه في الوقت المناسب ، في حركة تعبوية شاملة انخرط فيها الشعب المغربي، كل من موقعه وحسب قدرته ، ترمي إلى إسعاف المواطنين المتضررين من الزلزال بشتى الوسائل ووفقاً لخطة عمل مدروسة تشرف على تنفيذها المصالح الحكومية المختصة، بمشاركة واسعة من المؤسسات الرسمية المعنية بهذا المجال، ومن جمعيات المجتمع المدني التي تجندت جميعها وتنافست في تقديم الخدمات المطلوبة للمتضررين من جميع الفئات العمرية، وبأشكال متعددة من الخدمة .
هذه صورٌ من الاستثناء المغربي في مواجهة الكوارث، بالقيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله و أيده. وهي القيادة الحكيمة التي ضربت المثل الأسمى في ابتكار الحلول غير التقليدية وإيجاد الوسائل الضرورية للتغلب على الكارثة وتدبير مخلفاتها وتذليل الصعاب الناتجة عنها وتسوية المشاكل الكبرى المترتبة عنها.
فالبرنامج الاستعجالي خطة ضخمة تكتسي الطابع الاستراتيجي، وتعد من المشروعات الإنقاذية والإنمائية الكبرى التي تنفذ في زمن الأزمات التي تعصف بالأوضاع العامة في مناطق الكوارث الطبيعية .
إن المملكة المغربية في مواجهة اليوم الكارثة الزلزالية التي ضربت أجزاء من التراب الوطني، تقدم للمجتمع الدولي قاطبة، النموذج الأروع من الاستثناء المغربي في مواجهة الكارثة، بقيادة واعية بضخامة المسؤولية مبدعة للحلول فاتحة للسبل من أجل الخروج من الأزمة بأقل الأضرار، وبالقدر الكبير من النجاحات التي تصب في قناة تنمية المناطق المتضررة بالزلزال تنمية لم تعرفها من قبل، تسعى بلادنا لتكون شاملة ومندمجة ومستدامة، إن شاء الله .
0