2024 فبراير 14 - تم تعديله في [التاريخ]

الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬لكتابة‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬منها


 
العلم الإلكترونية - الرباط 

لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يرحب‭ ‬المغرب‭ ‬بالتصريحات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬ستيفان‭ ‬سيجورنيه‭ ‬و‭ ‬زير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬،‭ ‬لصحيفة‭ ( ‬وست‭ ‬فرانس‭ ) ‬اليومية‭ ‬،‭ ‬وجاء‭ ‬فيها‭ ‬بالخصوص‭ ‬قوله‭ ( ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬الاستثمار‭ ‬شخصياً‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الفرنسية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أيضاً‭ ‬كتابة‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬علاقتنا‭ ) . ‬و‭ ‬واضح‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬،‭ ‬يعني‭ ‬إنماءَها‭ ‬و‭ ‬تجويدَها‭ ‬و‭ ‬تطويرَها‭ ‬و‭ ‬النهوضَ‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬نموذجيةً‭ ‬و‭ ‬قائمةً‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬راسخة‭ . ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬فرنسا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬،‭ ‬توتراً‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬التباعد‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تباين‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬عدة‭ . ‬ولذلك‭ ‬يعد‭ ‬إعراب‭ ‬الوزير‭ ‬سيجورنيه‭ ‬عن‭ ‬سعي‭ ‬بلده‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬المنشود‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬،‭ ‬تطوراً‭ ‬يستحق‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬طي‭ ‬صفحات‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬،‭ ‬بحسب‭ ‬التعبير‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬الزميلة‭ ‬الفرنسية‭ .‬
 
و‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬بقوةٍ‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬،‭ ‬قوله‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ( ‬إن‭ ‬باريس‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬الموعد‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضايا‭ ‬الأكثر‭ ‬حساسيةً‭ ‬مثل‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬دعم‭ ‬فرنسا‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬المستمر‭ ‬لخطة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬حقيقةً‭ ‬واقعةً‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ) . ‬و‭ ‬هذا‭ ‬تطورٌ‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬نترك‭ ‬الرد‭ ‬عليه‭ ‬لوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نؤكد‭ ‬أنه‭ ‬تطورٌ‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتبلور‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬أقوى‭ ‬وضوحاً‭ ‬،‭ ‬وخطوةٌ‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تتلوها‭ ‬خطوات‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يقرب‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعترف‭ ‬بالوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وبسيادتها‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬مجموع‭ ‬أراضيها‭ ‬،‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬الوضوح‭ ‬،‭ ‬ستدخل‭ ‬به‭ ‬باريس‭ ‬نادي‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬المواقف‭ ‬الداعمة‭ ‬لعدالة‭ ‬قضية‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬كاملةً‭ ‬غير‭ ‬مجزأة‭ .‬
 
وليس‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬ستتبعها‭ ‬فرنسا‭ ‬لترجمة‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬لوزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬المرحب‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ستحكم‭ ‬على‭ ‬مصداقية‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬الجديد‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬واقعيتها‭ ‬و‭ ‬جديتها‭ . ‬و‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬تعرف‭ ‬الحقائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقضيتنا‭ ‬المركزية‭ ‬الأولى‭ ‬،‭ ‬بحكم‭ ‬تاريخها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬واعتباراً‭ ‬لخبراتها‭ ‬الميدانية‭ ‬و‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬تحكم‭ ‬المغرب‭ ‬بموجب‭ ‬بمعاهدة‭ ‬الحماية‭ ‬المبرمة‭ ‬بفاس‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1912‭ ‬،‭ ‬واستمر‭ ‬حكمها‭ ‬الاستعماري‭ ‬للمغرب‭ ‬إلى‭ ‬صدور‭ ‬التصريح‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬مارس‭ ‬سنة‭ ‬1956‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬أدرى‭ ‬بملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
 
و‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الفرنسية‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬سيبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهوده‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬باريس‭ ‬و‭ ‬الرباط‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬و‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬المغاربة‭ ‬،‭ ‬حسب‭ ‬عبارته‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الخطوة‭ ‬المقبلة‭ ‬المنتظرة‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬التي‭ ‬اتخذته‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬لأقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وتنحاز‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬حلفاء‭ ‬المغرب‭ ‬المؤيدين‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط‭ ‬عدالة‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬
بانتهاج‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬،‭ ‬سيتعزز‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬يؤتي‭ ‬أكله‭ ‬،‭ ‬فتنمو‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الثنائية‭ ‬و‭ ‬تتطور‭ ‬،‭ ‬لتخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬،‭ ‬وليكون‭ ‬البدء‭ ‬معاً‭ ‬و‭ ‬سوياً‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الفصل‭ ‬الجديد‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقات‭ ‬المتطاولة‭ ‬في‭ ‬الزمن



في نفس الركن