2021 دجنبر 13 - تم تعديله في [التاريخ]

استهتار‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ينذر‭ ‬بانتكاسة‭ ‬جديدة

بعد‭ ‬تخفيف‭ ‬القيود‭ ‬والتراخي‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية


العلم الإلكترونية - عبد الإلاه شهبون

أبدى خبراء في مجال الطب والفيروسات، قلقهم الشديد من حدوث انتكاسة وبائية بالمغرب، بسبب تراخي واستهتار المواطنين بالتدابير الوقائية والصحية.
 
ويرى هؤلاء الخبراء، أن الشارع المغربي يظهر بجلاء استهتارا واضحا من المغاربة في التقيد بالإجراءات الاحترازية المعمول بها، خاصة ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي إضافة إلى أهمية تلقي اللقاح والإدلاء بالجواز التلقيحي أثناء التواجد في الفضاءات والإدارات العمومية، مضيفين أنه بمجرد إعلان الحكومة عن قرار تخفيف القيود، تبين أن أغلب المواطنين، لا يلتزمون بالتدابير الوقائية.
 
ويحذر العديد من الأطباء، إلى خطورة الوضع الصحي، في حال استمرار المواطنين في التراخي بالالتزام بتلك التدابير، مشيرين إلى أن ذلك من شأنه أن يرفع من حالات الإصابات والوفيات بمرض «كوفيد 19»، خصوصا مع ظهور متحورات جديدة أبرزها «أوميكرون» بما يعني ذلك من ضغط على أقسام الإنعاش بالمستشفيات.
 
وفي هذا السياق أكد مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن تراخي المغاربة في الالتزام بالتدابير الاحترازية قد يتسبب في نكسة وبائية، وقال في تصريح ل «العلم» إن التساهل مع المواطنين قد يضر بصحتهم، مذكرا بالانتكاسة التي تعيشها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والدانمارك وأستراليا جراء استهتار مواطنيها. وأشار إلى أن هناك قرارا سيصدر قريبا يقضي بإلزامية جواز التلقيح في الفضاءات والإدارات العمومية.
 
وتابع المتحدث، أن حماية صحة المغاربة أولوية، وفرض جواز التلقيح أمر إيجابي للحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب، وبالتالي تفادي الكارثة، مشددا على أن المغرب حاليا يوجد في المنطقة الخضراء، ولكن إذا لم يتم التقيد بالتدابير الاحترازية يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
 
وأوضح مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني،أن حالة الفتور وعدم الإقبال على عملية التلقيح ساهم في التخلص من عدد كبير من الحقنات التي انتهت مدة صلاحيتها، وهذا يكبد الدولة خسائر مادية كبيرة، مشيرا إلى أن 5 بالمائة فقط من المغاربة الذين تم تلقيحهم بالجرعة الثالثة و67 بالمائة بالجرعة الأولى، و62 بالمائة بالجرعة الثانية، ويتطلب الوصول إلى 80 بالمائة لتحقيق المناعة الجماعية.
 
واستطرد قائلا:» إن عملية التلقيح ضرورية لتوفير الحماية لدى المغاربة، ومسألة استهتار العديد من الأشخاص بالتدابير الاحترازية سيكلفهم صحتهم» مشددا على أنه لابد أن نبقى إيجابيين لتجنب الأسوإ.
 
وأكد عضو اللجنة العلمية للقاح، أن ألمانيا عندما لاحظت استهتار مواطنيها عادت لفرض جواز التلقيح في الفضاءات العمومية، كما طالبت الرافضين له بالبقاء في منازلهم على اعتبار أنهم سيشكلون خطرا على الآخرين.
 
وكانت بعض المصادر، قد نبهت لهذا الانفلات الذي تعيشه الحالة المغربية اليوم خاصة بالنسبة لإجبارية الإدلاء بجواز التلقيح، مشيرة إلى أن المقاهي والمطاعم وحتى محطات القطار لم تعد تطلب من الزبائن إظهار جوازات التلقيح التي كانت قد اعتُمدت سابقا.
 
وأضافت، أن الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها المملكة بشأن الجواز قد ساهمت في التنازل الضمني عن طلب الجواز، خاصة مع التنديد الذي أتى من عدد من أرباب المقاهي والمطاعم وعدد آخر من الهيئات الحقوقية والمدنية، مشددة على أن اعتماد إجبارية الجواز قد نجح في البداية في الرفع من نسبة الملقحين، غير أنه سرعان ما انخفضت الأعداد بشكل كبير بعد أن تبين للمغاربة أنهم يمكنهم مزاولة مهامهم اليومية بدون الحاجة إليه.
 



في نفس الركن