2024 يناير 31 - تم تعديله في [التاريخ]

الاستثمار‭ ‬لبناء‭ ‬علاقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد


افـتتاحية جريدة العلم

*العلم*

زيارة‭ ‬العمل‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬محسن‭ ‬الجزولي‭ ‬الوزير‭ ‬المنتدب‭ ‬لدى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المكلف‭ ‬بالاستثمار‭ ‬والالتقائية‭ ‬وتقييم‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وفد‭ ‬مهم،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬الظرف‭ ‬المناسب‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬البلدين، ‬ولترسيخ‭ ‬القواعد‭ ‬لعلاقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد، ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬التي‭ ‬وضعها المغرب‭ ‬و‭‬إسبانيا‭ ‬بصدور‭ ‬الإعلان‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬عقب‭ ‬لقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭‬،‭ ‬ حفظه‭ ‬الله،‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬السيد‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬في‭ ‬7أبريل‭ ‬من‭ ‬سنة 2022.

وتدخل‭  ‬هذه‭ ‬الزيارة‭  ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يناير‭ ‬الجاري‭ ‬واستغرقت‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استعراض‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الإسبان‭.‬ واستهدفت‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بالمناسبة‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬مثل‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬والطيران‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنسيج‭ ‬والسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬والصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬وغيرها،‭ ‬تعزيز‭ ‬دينامية‭ ‬الاستثمار‭ ‬والأعمال‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المغربي‭ ‬الإسباني،‭ ‬وإنعاش‭ ‬التشغيل‭ ‬الوطني‭ ‬المنظمة‭ ‬الرئيسَة‭ ‬لأرباب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كاتالونيا،‭ ‬واتحاد‭ ‬مقاولات‭ ‬الباسك،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬الرئيسَة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬الباسك‭.‬

وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭ ‬برشلونة‭ ‬وبلباو، ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتين‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأعمال‭ ‬المغاربة‭ ‬والكاتالونيين،‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادلين‭ ‬والرغبة‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬ والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬حسب‭ ‬أرقام‭ ،‬2022‭ ‬فإن‭ ‬إسبانيا‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أكثر‭ ‬الشركاء‭ ‬التجاريين‭ ‬للمغرب،‭ ‬إذ‭ ‬تتربع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬للمغرب،‭ ‬و‭‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الخامسة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬استثماراً‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭.‬ وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭  ‬خوسيه‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريس،‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحافية‭ ‬جمعته‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬عند‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬للرباط،‭ ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬يطمح‭ ‬للاشتغال‭ ‬على‭ ‬تصورٍ‭ ‬أكثر‭ ‬طموحاً‭ ‬للعلاقة‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ .‬

وتأكيداً‭ ‬للإرادة‭ ‬المشتركة،‭ ‬وإعمالاً‭  ‬لتنفيذ‭ ‬إعلان‭  ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬سنة 2022، ‬أطلق‭ ‬المغرب‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬دعوةً‭ ‬للمستثمرين‭ ‬الإسبان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الهيكلية‭ ‬الكبرى‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬القادمة‭. ‬وتبلورت‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬مدريد،‭ ‬وجمعت‭ ‬بين‭ ‬150‭ ‬شركة‭ ‬مغربية‭ ‬بكبريات‭ ‬الشركات‭ ‬الإسبانية،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬قطار‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬قد‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المبدأ‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬يعتمده‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة،‭ ‬وهو‭ ‬رابح‭ ‬رابح،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭.‬ وهو‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬الفرص‭ ‬الثمينة‭  ‬للاستثمار‭ ‬الإسباني‭ ‬للولوج‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭  ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الامتيازات‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬ميثاق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬لجذب‭ ‬المستثمرين‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬وفتح‭ ‬أمامهم‭ ‬الأبواب‭ ‬الواسعة‭ ‬للربح‭ ‬المستدام،‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬مواتٍ‭ ‬ومناسبٍ‭ ‬ومشجعٍ،‭ ‬يرتفع‭ ‬بالمغرب‭ ‬إلى‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭  ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الصدارة‭ ‬من‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أعلى‭  ‬مراتب‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬وإنعاش‭ ‬سوق‭ ‬الأعمال‭ ‬والاستثمار،‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لشعار (الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ازدهار‭ ‬مشترك).

إن‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬والدينامية‭ ‬والاستمرارية،‭ ‬يخدم‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬ويستجيب‭ ‬لتطلعات‭ ‬الشعبين‭ ‬الصديقين‭ ‬اللذين‭ ‬يتوارثان‭ ‬تاريخاً‭ ‬حضارياً‭ ‬وثقافياً‭ ‬مشتركاً،‭ ‬هو‭ ‬الرصيد‭ ‬الباقي‭ ‬عبر‭ ‬الأزمنة‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬ينفدُ‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬النفاد،‭ ‬لأنه‭ ‬القدر‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وسيظل‭ ‬يجمعهما‭ ‬بالإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬المتطلعة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬والمزدهر‭ ‬والمشرق،‭ ‬والصانعة‭ ‬لعلاقةٍ‭ ‬استراتيجيةٍ‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ .‬



في نفس الركن