2024 يوليو/جويلية 29 - تم تعديله في [التاريخ]

الأبعاد الحضارية لتَزامُن بناء المغرب الجديد مع دخول الألفية الجديدة


العلم الالكترونية _ الرباط
 
من خلال الرؤية الحضارية، وفي ضوء المراحل الأولى للتطور الحثيث والشامل الذي عرفه المغرب، وبحسابات المنطق التاريخي، فإن جلوس جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، على عرش المملكة المغربية، هو، وبكل المقاييس المعتمدة في تقييم حجم التقدم الذي تشهده الدول، الانطلاقة الفعلية لبناء المغرب الجديد، الذي واكب استهلال الألفية الثالثة، التي تعد المرحلة التاريخية الأكثر تأثيراً على حياة الإنسان فوق الكوكب من نواحٍ شتى، يرصدها الخبراء الاستراتيجيون والعلماء المتخصصون في البحوث الإنسانية المتصلة بتحولات المجتمعات البشرية وبالطفرات الانتقالية التي تعرفها.
 
لقد كان تربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أجداده الميامين، فتحاً جديداً في تاريخ المغرب تزامن مع دخول القرن الحادي والعشرين، الذي  انشغلت العقول بالبحث والتأمل في الآمال المعقودة عليه التي تداعب مخيلات البشر.

فقد بدأ  العهد الجديد في فترة كانت الأمة المغربية تتطلع إلى التغيير الإيجابي الفاعل والمؤثر، و تترقب إقلاعاً سياسياً  يمهد لتطور عميق، و يؤدي إلى الانطلاق نحو  نهضة تحيي الأمل في غد أكثر إشراقاً و أوفر حظاً من فرص النمو المتوازن الذي يفضي إلى التنمية الشاملة المستدامة .
 
فكان جلالة العاهل، أيده الله،  على موعد مع التاريخ ، للشروع في تجديد الدولة  تجديداً شاملاً، ولبناء المغرب الجديد الذي يتناغم مع التطورات المتلاحقة التي يشهدها العصر ، وينسجم مع الطموح الذي يحدو العالم بأسره مع إطلالة الألفية الجديدة ، في التغيير و التحديث و التطوير وتجديد البناء في كل مجال من مجالات الحياة الإنسانية.
 
إن مغرب اليوم لا يقارن بمغرب ما قبل خمس وعشرين سنة، من حيث التحولات العميقة التي عرفتها البلاد خلال هذه الحقبة، في جميع الميادين من دون استثناء، سياسياً وقانونياً وحقوقياً واقتصادياً وإنمائياً وصناعياً وتكنولوجياً وعلمياً وابتكارياً، ومن حيث فلسفة الحكم وجدلية السلطة والعلاقة بين المسؤولية والمحاسبة والنموذج التنموي المبتكر، وتلك هي مقومات تجديد بناء الدولة، وبناء الحكم، وبناء المغرب الجديد، بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، وفقه الله، بالرؤية الملكية المستنيرة والمتبصرة و الواضحة، على مدى ربع قرن هو من أخصب الحقب التاريخية التي مرت بها البلاد، وأكثرها تطويراً وتغييراً وانفتاحاً على آفاق العصر واندماجاً ومواكبة للتطورات الحديثة التي تعيشها المجتمعات الإنسانية المعاصرة .
 
لقد تغير المغرب على جميع المستويات خلال ربع القرن الماضي ، لدرجة نستطيع معها أن نطلق على هذه الحقبة) ربع القرن الذهبي (،  بكل الدلالات التي يحملها هذا الإطلاق .  لأن عمق التحول الذي طبع هذه الحقبة يجعله فريداً من نوعه وغير مسبوق ومتميزاً بشكل مطلق، عن جميع التجارب السابقة، من دون أن يكون في هذا التقييم النظري والعملي معاً، أي انتقاص من القيمة  التي ينطوي عليها  التحول في الجيل السابق.
 
هذا التزامن بين تولية جلالة الملك محمد السادس، رعاه الله، للعرش المجيد، وبين إطلالة الألفية الجديدة، ننظر إليه من خلال الرؤية الحضارية ، فنجده من الملامح الرئيسَة والقسمات المتميزة لهذا العهد السعيد والمرحلة الجديدة، وهو الأمر الذي يشجعنا على أن نؤكد، بكل ثقة وبمنتهى الاقتناع، أن جلالة الملك محمد السادس، أعز الله أمره، قد وضع المغرب على طريق التقدم المتوازن والمتكامل  وذي الأبعاد الواسعة، لتكون المرحلة المقبلة، بمشيئة الله تعالى، الانطلاقة نحو  صناعة تاريخ المغرب في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين .



في نفس الركن