العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي/تونس
في خطوةٍ ضمن مسار ترافعي طويل، احتضنت قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة في تونس العاصمة صباح السبت 19 مارس 2022، ورشةَ عمل تبادل خلالها ممثلون عن الإعلام الجمعوي بكل من المغرب وتونس والجزائر، خبراتهم حول هذا الإعلام البديل والإنجازات التي راكمها، وكذا التحديات التي يواجهها على المستوى القانوني والتنظيمي والنموذج الاقتصادي.
في هذا السياق، استعرض محمد ياسين عبار، أستاذ علم الاجتماع ورئيس جمعية مبادرات مواطنة وإذاعة "كيش راديو" من المغرب، تجربة هذه الإذاعة التي وصفها بالمتميزة في الإعلام الجمعوي، موضحاً كيف وفّرت "كيش راديو" أستوديو متنقلاً مجهزاً بالطاقة الشمسية يتنقل إلى مناطق نائية بجهة مراكش آسفي، ويعطي الساكنة هناك فرصةَ الحديث عن تجاربهم بكل حرية.
وأوضح الشاب ذاته، كيف أن شابات من المغربي العميق يُنْتِجن البرامج وينشطنها ويتحدثن عن قضاياهن، ومعاناتهن مع الذكورية وصعوبة الولوج إلى التعليم وغياب البنية التحتية، وكفاحهن من أجل تحقيق أحلامهن المشروعة.
واعتبر عبار، أن هذا الواقع متشابه في المناطق النائية ببلدان المغرب الكبير جميعها، داعيا إلى توحيد الجهود بغية النهوض بهذه الإذاعات حتى تتمكن من التقدم في مشاريعها الهادفة لخدمة الفئات المهمشة التي لا تستطيع الوصول إلى الإعلام "التقليدي"، الذي شدد على وجود تكامل بينه وبين الإعلام البديل.
من جهته، شدد محمد لغطاس، المستشار والخبير في الإعلام الجمعوي، على ضرورة حصول الإذاعات الجمعوية على الاعتراف القانوني في المغرب، وتمكينها من الدعم العمومي الذي تستفيد منه باقي وسائل الإعلام في البلاد، مما يمكنها من تحسين نموذجها الاقتصادي وضمان مداخيل مستدامة للعاملين فيها.
وقال لغطاس، إن الدعم العمومي يسمح باستدامة الإعلام، وإن الإذاعات الجمعوية تقدم خدمة عمومية تستحق عليها هذا الدعم، داعيا إلى إحداث صندوق لدعم هذه الإذاعات في المغرب. وفسّر كيف أن ارتكاز نموذج هذه الإذاعات الاقتصادي القائم على دعم المؤسسات الدولية في نطاق مشاريع مع المؤسسات الدولية محدود في الزمان.
كما أجاب عن سؤال لجريدة العلم، حول تعدد تسميات هذه الإذاعات في المغرب العربي، بين الجمعوية والمجتمعية والجماعاتية والجماعية... معطيا لمحة عن تاريخ هذه الإذاعات منذ الثلاثينات في أمريكا اللاتينية ليخلص إلى أن الجمعوية هي الأقرب للصواب.
بدوره، قال مصطفى اللوزي، مدير وباحث في الإعلام، إن الحديث يجب أن يكون عن إعلام جمعوي وليس إذاعات جمعوية، وذلك بالنظر للأشكال الجديدة التي يمتاز بخلقها والإبداع فيها بشكل دائم لتحسين مضامينه وتحقيق صحافة الجودة.
واعتبر أن الصحافي "التقليدي"، محاصر بعدد كبير من الضوابط وبضغط سيل الأخبار التي لا يتناول إلا جزءا منها، موضحا الفرق بين التواصل والإخبار في مجال الإعلام.
وقال اللوزي، إن الصحافي التقليدي يعيش في ظل عدد من الموروثات الجامدة، داعيا إلى ضرورة البحث عن نماذج جديدة للإعلام البديل، ومؤكدا على أن هذا الإعلام ليس نموذجا بديلا للإعلام العادي، ولا يستغل وضعه الصعب، لكنه يخدم التنوع والقرب.
