العلم الإلكترونية - عبد الإلاه شهبون
في قرار يبدو أنه سيحرج الأشخاص غير الملقحين، يتجه المغرب لفرض جواز التلقيح على الأشخاص غير الملقحين في الأماكن والفضاءات المغلقة، أمام استقرار الوضع الوبائي وانتشار مطالب التخفيف من حدة الإجراءات الوقائية المتخذة منذ مدة.
وتقترب المملكة من رقم 80 في المائة من الملقحين المستهدفين، والذي حددته اللجنة العلمية لرفع توصية إجبارية الجواز لولوج الفضاءات العمومية.
ولحد الساعة تم تلقيح ما يفوق 23 مليونا و31 ألفا من المستفيدين بالجرعة الأولى؛ وهو ما يمثل 77 في المائة من الفئة المستهدفة، وأزيد من 20 مليونا و117 ألفا بالجرعة الثانية أي 67 في المائة، ويأتي هذا الإجراء المرتقب كذلك في ظل توفر البلاد على المخزون الكافي من اللقاحات.
وفي هذا السياق،قال البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة الوطنية لكوفيد، إن الحالة الوبائية بالمغرب في تحسن ملموس، وبلادنا ستدخل المنطقة الخضراء خلال الأيام المقبلة، حيث سيصاحبها توسيع والتخفيف الشامل للإجراءات وحالة الطوارئ، من أجل حماية الأشخاص الملقحين من الفئة التي اختارت عدم التطعيم، مضيفا في تصريح ل «العلم» أن غير الملقحين سيكونون ملزمين بالإدلاء بجواز التلقيح عند ولوجهم لقاعات السينما والملاعب الرياضية والأماكن المغلقة.
وتابع المتحدث، أن المغرب سيدخل مرحلة جديدة تحتم على المواطن التعايش مع الفيروس، وأخذ الحيطة والحذر من الفئة التي لم تلقح خاصة الشباب.
وبخصوص موعد التخفيف الشامل للإجراءات الاحترازية، أكد البروفيسورالمتوكل، أن الأمر منوط بالسلطات الحكومية التي لها الصلاحية لاتخاذ هذا القرار.
من جانبه، أكد سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية التقنية للقاح، أن المغرب يسير في اتجاه التخفيف الشامل للإجراءات الاحترازية، لكن إلى حدود اللحظة ننتظر وصول نسبة الفئة المستهدفة من اللقاح إلى 80 في المائة، مشددا في تصريح ل «العلم» أن الجواز التلقيحي معتمد حاليا في التنقل إلى الخارج أو بين المدن، وقد تلجأ السلطات إلى فرضه لولوج المسارح ودور السينما وباقي الفضاءات المغلقة.
وشدد عضو اللجنة العلمية التقنية للقاح، على ضرورة تحرك المواطنين لتلقي الجرعتين الأولى والثانية، من أجل فتح كافة المرافق على غرار ما يجري حاليا في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الإسراع بعملية التطعيم هو الكفيل باعتماد الجواز، كما أشار إلى أن اللجنة العلمية لم تحدد بعد موعدا من أجل الاجتماع بهذا الصدد.
وأوضح عفيف، أن المغرب وبفضل الرعاية السامية لجلالة الملك تمكن من التوفر على كميات كبيرة من اللقاح، مضيفا أن الدول المتقدمة في عملية التلقيح رغم ظهور موجة جديدة من الفيروس لا تؤثر كثيرا بدليل أن عدد الأشخاص في الإنعاش قليل، عكس ما يحدث بروسيا ورومانيا اللتين تعانيان الأمرين لأن نسبة التلقيح فيهما ضعيفة لا تصل حتى 30 بالمائة، بالإضافة إلى أستراليا التي اضطرت لفرض حجر صحي شامل لأربعة أشهر على مواطنيها، ولكن خلال هذه المدة تمكنت من تلقيح نسبة كبيرة مما سمح لها بالتخفيف الشامل.
واستطرد قائلا: «إن بلادنا متقدمة في عملية التلقيح، بحيث وصل 77 بالمائة بالنسبة للملقحين بالحقنة الأولى، و67 بالمائة بالحقنة الثانية،وإذا أخذنا بريطانيا وأمريكا فقد تم فرض جواز التلقيح في الأماكن المغلقة»، مشيرا إلى أنه إذا كان جواز التلقيح سيسمح بعملية التخفيف فنحن مع الفكرة، على اعتبار أنها تخدم المصحلة العامة، وتحمي الأشخاص الملقحين.
وأكد عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح، أن أكثر من 80 بالمائة من الأطفال تم تطعيمهم خلال 40 يوما، ولكن لابد من روح المسؤولية الفردية لدى المواطن المتمثلة في احترام التدابير الاحترازية، والتسريع من عملية التطعيم للوصول إلى المناعة الجماعية من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية.