2023 يوليو/جويلية 24 - تم تعديله في [التاريخ]

اعتراف‭ ‬داعم‭ ‬لقضيتنا‭ ‬العادلة‭ ‬وقرار صائب‭ ‬و‭‬متبصر‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي

أحال‭ ‬اعتراف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه، ‭‬على‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭‬، ‬من‭ ‬أن‭" ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬هو‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬، ‬وهو‭ ‬المعيار‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬البسيط‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬به‭ ‬صدقَ‭ ‬العلاقات‭ ‬ونجاعةَ‭ ‬الشراكات"‭.‬



وكان‭ ‬الخطاب‭ ‬موجهاً‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الضبابية‭ ‬و‭‬تلعب‭ ‬على‭ ‬الحبلين‭ ‬و‭‬تتخذ‭ ‬مواقف‭ ‬ضبابية‭ ‬إزاء‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬القصد‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الفهم،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بحلفاء‭ ‬المغرب‭ ‬القدماء‭ ‬والجدد‭ .‬


واليوم‭ ‬وقد‭ ‬أبانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬الواضح‭ ‬واتخذت‭ ‬قراراً‭ ‬سيادياً‭ ‬اعترفت‭ ‬فيه‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء، ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الثلاثية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬المبرمة‭ ‬بالرباط‭ ‬في‭  ‬22‭ ‬ديسمبر‭ ‬سنة‭ ‬2020،‭ ‬و‭ ‬تأكيداً‭ ‬لاعتراف‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬فإن‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬الحلفاء‭ ‬القدماء‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬اطلاعاً‭ ‬و‭ ‬أوسع‭ ‬معرفةً‭ ‬بملابسات‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭‬،‭‬ ومنهم‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬تأبى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الواقفين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية‭ ‬،‭ ‬الذين‭  ‬يتسترون‭ ‬خلف‭ ‬مواقف‭ ‬ضبابية‭ ‬زاعمين‭ ‬أن‭ ‬مصالحهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تقتضي‭ ‬منهم‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬وهي‭ ‬سياسة‭ ‬حلزونية‭ ‬رقطاء‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بالدول‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬الالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬الحرية‭ ‬و‭ ‬الديمقراطية‭ ‬و‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬


إن‭ ‬اعتراف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬المترددين‭ ‬المتذبذبين‭ ‬الذين‭ ‬يخونون‭ ‬مبادئهم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬و‭ ‬يرفضون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬منسجمين‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬يزعمون‭ ‬أنها‭ ‬الأساس‭ ‬لأنظمتهم‭ ‬والقاعدة‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬يبنون‭ ‬عليها‭ ‬سياستهم‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ . ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬مفهوماً‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬اتخاذ‭ ‬المواقف‭ ‬المستغربة‭ ‬منها‭ ‬تجاه‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬الشاهدة‭ ‬على‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬المغربية‭ ‬المركزية‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وطيلة‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ .‬


والمغرب‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬قال‭ ‬عاهله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬إن‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬هو‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬، ‬قد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ترحيبه‭ ‬وارتياحه‭ ‬للقرار‭ ‬السيادي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭  ‬وصفه‭ ‬جلالته‭ ‬،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬إلى‭ ‬بنيامين‭ ‬نتينياهو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬،‭ ‬بالصائب‭ ‬لأنه‭ ‬يدعم‭ ‬الأسانيد‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوق‭ ‬التاريخية‭ ‬الراسخة‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية‭ ‬،‭ ‬والمتبصر‭ ‬لأنه‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬الدينامية‭ ‬الدولية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬دعم‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬نهائي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬القاضية‭ ‬بمنح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المملكة‭ ‬و‭ ‬وحدتها‭ ‬الترابية‭ .‬


ولقد‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬ليقطع‭ ‬الشك‭ ‬باليقين‭ ‬،‭ ‬وليثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الصريحة‭ ‬والواضحة‭ ‬والمسؤولة‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬،‭ ‬وتنهي‭ ‬النزاعات‭ ‬،‭ ‬وتفضي‭ ‬إلى‭ ‬التسويات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ .‬


و‬اعتراف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬يتضمن‭ ‬تأييد‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬الحل‭ ‬الواقعي‭ ‬والجدي‭ ‬وذو‭ ‬المصداقية‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬غيره‭ .‬


أليست‭ ‬هذه‭ ‬رسالة‭ ‬ضمنية‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬وبخاصة‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يضعون‭ ‬على‭ ‬عيونهم‭ ‬نظارات‭ ‬معتمة‭ ‬فلا‭ ‬يرون‭ ‬سوى‭ ‬الضباب‭ ‬الذي‭ ‬يخفي‭ ‬الحقائق‭ ‬،‭ ‬ويحسبون‭ ‬أنهم‭ ‬إنما‭ ‬يخدمون‭ ‬مصالحهم‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تحفظ‭ ‬تلك‭ ‬المصالح‭ ‬و‭ ‬تكون‭ ‬مأمونة‭  ‬إلا‭ ‬باتباع‭ ‬سياسة‭ ‬واضحة‭ ‬وواقعية‭ ‬وقائمة‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ .‬


نرجو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرسالة‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭ ‬،‭ ‬والضمائر‭ ‬قد‭ ‬صحت‭‬،‬ والعقول‭ ‬قد‭ ‬وعت‭ ‬،‭ ‬والرؤى‭ ‬قد‭ ‬صفت‭ ‬و‭‬اتضحت‭ .‬


العلم




في نفس الركن