كما تحدث فهمي بليداوي، عن مؤسسة "راديو نفزاوة"، والمؤسس الشريك للاتحاد التونسي للإعلام المجتمعي، عن التجربة التونسية التي تتميز بحصول الإذاعات الجمعوية على الاعتراف القانوني، لكنها تعاني من مشاكل وصعوبات في نموذجها الاقتصادي.
وبيّن فهمي، كيف أن الاتحاد التونسي للإعلام المجتمعي، يضم ثلاثين إذاعة، وكيف كانت انطلاقة تجربة إذاعة نفزاوة، والإعلام الجمعوي ككل في تونس، بعد ثورة 2011 ، لتنتشر في جل مناطق البلاد، خاصة في المناطق المهمشة لتُسمع صوت المواطنين.
وأشار إلى أن إذاعته حصلت على ترخيص سنة 2014، لينتقل عدد المتطوعين فيها من 4 إلى 30 شابا وشابة بدوام كامل، معرباً عن قناعته بأن مستقبل الإذاعات الجمعوية لا يمكن أن يعتمد على الدعم أو حتى الإشهار، بل الحل هو الاشتغال على نشاط موجود بالجهة وهناك حاجة له، ممثلا لذلك بأربعة مشاريع يشتغل عليها فريقه حاليا.
ومن هذه المشاريع، يضيف فهمي، محاولة الترويج للتمور كمنتوج يحافظ على المجموعة، ويمكن من إعطاء جودة، تسهم في تغيير الصور النمطية وتنمية ولايات الجنوب التونسي.
كما تم استعراض التجربة الجزائرية في الإذاعات الجمعوية، من خلال تجربة إذاعة صوت المرأة. وتوضيح معاناتها من غياب الاعتراف القانوني، وكيف أنها تمتاز بوجود ناشطين يؤمنون بدورها الإعلامي.
في خطوةٍ ضمن مسار ترافعي طويل، احتضنت قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة في تونس العاصمة صباح السبت 19 مارس 2022، ورشةَ عمل تبادل خلالها ممثلون عن الإعلام الجمعوي بكل من المغرب وتونس والجزائر، خبراتهم حول هذا الإعلام البديل والإنجازات التي راكمها، وكذا التحديات التي يواجهها على المستوى القانوني والتنظيمي والنموذج الاقتصادي.
في هذا السياق، استعرض محمد ياسين عبار، أستاذ علم الاجتماع ورئيس جمعية مبادرات مواطنة وإذاعة "كيش راديو" من المغرب، تجربة هذه الإذاعة التي وصفها بالمتميزة في الإعلام الجمعوي، موضحاً كيف وفّرت "كيش راديو" أستوديو متنقلاً مجهزاً بالطاقة الشمسية يتنقل إلى مناطق نائية بجهة مراكش آسفي، ويعطي الساكنة هناك فرصةَ الحديث عن تجاربهم بكل حرية.
وأوضح الشاب ذاته، كيف أن شابات من المغربي العميق يُنْتِجن البرامج وينشطنها ويتحدثن عن قضاياهن، ومعاناتهن مع الذكورية وصعوبة الولوج إلى التعليم وغياب البنية التحتية، وكفاحهن من أجل تحقيق أحلامهن المشروعة.
واعتبر عبار، أن هذا الواقع متشابه في المناطق النائية ببلدان المغرب الكبير جميعها، داعيا إلى توحيد الجهود بغية النهوض بهذه الإذاعات حتى تتمكن من التقدم في مشاريعها الهادفة لخدمة الفئات المهمشة التي لا تستطيع الوصول إلى الإعلام "التقليدي"، الذي شدد على وجود تكامل بينه وبين الإعلام البديل.
