العلم - وكالات
بعد ثمانية أشهر من بدء العدوان الصهيوني في غزة، أعلنت إسرائيل الجمعة أن الأمم المتحدة أبلغتها بأنها ستدرج جيشها على "قائمة العار" المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات، في قرار ندد به الكيان الصهيوني ورحب به الفلسطينيون رغم أنه يشمل أيضا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
بعد ثمانية أشهر من بدء العدوان الصهيوني في غزة، أعلنت إسرائيل الجمعة أن الأمم المتحدة أبلغتها بأنها ستدرج جيشها على "قائمة العار" المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات، في قرار ندد به الكيان الصهيوني ورحب به الفلسطينيون رغم أنه يشمل أيضا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتحدة كل عام تقريرا يرصد انتهاكات حقوق الأطفال في نحو عشرين منطقة نزاع حول العالم، ويضمنه ملحقا يدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ويطلق على هذا الملحق اسم "قائمة العار" لاحتوائه على أسماء جهات متهمة بارتكاب انتهاكات بحق أطفال في النزاعات، بما في ذلك قتلهم أو تشويههم أو تجنيدهم أو اختطافهم أو ارتكاب أعمال عنف جنسي بحقهم.
وسيصدر الأمين العام أنطونيو غوتيريش تقريره الجديد في 18 يونيو الجاري، لكن السفير الإسرائيلي غلعاد إردان فاجأ الجميع الجمعة بإعلانه أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مدير مكتب غوتيريش يبلغه فيه بقرار الأمين العام إدراج الجيش الإسرائيلي على "قائمة العار".
ونشر السفير الإسرائيلي على حسابه في منصة إكس الجمعة تسجيل فيديو لجزء من هذه المحادثة الهاتفية ظهر فيه وهو يقول "أشعر بصدمة عميقة واشمئزاز من هذا القرار المخزي الذي اتخذه الأمين العام".
وزعم الدبلوماسي الصهيوني "أنه قرار غير أخلاقي يساعد الإرهاب ويكافئ حماس"، وذلك رغم ما ترتكبه حكومته من جرائم فظيعة في حق الفلسطينيين، آخرها سقوط 37 شهيدا إثر غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تابعة للأمم المتحدة بقطاع غزة.
والعام الماضي، أدرج الأمين العام على "قائمة العار" الأممية كلا من الجيش الروسي والجماعات المسلحة "الموالية له"، لكنه لم يدرج يومها إسرائيل، الأمر الذي أثار استياء منظمات حقوقية تطالب منذ سنوات بوسم الكيان المحتل بهذه السمة.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في تقريرها لعام 2022 من أن ها لن تتوانى عن إدراج إسرائيل على "قائمة العار" إذا لم يحدث أي تحسن على صعيد احترامها لحقوق الأطفال في النزاعات.
من جهته، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة صحة المكالمة الهاتفية التي أجراها مدير مكتب غوتيريش مع السفير الإسرائيلي، موضحا أنها كانت "مكالمة مجاملة" وإجراء روتينيا مع الدول "المدرجة حديثا " في الملحق.
وأوضح دوجاريك أن الهدف من هذه المكالمة هو إخطار الدولة المعنية وتجنب حصول تسريبات، منتقدا بشدة إقدام السفير الإسرائيلي على تسجيل هذه المكالمة الهاتفية ونشر مقطع فيديو لهذا التسجيل.
وقال دودجاريك، إن ما أقدم عليه السفير الإسرائيلي "أمر صادم وغير مقبول، وبصراحة هذا شيء لم أر مثيلا له قط خلال 24 عاما في هذه المنظمة".
وردا على سؤال حول احتمال إدراج حماس على القائمة، رفض دوجاريك إعطاء أي معلومات أخرى حول مضمون التقرير، داعيا الجميع إلى "قراءته بالكامل واستخلاص النتائج" عند نشره في 18 يونيو.
لكن مصدرا دبلوماسيا قال لوكالة فرانس برس إن التقرير الجديد سيضم أيضا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ورحبت السلطة الفلسطينية بقرار ضم الجيش الإسرائيلي إلى "قائمة العار".
وقال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن "إسرائيل أفلتت من العقاب والمحاسبة على جرائمها ضد الأطفال الفلسطينيين لعقود طويلة، ما جعلها تتمادى في استهداف أطفالنا وإلحاق الضرر بهم".
وأضاف أن قرار غوتيريش هو "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء ثقافة ازدواجية المعايير والإفلات من العقاب".
من جهته، قال لويس شاربونو من منظمة هيومن رايتس ووتش تعليقا على قرار إدراج إسرائيل على القائمة هذا العام، إن "هذا قرار مبرر تماما من قبل الأمين العام، حتى لو كان ينبغي أن يكون قد اتخذ منذ وقت طويل".
وأضاف "هذا شيء كنا نطالب به منذ فترة طويلة، مع إدراج حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى على القائمة".
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر المنصرم، بعدما نفذت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" طوفان الأقصى داخل إسرائيل، مكنتها من أخذ 251 رهينة، ليرد جيش الاحتلال بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات الهمجية والعشوائية أدت إلى استشهاد أكثر من 36731 شخصا في غزة، معظمهم أطفال ونساء لا ذنب ولا دخل لهم في النزاع.