العلم الإلكترونية - بقلم محمد أوسلي/طالب
هو عبارة عن دراسة كاشفة وجريئة لما تخفيه وسائل الاتصال الحديثة من خروقات وتجاوزات خطيرة في حق الإنسانية جمعاء، فالكاتبان بلسان مترجمهما يحاولان من خلال كتابهما هذا إظهار مكامن الخطر الذي تشكله البيغ داتا على خصوصيتنا ووجودنا الآني، بغية توعيتنا وإنقاذ ما قد يمكن إنقاذه، فهؤلاء القادة التكنلوجيون لا يهمهم ما قد تؤول إليه الإنسانية مستقبلا من تدني أخلاقي وتيه وأرق معولم، بقدر ما يهمهم الربح المادي.
هو عبارة عن دراسة كاشفة وجريئة لما تخفيه وسائل الاتصال الحديثة من خروقات وتجاوزات خطيرة في حق الإنسانية جمعاء، فالكاتبان بلسان مترجمهما يحاولان من خلال كتابهما هذا إظهار مكامن الخطر الذي تشكله البيغ داتا على خصوصيتنا ووجودنا الآني، بغية توعيتنا وإنقاذ ما قد يمكن إنقاذه، فهؤلاء القادة التكنلوجيون لا يهمهم ما قد تؤول إليه الإنسانية مستقبلا من تدني أخلاقي وتيه وأرق معولم، بقدر ما يهمهم الربح المادي.
استطاعت البيغ داتا قطع شوط كبير في هذا الصدد الخالي من الإنسانية بسيطرتها الشبه الكاملة على حرية المبحرين والذين يقدرون بالملايين إن لم نقل الملايير، عن طريق إشباع غريزتنا المتلهفة للمزيد وباستباق رغباتنا المنبثقة من اللاوعي، بل وبتخمين ما نفكر فيه وما قد نفكر فيه أيضا، فهم أصبحوا يعرفوننا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا. كل هذا عبر وسائل ضختها وجعلتها ضرورية لحياتنا اليومية، كالهواتف والحواسيب وألعاب الفيديو والتلفاز، دون إغفال المواقع الالكترونية والتي تتمثل بكثرة في غوغل وفايسبوك وأمزون.
إن العالم لفي خطر كبير إن لم نسارع في تقنين وردع هاته الوسائل والمواقع التي قد تسيطر على كل شيء بشكل شامل في السنوات القادمة، لأنه وإن تم كبحها بشكل جزئي فإننا لن نستطيع التخلص منها كليا لأنها شركات تجد خلفها أكبر الدول نفوذا في العالم ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فاللوغاريتمات ستبقى محتفظة بما تخزنه وتعلمه عنا من أشياء إلى الأبد، وبالتالي فنبوءة أفلاطون قد تحققت وصارت واقعا فقد أصبحنا نخاف الحقيقة ونتجنبها بسبب الوهم الذي زرعوه فينا وغشو به بصائرنا، مما أثر سلبا على استيعابنا لما يجري حولنا وعلى تواصلنا مع الغير، حيث إن الفردانية أصبحت هي الأسلوب والمغزى المنشود لدى المبحرين، فهي التي تمثل لهم الحرية المطلقة داخل فضاء يوفر لهم كل شيء دون مجهود عقلي ولا جسدي.
لقد أضحى الإنسان بلا بوصلة تائها في الزمكان، ولا يجد ضالته إلا في وسائل الاتصال، كأنه عبد تم شراءه في سوق النخاسة، وكما قال دوستويفسكي في روايته الفقراء "سنضع حريتنا عند أقدامهم قائلين، خذونا عبيدا عندكم، ولكن أطعمونا.
يعتبر هذا الكتاب مرجعا فريدا من نوعه أغدق علينا به كاتباه ومترجمه للعربية سعيد بنكراد، فهو بمثابة تنبيه وتنبؤ لما ستؤول له الأوضاع مستقبلا إن لم نحتط من هذه الموجة الجارفة التي أباحتها تكنولوجيا الاتصال، وما يزيد هذا الكتاب روعة وأهمية كبيرين هو سلاسة المترجم وأمانته الأدبية، والتي يشتهر بها دائما في مؤلفاته.