من جهته، شدد محمد لغطاس، المستشار والخبير في الإعلام الجمعوي، على ضرورة حصول الإذاعات الجمعوية على الاعتراف القانوني في المغرب، وتمكينها من الدعم العمومي الذي تستفيد منه باقي وسائل الإعلام في البلاد، مما يمكنها من تحسين نموذجها الاقتصادي وضمان مداخيل مستدامة للعاملين فيها.
وقال لغطاس، إن الدعم العمومي يسمح باستدامة الإعلام، وإن الإذاعات الجمعوية تقدم خدمة عمومية تستحق عليها هذا الدعم، داعيا إلى إحداث صندوق لدعم هذه الإذاعات في المغرب. وفسّر كيف أن ارتكاز نموذج هذه الإذاعات الاقتصادي القائم على دعم المؤسسات الدولية في نطاق مشاريع مع المؤسسات الدولية محدود في الزمان.
كما أجاب عن سؤال لجريدة العلم، حول تعدد تسميات هذه الإذاعات في المغرب العربي، بين الجمعوية والمجتمعية والجماعاتية والجماعية... معطيا لمحة عن تاريخ هذه الإذاعات منذ الثلاثينات في أمريكا اللاتينية ليخلص إلى أن الجمعوية هي الأقرب للصواب.
بدوره، قال مصطفى اللوزي، مدير وباحث في الإعلام، إن الحديث يجب أن يكون عن إعلام جمعوي وليس إذاعات جمعوية، وذلك بالنظر للأشكال الجديدة التي يمتاز بخلقها والإبداع فيها بشكل دائم لتحسين مضامينه وتحقيق صحافة الجودة.
واعتبر أن الصحافي "التقليدي"، محاصر بعدد كبير من الضوابط وبضغط سيل الأخبار التي لا يتناول إلا جزءا منها، موضحا الفرق بين التواصل والإخبار في مجال الإعلام.
وقال اللوزي، إن الصحافي التقليدي يعيش في ظل عدد من الموروثات الجامدة، داعيا إلى ضرورة البحث عن نماذج جديدة للإعلام البديل، ومؤكدا على أن هذا الإعلام ليس نموذجا بديلا للإعلام العادي، ولا يستغل وضعه الصعب، لكنه يخدم التنوع والقرب.
كما تحدث فهمي بليداوي، عن مؤسسة "راديو نفزاوة"، والمؤسس الشريك للاتحاد التونسي للإعلام المجتمعي، عن التجربة التونسية التي تتميز بحصول الإذاعات الجمعوية على الاعتراف القانوني، لكنها تعاني من مشاكل وصعوبات في نموذجها الاقتصادي.
وبيّن فهمي، كيف أن الاتحاد التونسي للإعلام المجتمعي، يضم ثلاثين إذاعة، وكيف كانت انطلاقة تجربة إذاعة نفزاوة، والإعلام الجمعوي ككل في تونس، بعد ثورة 2011 ، لتنتشر في جل مناطق البلاد، خاصة في المناطق المهمشة لتُسمع صوت المواطنين.
وأشار إلى أن إذاعته حصلت على ترخيص سنة 2014، لينتقل عدد المتطوعين فيها من 4 إلى 30 شابا وشابة بدوام كامل، معرباً عن قناعته بأن مستقبل الإذاعات الجمعوية لا يمكن أن يعتمد على الدعم أو حتى الإشهار، بل الحل هو الاشتغال على نشاط موجود بالجهة وهناك حاجة له، ممثلا لذلك بأربعة مشاريع يشتغل عليها فريقه حاليا.
ومن هذه المشاريع، يضيف فهمي، محاولة الترويج للتمور كمنتوج يحافظ على المجموعة، ويمكن من إعطاء جودة، تسهم في تغيير الصور النمطية وتنمية ولايات الجنوب التونسي.
كما تم استعراض التجربة الجزائرية في الإذاعات الجمعوية، من خلال تجربة إذاعة صوت المرأة. وتوضيح معاناتها من غياب الاعتراف القانوني، وكيف أنها تمتاز بوجود ناشطين يؤمنون بدورها الإعلامي.